زينب دياب في حوار مع رانيا مرعي: يجب أن يكون للعمل الأدبي دوره الفاعل والمتميز داخل المجتمع باعتباره وسيلة من وسائل بث الوعي الفكري
النشرة الدولية –
مجلة كواليس إعداد وحوار رانية مرعي
زينب دياب
مواليد : لبنان
المؤهلات العلمية :أخصائية تصوير أشعة
_ مديرة وكالة عرب نيوز الدولية / فرع لبنان
_ مديرة صحيفة نبض العرب / فرع لبنان
_ عضو في جمعية هلا صور الثقافية الإجتماعية.
_ عضو في ملتقى الجمعيات الأهلية في مدينة صور ومنطقتها.
_ نائب رئيس منتدى الثقافة والفنون والأدب.
_ ممثل دار الفراعنة للطباعة والنشر في لبنان
_حائزة على العديد من التكريمات وشهادات التقدير.
_ مشاركة في بعض الأمسيات الثقافية في لبنان.
_ مشاركة في تقديم العديد من الشعراء في أمسيات ثقافية ( ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي) في مدينة صور.
الإصدارات الأدبية :
_ديوان شعري / على وعد غيداق.
_قيد الطبع : •مجموعة قصصية .
- رواية.
زينب دياب:
بعض الكتاب حملوا أنفسهم عبء الغموض مقتفين آثار الصوفية، والتي هي التجاوز الممكن لصناعة اللغة
*كيف تعرفيننا عن نفسك بعيدًا عن عالم الشعر والكتابة؟
أنا أختصاصيةٌ في مجال تصوير الأشعة، لكنني لم أمارس هذه المهنة كثيرًا، بل كنت موظفة في الجامعة الأمريكية ( قسم الطب النفسي) ، وقد استفدتُ كثيرًا في هذا القسم إذ قابلت نماذج بشرية كثيرة أفادتني فيما بعد في الكتابة الأدبية .
*كيف كانت بداياتك ؟ وما هي التأثيرات والدوافع التي ألقت بكِ في مغامرة الكتابة؟
بدأت الكتابة منذ حوالي خمسة وعشرين عامًا، خواطر، مقالة إجتماعية، كنت أنشرها في “دليل النهار” لكنني أضطررت للتوقف والغياب بشكل نهائي عن الميدان الثقافي والأدبي لظروف خاصة مررتُ بها، لكنني عاودت الكتابة منذ حوالي الست سنوات، فبدأت متابعاتي الخجولة للنشاطات الثقافية والأدبية، وخلال تلك الفترة قرأت كثيرًا وتيقنت أن من يقرأ كثيرًا تساوره الرغبة في الكتابة، لذلك تفرغت للكتابة أكثر في محاولة مني للتعويض عمّا فاتني.
ديوان “على وعد غيداء” هو استخلاص تجربة حياتية
*نبارك لكِ صدور ديوانك الشعريّ “على وعد غيداء” ما هي الرسالة التي تضمنها؟
شكري وامتناني لمباركتكم الراقية ، الديوان لا يعمل على تيمة محددة بل هو استخلاص تجربة حياتية، يعبر عن مكابدات الذات، ويتضمن طائفة من تجارب ودروس الحياة ، كما أنه لا يخلو من الهم الوطني والإجتماعي العام..
*معرض الكتاب العربي في مدينة صور هو حدث سنوي يستقطب العديد من الكتّاب والشعراء، حدثينا عن الفعاليات التي تجري ضمن المعرض والأمسيات التي تقيمونها ؟
معرض الكتاب العربي الذي تنظمه ” جمعية هلا صور” الثقافية الإجتماعية ، ممثلة بشخص رئيسها الدكتور عماد سعيد، مؤسس معرض الكتاب، هو شريان ثقافي لمدينة صور، وهو حدث سنوي يستقطب العديد من الكتّاب والشعراء اللبنانيين والوفود العربية.
