منْ ينافس جنبلاط على امتياز “بيضة القبان”؟!
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
في ظل العراقيل التي تتربّص بالوصول الى حلّ جذري في الملفّ الرئاسي والازمة السياسية اللبنانية الراهنة، ومع تبدّل التوازنات التي افرزتها الانتخابات النيابية الاخيرة داخل مجلس النواب والتي تحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تبرز الاسئلة التي تطال بعض الفرقاء السياسيين الذين يشكّلون محوراً اساسياً ومؤثراً جدياً في الاستحقاق الرئاسي.
من بين هؤلاء كتلة “النواب السنّة” والتي بجزء كبير منها مقرّبة من الرئيس سعد الحريري، وهذه الكتلة تتعامل بجدية مع الملف الرئاسي لكنها لم تتمكن بعد من حسم خيارها السياسي، حتى أن تحالفاتها في المجلس النيابي والحياة السياسية ككل تبدو متشعّبة. ففي حين يعتقد البعض انها تقف الى جانب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، تراها تخوض تحالفات ونقاشات مع “حزب الكتائب” ونواب “الثورة”، وهذا الامر يجعلها تضيّع البوصلة وتعجز عن اتخاذ قرار جازم في هذا الشأن.
هذه الكتلة التي قد يصل عدد أعضائها الى نحو عشرة، قادرة على اعطاء قوى الثامن من اذار اكثرية نيابية مريحة في حال التوافق معها ومع “التيار الوطني الحر” على التصويت لشخصية سياسية دون غيرها. كذلك فهي تدعم المعارضين لـ “حزب الله” وبالتالي فلو اتجهت نحو هذا المقلب ستمكّنهم من التقدم بشكل لافت وإن كان دعمها لن يؤدي الى بلوغهم الاكثرية العددية.
من جهة اخرى، يبرز موقف “الحزب التقدمي الاشتراكي” والذي تتكون كتلته من تسعة نواب، وهي لا تزال حتى الساعة تدعم النائب ميشال معوّض لرئاسة الجمهورية وبشكل علني. لكن هذا الدعم قد يتوقف في أي لحظة، سيما وأن عملية دعم معوّض لا يمكن ان تستمر طويلا في ظل اعتراض القوى السياسية الاساسية عليه. من هنا يتمحور السؤال حول طبيعة حراك رئيس الحزب وليد جنبلاط في المرحلة المقبلة.
تعتقد مصادر سياسية مطّلعة أن جنبلاط قادر على حسم المعركة الرئاسية في حال قبل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بالتصويت لفرنجية، وحينها سيكون جنبلاط وقوى الثامن من اذار الى جانب فرنجية، ما يعني بأنهم سيصلون الى الأكثرية النيابية بسهولة ويقتربون من تأمين نصاب الثلثين للجلسة. وهذا الامر لا مفر منه خصوصاً وان فرنجية لا يشكّل استفزازاً عميقاً للمملكة العربية السعودية، كما يحلو للبعض ان يشيع !
ولعلّ هاتين الكتلتين تمتلكان امتياز “بيضة القبان” وبالرغم من صغر حجمهما النيابي الا أن لديهما تأثيراً واضحاً في المعركة الرئاسية. لذلك فإن الاتصالات والمشاورات من قِبل جميع القوى السياسية الاساسية تحصل معهما من اجل استقطابهما لصالح هذا الفريق او ذاك. لكن يبدو ان الازمة الخارجية تلعب دوراً رئيسياً ايضاً في اصطفافات هذه القوى في لبنان، ما يعني بأن الازمة الداخلية تحتاج الى غطاء خارجي للحل لم ينضج بعد.