ما الأسباب التي تعيق عمليّة إنقاص الوزن رغم اتّباع حمية غذائيّة؟
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
يعتبر التخلص من الوزن الزائد من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثير من الأشخاص والتي تحتاج الى الإرادة والدافع والصبر وتحمل الوقت الطويل، بحيث يبذلون جهداً كبيراً بهدف إنقاص وزنهم للحفاظ على مظهرهم الخارجي وصحّتهم. وعلى الرغم من إتّباع حمية غذائية مدروسة أو نظام غذائي صحي إلّا أن البعض لا ينجح في التخلص من الوزن الزائد.
ما السبب؟ بحسب أخصائية التغذية “سيبال الحاج”، هناك عوامل عدة تعيق قدرة الجسم على فقدان الوزن، أهمها:
– النوم: يرتبط النوم الجيد بإيجابيات كبيرة تتعدى المزاج الحسن إلى الصحة الجسدية. وثبت أن النوم لأقل من 6 ساعات أو في ظروف سيئة من شأنهما التأثير سلبا على محاولات تقليل الوزن. ونعني هنا بحمية النوم أن يحصل الشخص على نوم كاف، مما يكلل جهوده في فقدان الوزن.
– إتّباع أنواع مختلفة من الحميات الغذائية: تعتبر الحميات الغذائية السريعة والمتنوّعة ضارّة جداً، فعند اعتمادها، يدخل الجسم بحالة “طوارئ” بحسب وصف أخصائية التغذية، ويصبح الجسم في صدد تخزين الدهون وبخاصة في منطقة البطن، بدلاً من تصريفها وخسارتها.
– العامل الجيني: شددت “الحاج” على أهمية ودور العامل الجيني، فشكل الجسم ونوعه، لا يتغيّران. يمكن تحسين الشكل الأساسي، ولكن لا يمكن تغييره بالكامل.
– العمر: مع تقدّم العمر، تنخفض نسبة حرق الدهون وبخاصة لدى النساء عند بلوغ سن اليأس. ففي هذه الحال، شددت أخصائية التغذية على ضرورة تناول الأطعمة التي تشعرنا بالشبع وتكون في الوقت عينه قليلة السعرات الحرارية.
– صحة الأمعاء: تعتبر صحة الأمعاء أساسية في عملية إنقاص الوزن، فالبكتيريا الجيدة يجب أن تكون ضمن معدلاتها، متوازنة، وغير ناقصة، كي يتمكن الشخص من إنقاص وزنه من خلال اتّباع النظام الغذائي. فحتّى لو أخفض الفرد كمية السعرات الحرارية التي يتناولها إلى أقصى الحدود، لن ينجح في إنقاص وزنه طالما الأمعاء لا تتمتّع بصحة جيّدة.
– الأمراض: تعتبر الأمراض والأدوية في كثير من الأحيان، العائق الأكبر في إنقاص الوزن، أبرزها: أكياس على المبيض، قصور الغدة الدرقية يساهم في زيادة الوزن، فهي تعمل على تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وتعتبر زيادة الوزن أول أعراض قصور الغدة الدرقية، وبالتالي فأهم خطوة للتخلص من الوزن الزائد لدى المرضى تلقي العلاج المناسب لقصور الغدة الدرقية. أما بالنسبة للأدوية، فهناك أدوية عدة تساهم بدورها في إعاقة عملية إنقاص الوزن كأدوية خفض الضغط.
– الصيام المتقطّع: شددت أخصائية التغذية على هذه النقطة مشيرةً إلى أنها فعّالة في حال التزم الشخص بالانقطاع عن تناول وجبة معيّنة “بانتظام”، لكن في حال عدم الانتظام بالوجبة التي يودّ الإنقطاع عنها، وقرر استبدالها بوجبة أخرى أو أكثر، فلن يتمكن من خسارة الوزن.
– قلة شرب المياه: تشكّل المياه حوالي 60% من جسم الإنسان وهي ضرورية للمساعدة في الحفاظ على وزن صحي، وإخراج السموم من الجسم، وإنتاج السوائل هامة والضرورية للجسم. لذا في حال عدم شرب المياه بالكميات المطلوبة، ستنخفض عملية التمثيل الغذائي لدى الشخص، وستتأثر صحة أمعائه وسيزيد وزنه بدلاً من فقدانه كما أن قلة السوائل في الجسم ستجعله يشعر بالإمساك وقد يواجه صعوبة في تمرير الأمعاء. فإذا كان نظامك الداخلي لا يعمل بشكل صحيح، فإن فقدان الوزن أمر مستحيل.
– الجلوس لفترات طويلة: مما لا شكّ فيه أن ضغوط الحياة وبخاصة العملية منها، تجبرنا أحياناً على إهمال الرياضة لننغمس بالعمل والجلوس وراء المكتب لفترات طويلة. لذا ينصح بتخصيص 15 دقيقة على الأقلّ للمشي والتجوّل في مكان العمل وعدم الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
السرّ في الإعتدال!
تظنّ شريحة كبيرة من الناس أن “الطعام الصحي” يندرج في خانة “الدايت”، إنّما هي مزاعم خاطئة. وبحسب الحاج، هناك فرق شاسع بين المفهومين، فالأطعمة الصحية (كالأفوكادو، زيت الزيتون…) تحتوي على سعرات حرارية كثيرة، وبالتالي لا يمكن تصنيفها في خانة “الدايت”. هي ببساطة، أطعمة مفيدة للصحة ولكن هذا لا يعني أنها غير مشبّعة بالسعرات الحرارية. وقالت: “السرّ في الإعتدال”، كلّما كان الطعام صحيا ومنتظماغ، كلّما استفاد الشخص واستطاع إنقاص وزنه بطريقة صحية.
تداعيات الضغط النفسي
في هذا الصدد، أشارت الحاج إلى أن الهورمونات وخلايا الذهن تؤثر مباشرةً على سلوكنا الغذائي، ففي حال كان الشخص يعاني من الضغط النفسي والتوتر، فجميع المحاولات لخسارة الوزن، ستنتهي بالفشل. في فترة التوتر، تصاب هرمونات السعادة “السيروتونين” بخلل في تأدية وظيفتها، لذا يلجأ الفرد لتناول المزيد من الطعام لإرضاء النفس، الأمر الذي يؤدي لزيادة في الوزن.
هذا ويتجاوب كل منا بطريقة مختلفة للضغط النفس، لتختلف معها كمية إفراز “الكورتيزول” في الجسم، فكلّما زادت نسبة الكورتيزول في الدم، كلما زادت الشراهة والإسراف بتناول الطعام، خاصة السكريات البسيطة التي بدورها ترفع نسبة الأنسولين في الدم. وعند ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم ستبدأ خلايا الجسم في مقاومة الأنسولين، مما يؤدي الى تراكم الدهون بسبب عدم معالجة الخلايا للسكر بطريقة صحيحة.