معرض الكتاب العربي الثامن ، هذا العام كان مميزًا جدًا، فقد رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال معرض الكتاب العربي الثامن ،في ” مجمع باسل الأسد” ، بحضور حشد من الفاعليات التربوية والثقافية ووفد من جمهورية مصر العربية، وعضو مجلس الشعب المصري رئيس تحرير جريدة النهار المصرية ووفد مرافق، وأيضًا القنصل العام لدولة فلسطين في كردستان العراق.
ضمن فعاليات معرض الكتاب ،حفل توقيع لمجموعات قصصية ، ودوواين شعرية ، ولقاءات حوارية ، وإعلامية.
وأيضًا كان هناك مهرجان شعري مع نخبة من الشعراء من داخل لبنان ومن خارجه وبمشاركة فنانين تشكيليين قاموا بالرسم المباشر في هذه الفعالية.
وضمن الفعاليات أيضًا كان هناك حفل تكريمي لبعض الشخصيات الدينية، والثقافية، والتربوية، والإعلامية، كالإعلامي جهاد أيوب وبحضور الإعلامي والوزير جورج قرداحي.
لقد كان لنا استاذة “رانيا” ، السنة الماضية شرف وجودك في حفل توقيع مجموعتك الشعرية في معرض الكتاب السابع.
ما زال المعرض يفتح أبوابه أمام الزوار يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا إلى السادسة مساءً، لغاية مساء يوم السبت ١٢ / ١١ /٢٠٢٢.
*يبالغ بعض الشعراء بالغموض والرمزية في كتاباتهم حتى تحولت قصائدهم إلى طلاسم يصعب فهمها، ما رأيك بهذه الطريقة في الكتابة؟ وكيف تكتبين قصائدك؟
بعض الشعراء يسعون إلى الدخول في عالم اللامعقول، والخروج عن المألوف خروجًا غير منطقيّ، مما يجعل القارئ يشعر بالتيه وراء المعاني والألفاظ حتى تتحول القصيدة إلى ما يشبه الأحاجي، لأنهم يعمدون إلى الغموض بغرض الغموض .
والبعض الآخر حملوا أنفسهم عبء الغموض مقتفين آثار الصوفية، والكتابة الصوفية هي التجاوز الممكن لصناعة اللغة.
أنا شخصيًا أكتب النص الذي يشتغل على قول ما يمكن قوله من دون تعقيد، فلا ألجأ للغموض لمجرد الغموض أو حبًا فيه، لتمر قصائدي نسيمًا هادئًا وتمنح الجملة تشكلات الفكرة الشعرية بالإعتماد على التكثيف برؤية جمالية قدر ما أستطيع.
*إلى أي حد يمكن للشعر والأدب أن يساهما في الحركة التوعوية خاصة في المجتمع الذي يرزح تحت حمل ثقيل من السطحية، التبعية والإستسلام؟
لا شك أن الأديب، شاعرًا كان أم روائيًا قصصيًا أم كاتبًا ، يلعب دورًا واضحًا في نقل ما يعيشه مجتمعه، لكن هذا الدور هو دور جمالي وليس نقلاً فوتوغرافيًا لمعطيات الواقع ، والأديب يسهم في التأثير بما يحيط به بطريقة تميزه عن غيره.
والأدب لا يمكن أن ينفصل عن سياقه المجتمعي، فهو مجموعة من القيم التي يعيشها المجتمع ، لذلك يجب أن يكون للعمل الأدبي دوره الفاعل والمتميز داخل المجتمع باعتباره وسيلة من وسائل بث الوعي الفكري والجمالي، ودور الأديب هو تعميق الثقافة الفكرية والإحساس الجمالي والذائقة الأدبية اللغوية، رغم أنه يعيش دومًا في صراع بين الواقع الكائن من جهة والواقع المأمول من جهة أخرى، وهذا الصراع في حقيقته هو نتاج لطموحات الأديب للتجاوز والإرتقاء بمجتمعه على مختلف الأصعدة والمستويات.
