أضعنا فرصة ذهبية!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

أضعنا الفرصة، بالضبط، كمهاجم منتخب، ينفرد بحارس مرمى الفريق المنافس، ويتردد بالتسديد وهو على بعد أقدام بسيطة من المرمى، خشية إضاعة الهدف، ويخسر فريقه المباراة التي كانت ستؤهله إلى نهائيات البطولة!

بالضبط، كان هذا حالنا مع إضاعة الفرصة الذهبية من الاستفادة من تنظيم دولة قطر الشقيقة لبطولة كأس العالم، على بعد مسافة بسيطة من الكويت، فلم نغتنم الفرصة، وأضعناها رغم أن المكاسب كانت كثيرة.

ورغم فخرنا واعتزازنا بتنظيم قطر للمونديال، فإننا تخلفنا عن الركب الخليجي مجدداً، ولم نستطع أن نواكب الاستعدادات الخليجية، سواء في الإمارات أو المملكة العربية السعودية أو عُمان، رغم أن الفرصة كانت مهيأة لأن نستفيد اقتصادياً وسياحياً!

فأول خطوة أخفقنا بها هي عدم التسهيل في تأشيرات جماهير المونديال، رغم أن جميعنا نعي تماماً الكم الهائل من الجماهير التي ستحضر هذا الحدث العالمي، ومعظمهم قد يكون زائراً للمنطقة للمرة الأولى، بالتالي كانت الفرصة سانحة أن نمنحهم فرصة زيارة الكويت، للقرب الجغرافي مع قطر، لكننا امتنعنا عن ذلك، ولا نعرف ما هي مبررات الحكومة في ذلك، فدول خليجية سهلت الدخول لحاملي بطاقة هيا!

فضاعت الفرصة على عدة قطاعات في البلاد، لعل أهمها قطاع الفنادق، فاليوم نسمع عن الاستفادة الخليجية، فعلى سبيل المثال حجوزات معظم فنادق الإمارات الحبيبة اكتملت بسبب دخول جماهير المونديال، ومثلها السعودية وعُمان.

وأضعنا الفرصة كذلك على قطاع الترفيه، وإن كان فقيراً في الكويت، وقطاع المطاعم والمقاهي وكافة قطاعات المشاريع الصغيرة، عندما امتنعنا من تسهيل إجراءات دخول الجماهير الكروية.

ولا يمكن أن نفسر هذه الفرصة الضائعة سوى بغياب التنسيق بين قطاعات الدولة، فكان من باب أولى أن نعد العدة لحدث عالمي كهذا، منذ مدة، بأن يجتمع المعنيون بالاقتصاد والداخلية للتعاون ودراسة أوجه الاستفادة، وتقنين الأمر بما يرضي الطرفين، ولكننا اخترنا الحل الأسهل بأن نغلق البلاد.

نعم نحن نعيش في بلد مغلق، ولن نتمكن من خلق فرص اقتصادية وسياحية ما لم نغيّر طريقة تفكيرنا، وأن نمنح هامشاً من السهولة في منح التأشيرات، حتى نضمن انتعاشاً اقتصادياً، ونضمن حركة في السوق مما ينعكس على قطاعات مهمة وحيوية، وكذلك فرصة لأبنائنا المبادرين.

فرصة كهذه، لا تتكرر، ضاعت على الكويت، واستثمرها إخواننا الخليجيون، لنبقى نحن على مقاعد المتفرجين كالعادة، لكننا سنبقى نصفق ونشجع إخوتنا في الخليج ونرفع لهم القبعة، ونهتف لنجاحهم المبهر، ونفتخر بهم.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى