أخفقنا..!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

لم يكن خبر عدول مستشفى غوستاف روسي الشهير بعلاجات السرطان – كافانا وإياكم الله – عن فتح فرع في الكويت، خبراً عادياً، بل نموذجاً حياً لكل فرصة للتطوير والتقدم، بل وحتى التوفير، أصبحنا نضيعها، ليس لأننا لا نجيد التخطيط، بل غالباً لأننا لا نجيد الإدارة، ومقيدون بسلسلة تشريعات بالية، وقديمة، ما عادت تصلح لهذا الزمن، أو للحالة الكويتية بين دول خليجية متقدمة ومتطورة ومقتنصة للفرص التطويرية والاقتصادية بشتى المجالات!

 

ولنعد معاً كم الفوائد التي أضعناها بسبب عدول المستشفى عن العمل في الكويت، ولن أسترسل كثيراً، لكن سأشير إلى أهم الفوائد فقط.

 

تشير الأرقام الرسمية، وما استطعت التحصل عليه خلال بحثي، إلى أن الكويت تصرف على العلاج بالخارج ما لا يقل عن 380 مليون دينار سنوياً، وهي ميزانية عام 2019 – 2020، أي ما قبل كورونا، كون سنة كورونا لا تعتبر سنة مقياس لظروفها الاستثنائية. وجميعنا نعلم أن عدداً كبيراً من مرضى العلاج بالخارج هم مرضى سرطان، شافاهم الله وعافاهم، أي أننا لو استطعنا أن نفتح فرعاً لأهم مستشفى لعلاج السرطانات، لكنّا وفرنا ملايين الملايين من الدنانير، خصوصاً تلك التي تصرف على المخصصات اليومية للمريض ومرافقيه! وهي أول وأهم فائدة كانت ممكن أن تحصل من جراء فتح «غوستاف روسي» في البلاد.

 

وبحسبة بسيطة، ومن الأرقام الرسمية ذاتها، كنا نستطيع من توفير ميزانية العلاج بالخارج أن نبني مستشفيات جديدة، فعلى سبيل المثال تكلفة مستشفى جابر 304 ملايين دينار فقط! فلكم أن تتخيلوا ما الفرق الذي كان ممكن أن يحدثه التوفير!

 

وانتقالاً من فوائد الميزانية إلى الفوائد العلمية، فإن وجود مستشفى عالمي كهذا، كان سيعود بالنفع علينا من خلال إجراء أبحاث علمية، وإعطاء القطاع الصحي في البلاد سمعة بحثية عالمية، إضافة إلى تدريب كوادرنا الطبية وأبنائنا على يد أمهر وأفضل الأطباء في هذه المجالات العلاجية.

 

وأيضاً، لوجود المستشفى فائدة اقتصادية أضعناها، تتمثل في أن وجود «غوستاف روسي» في الكويت كان سيجعل البلاد وجهة سياحة علاجية للعديد من المرضى في المنطقة، ممن يفضلون السفر إلى دول قريبة منهم بدل أوروبا.

 

وأخيراً، أضعنا فائدة اجتماعية، وعاطفية، فوجود المستشفى في البلاد كان سيوفر عناء السفر على مرضانا للخارج، خصوصاً أن مرضى السرطان خصيصاً بحاجة إلى الوجود بين ذويهم وأهلهم وعائلاتهم بدل الاغتراب للعلاج، لما للأثر النفسي من تأثير إيجابي على العلاجات الطبية.

 

ختاماً، أتمنى من رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، الذي بلا شك نثق في حرصه على التطوير والتنمية وخلق فرص استثمارية واقتصادية، أن يتحقق من علّة إضاعتنا العديد من الفرص، آخرها كانت فقط فرصة مونديال قطر، ومستشفى غوستاف روسي!

 

زر الذهاب إلى الأعلى