واشنطن تحدد مواصفات الرئيس الجديد للبنان.. وتضمن إتفاق الترسيم
النشرة الدولية –
لبنان 24 – هتاف دهام –
تخيم على المشهد اللبناني سياسة الانتظار لما ستؤول إليه الظروف الاقليمية والتي من شأنها أن تحدث تغييرا في الواقع الراهن. ثمة تطورات خارجية استجدت وسوف تستجد لا بد من التوقف عندها، رغم ان مؤشراتها لا توحي باقتراب الحلول.
في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي جرت الثلاثاء، فاز رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، وحلفاؤه بالأغلبية. الولايات المتحدة الاميركية تتحضر للانتخابات النصفية التي ستجري الثلاثاء المقبل وسط تقديرات ان الديمقراطيين سيخسرون غالبيتهم في مجلس النواب لصالح الجمهوريين، وأن حفاظهم على غالبيتهم في مجلس الشيوخ تعتريه الشكوك.
لا شك أن هذه الانتخابات النصفية محل متابعة غربية وعربية واسرائيلية، ويأتي ذلك في ظل عدم ارتياح الديمقراطيين لحكومة يقودها نتنياهو الذي أعلن أنه “سيتعامل مع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان كما تعامل مع اتفاق “أوسلو” للسلام”، وفي ظل اسئلة مشروعة حول كيفية تعاطيه ايران مع الملف الايراني والقضية الفلسطينية. اما على الخط الخليجي، فالسعودية من جهتها تراهن على صعود الجمهوريين بعد الانتخابات النصفية، في ضوء علاقتها المتوترة مع الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
واقع الحال هذا ، يجعل لبنان اسير التعقيدات الاقليمية لا سيما على خط واشنطن – الرياض كما يقول احد المطلعين والخبراء المعنيين بالشؤون الدولية، وفي ضوء قلق ايضاً من مآل الامور على خط اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بعد فوز نتانياهو، الا ان رئيس مجموعة العمل الاميركية للبنان اد غبريال يؤكد لـ”لبنان24″ أن الولايات المتحدة مستعدة للعب دور الوسيط عند الحاجة. ومن مصلحة إسرائيل الحفاظ على الاتفاقية، ومذكرا بما قاله المبعوث الاميركي الخاص لشؤون الطاقة اموس هوشتاين أن الاتفاقية تحتوي على لغة ملزمة قانونًا في كل المجالات، مضيفا ان دعم الشعب اللبناني مسألة محسومة ومشتركة عند الجمهوريين والديمقراطيين، وان اثنين من أبرز أعضاء لجنة الدعم الأميركية اللبنانية في الكونغرس، يحملان الجنسيتين اللبنانية والاميركية ومحسوبان على الجمهوريين هما: دارين لحود وداريل عيسى. كنا في لبنان الأسبوع الماضي مع وفد من أعضاء الكونغرس من الحزبين واوصلنا رسائل صارمة إلى المشرعين اللبنانيين، ليس كديمقراطيين أو جمهوريين، انما كأميركيين. بضرورة انتخاب رئيس للجهورية، ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ، وتشكيل حكومة جديدة ، وإتمام صفقة الغاز المصرية. في الأسبوع الماضي، قلنا لهم “ساعدونا لنساعدكم”. أصدقاء لبنان في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بحاجة إلى رؤية هذه الخطوات الأساسية التي اتخذت لإظهار أن قادة لبنان جادون في دعم الشعب اللبناني. ونحن كنا ولا نزال على موقفنا بأن المعنيين في لبنان لا يملكون ترف وقت لتأخير تنفيذ الإصلاحات.
وفيما ترك قرار أوبك + خفض انتاج النفط بواقع مليوني برميل يومياً في تشرين الثاني، تداعيات على صعيد العلاقات السعودية – الاميركية المتأزمة منذ وصول بايدن الى البيت الابيض مع احتمال كبير لان ترخي انعكساسات هذا التوتر على استحقاقات لبنان المتصلة بالملف الرئاسي في ظل تأكيد المعنيين ان الدول المؤثرة في لبنان هي الناخب الاصلي للرئيس المقبل، فإن الولايات المتحدة على اتفاق مع فرنسا ودول الخليج، كما يقول غابريال، لضرورة ان ينتخب المجلس النيابي اللبناني رئيسا ملتزما بسيادة لبنان وأمنه الإقليمي وإصلاح النظام المصرفي وبمكافحة الفساد وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وسط ما تقدم، وفي ظل التململ الحاصل حيال من يدعو الى تغيير صيغة النظام وضرورة الذهاب الى مؤتمر الحوار في سويسرا او اي دولة صديقة للبنان، وبين من يتشبث باتفاق الطائف كترجمة للواقع اللبناني يجب العمل على تطبيق بنوده، فإن الادارة الاميركية واضح في هذا السياق، فهي لم تشارك في الجهود السويسرية وتدعم أي تحركات نحو حوار برلماني ورؤية وطنية أكثر تماسكًا في لبنان كما قال غابريال الذي اعتبر ان اللبنانيين هم الوحيدون الذين يجب أن يحسموا مسألة النظام في بلدهم فنحن لا نتدخل في السياسة الداخلية للبنان.