*تحضرين لإطلاق مجموعة قصصية و ورواية، حدثينا عن هذين العملين؟
صحيح، مجموعتي القصصية أصبحت جاهزة للنشر ، فقط تحتاج إلى اللمسات الأخيرة .
هي مجموعة حكايات مستوحاة من قصص الحياة، وتلامس هموم المرأة بشكل خاص ، تفصح عن خبايا المجتمع الشرقي المُتخم بمشاكل حقيقية تستحق أن تُناقش.
والمجموعة تضع شخوص الحكايات في نهايات مغلقة وتعمل على تحريك ذائقة القارئ وتوقعاته.
أما الرواية تحتاج إلى بعض الوقت لتكون جاهزة للنشر.
*قال فولتير ” لقد سئلت عن الذين سيقودون البشرية، فقلت الذين يعرفون كيف يقرؤون. متى سننال نصيبنا في المراكز المتقدمة في قيادة هذا العالم؟
فعلا”، البشر لا يرتقون إلا بما يقرؤون، ولعل ما تعانيه بلادنا العربية من تراجع حضاري، وانتكاس ثقافي، مرده إلى الخمول الفكري، والتصحر المعرفي .
وكيف سننال نصيبنا في المراكز المتقدمة ونحن نتهاون في صعود سلم الرقي البشري ونمارس الكسل الثقافي .
نحن أمة إقرأ، لكننا لا نقرأ، ومن يعرف كيف يقرأ هو من سيحكم البشرية لأنه كمن جمع كنوزًا ملأ بها عقله وحصّن شخصيته من براثن الجهل، ومع كل كتاب يرحل لينهل من نبع الأفكار ليعود وهو أكثر معرفة وثقافة، لأن القراءة غذاء عقل الإنسان وارتقاء الفكر.
لنجعل القراءة منهاج حياة، ولننمي عقول أولادنا، فبالقراءة تنمو الحضارات وتزدهر الأمم.
*أترك لك الختام مع قصيدة تهدينها لقرّاء كواليس .
قصيدة من الديوان
” متاهاتُ الأوهام “
قلتَ :
إنّ حُبنا قد ترهلَت نبضاتُه
فبدأتَ بعزف لحن الرحيل،
أطفأتَ مواثيقَ العشق
وأوقدتَ لظى الهجر ..
أقصدتَ البُعادَ أم أردتَ التخلّي؟
وهل تلذذتَ بطعمِ أوجاعي؟
بعد أن تاهتْ روحي
تُصارع الأحلام كورقةٍ خريفية متساقطة
في متاهات الأوهام…
وأنا أتشظّى في إعصار حبكَ
كفلكٍ هائم قبل أن تُحطّمهُ الأمواجُ العاتية
وتُردي قلبي المثلومَ
بنار عشقكَ نحو الأعماقِ
ليكونَ جحيمُ الشوق
أقوى قواميسِ عشقي !!.
تحية كواليس
عودة مباركة الشاعرة المبدعة رانية مرعي القادمة من الأردن الشقيق مكللة بالتكريم اللائق بها، لتتربع مجدداً عرش الكلمة المنتقاة بعناية فائقة من خلال اختيار ضيوف مملكتها “ادباء وشعراء” والذين يشكلون روافد نهر الثقافة العظيم الذي تجاهد لتزهر ضفافه بنجوم تتنافس عطاءاتها للاجمل الباقي اريجه في اللامدى واللازمان
وهذا ما تختصره اليوم تجربة الشاعرة زينب دياب التي جعلت من تجاربها في الحياة مادة تبني منها ولها وعليها رؤى الحلم والطموح والاصلاح انطلاقاً من إيمانها بأهمية القراءة وسحرها في قدرتها على اضاءة ظلمات الروح وتحويلها إلى حدائق متاحة للجميع يرشقون منها المتعة والوعي والفكر القادر على محاكاة الحضارات والمشاركة في بنائها
حوار اليوم يضيف لنا صور ومفاهيم ذات هدف شكراً فاطمة فقيه