الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود تكشف كيف تجذب المملكة العربية السعودية السياح
النشرة الدولية –
تعتبر نائبة وزير السياحة، الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود، الوجه “الأنيق” للمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال سعيها لجعل بلادها نقطة جذب عالمية للزوار من كافة أنحاء العالم عقب عقود طويلة من الانغلاق في هذا القطاع.
وترى الأميرة، البالغة من 35 عامًا، في حديثها إلى صحيفة “التايمز” البريطانية أن هنالك الكثير مما يزال يتوجب العمل عليه لتصبح بلادها أكثر جذبا للسياح.
وتبلغ ميزانية وزارة السياحة 810 مليارات دولار جرى تخصيصها للعديد من المشروعات الترفيهية العملاقة مثل نيوم، وهي مدينة مستقبلية تقع في غرب البلاد.
كما تشمل ميزانية تطوير سلسلة جزر صديقة للبيئة ضمن مشروع السياحي للبحر الأحمر، ناهيك عن “القدية” وهو مشروع ترفيهي رياضي ثقافي أعلن عنه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في 7 أبريل 2017 كوجهة ترفيهية واجتماعية نوعية فريدة من نوعها.
ومن وجهة نظر الأميرة هيفاء، فإن السياحة يجب أن لا تتأثر بالقضايا السياسية، وذلك على خلفية الانتقادات التي تتعرض لها المملكة بشأن “انتهاكات حقوق الإنسان” و”التمييز ضد المرأة” و”سجن العديد من المعارضين السياسيين والحقوقيين”.
ففي العام 2018، جرى تحديد ولي العهد السعودي من قبل وكالة المخابرات المركزية على أنه أمر باغتيال الصحفي جمال خاشقجي، الذي قُتل داخل القنصلية السعودية في تركيا في ذلك العام.
وتوضح الأميرة هيفاء: “إذا كانت السياسة مرتبطة دائمًا بالسياحة، فلن يسافر أحد أيمكان ولاحتى المملكة المتحدة أوأميركا.. نريد فقط أن نعامل مثل أي دولة آخرى، فالسياحة تربط الثقافات ببعضها البعض”.
وأكدت في حديثها وجود ” فجوة بين صورة المملكة في الخارج وبين الواقع الفعلي”، مؤكدة إمكانية جسرها عن طريق السياحة.
وتضيف:”الذين يزورون السعودية، يخبروننا أن تصوراتهم المسبقة قد تغيرت 180 درجة”.
وسارعت هيفاء إلى تبديد الشائعات بشأن بناء أقبية النبيذ في منتجعات مشروع البحر الأحمر الفخمة، والتي يقال إنها سوف تكون مفتوحة فقط للسياح وليس للمواطنين السعوديين، قائلة: “نحن نستضيف حاليًا فعاليا جرى خلالها بيع أكثر من 600 ألف تذكرة، وبالتالي لا يزال الناس يأتون إلينا بدون وجود كحول”.
ورداً على سؤال بشأن سلامة جميع الزائرين في بلد يجرم العلاقات المثلية والجنس خارج نطاق الزواج، أجابت: “بالطبع، الجميع مرحب به.”
وتابعت: “الناس ليسوا على علم بالتغييرات التي حدثت خلال السنوات الخمس الماضية.. لدينا الآن مساواة بين الجنسين على الرغم من أننا بدأنا ذلك في وقت متأخر، فقد حصلت النساء على أجر متساوٍ منذ العام 2016 وبات لديهن نفس الفرص مثل الرجال”.
وأكدت أن المملكة العربية السعودية “تتفوق” على البلدان المجاورة في المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن 46 في المائة من العاملين في صناعة السياحة هم من النساء.
وأوضحت أن النساء بتن يشكلن 42 في المائة من أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وأنهن يزدن عددا عن الرجال في مجالات صناعة التكنولوجيا.
وكانت السعودية قد شهدت في عهد ولي العهد، الذي يعتبر بنظر الكثيرين الحاكم الفعلي للبلاد، رفع القيود التي منعت النساء من قيادة السيارات، وجرى الترخيص بإنشاء دور السينما والسماح للجنسين بحضور الحفلات الموسيقية والذهاب إلى الملاعب لحضور مباريات كرة القدم.
وتتمتع هيفاء بمكانة خاصة باعتبارها حفيدة الملك الراحل خالد، وجدها الأكبر محمد آل سعود – شقيق الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية – واللذان كانا وراء الفتوحات التي أدت إلى توحيد المملكة في العام 1932.
وبعد أن سافرت حول العالم ودرست في جامعة نيو هافن وكونيتيكت وكلية لندن للأعمال، قالت إنها واجهت عواقب”الجهل ببلادها” أثناء تواجدها في الخارج، موضحة أن زملائها من الطلاب الأميركيين افترضوا أنها كانت تركب الجمال أو تخزن الوقود في براميل بالمنزل لأنها تحمل الجنسية السعودية.
وأردفت: “لقد مرت البلاد كلها بتحول.. حوالي 70 في المائة من السكان تقل أعمارهم عن 35 عامًا ولديهم فرص أكبر بكثير.. ولي عهدنا شاب. قيادتنا شابة”، قبل أن تضيف: “حان الوقت الآن لدعم الشباب”.
وختمت بالقول: “نحن نحقق أهدافنا، سأقدم لكم أرقامًا، فقد كان هدفنا بحلول العام 2030 هو تحقيق 100 مليون زيارة محلية ودولية للمملكة، وقد تجاوزنا 70 مليون زيارة رغم أنه ما زال أمامنا سبع سنوات”.