قمة مؤتمر بغداد فى الأردن.. نحو استقرار العراق وسط أزمات عربية ودولية
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

.. وسط أجواء أمنية وسياسية مستقرة، قالت وكالة الأنباء الأردنية، إن المملكة الأردنية الهاشمية، تستضيف، الثلاثاء، بمنطقة البحر الميت مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة فى دورته الثانية، بناء على القرار الصادر عن المؤتمر الأول الذى عقد فى شهر أغسطس عام 2021 فى بغداد، بدعوة من الملك عبدالله الثاني، وبالتنسيق مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقى محمد شياع السوداني، وبحضورهما.

وعلمت «الدستور» أن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى سيشارك فى المؤتمر، ومعه عدد من قادة وممثلى الدول والمنظمات الإقليمية، وتشمل الدول المشاركة، بحسب مصادر ووزارة الخارجية الأردنية:

جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، والجمهورية التركية، وجمهورية إيران الإسلامية.

أيضًا، سيكون لأمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلين عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، مشاركات تقنية وسياسية واقتصادية مميزة .

ويحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بصفة ضيف، سفراء الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبى ومجموعة العشرين والأعضاء الدائمون فى مجلس الأمن المعتمدين لدى المملكة.

المؤتمر، يعزز التأكيدات الإقليمية والدولية والأممية، التى تصر على دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، ولتطوير آليات التعاون معه بما يعزز الأمن والاستقرار ويسهم فى عملية التنمية فى المنطقة.

.. وخلال عقد المؤتمر، يبدأ زيارة رسمية الرئيس الفرنسى ماكرون.

*الاستقرار السياسى والأمنى مهد عقد المؤتمر

إلى ذلك كان قد صرح مصدر عسكرى مسئول فى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، بأن القوات المسلحة الأردنية ستقوم بنشر قوات وآليات عسكرية على الطريق من مطار الملكة علياء الدولى وحتى منطقة البحر الميت، تمهيدًا لانطلاق مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة» فى نسخته الثانية الذى سيعقد فى المملكة، يوم الثلاثاء الموافق 20 يناير المقبل.

.. وعمليًا، مهد هذا الاستقرار السياسى والأمنى، عقد المؤتمر، بعد حوالى 17 يومًا من اعتصامات أصحاب شركات ووسائل النقل، التى قالت إنها تضررت من ارتفاع أسعار المحروقات، ما أثر على طبيعة أعمال وسائل النقل، بالذات الشاحنات.

وكان الأمن العام الأردني، قد أعلن اليوم عن مداهمة عصابة التكفيريين، الذين قامت بالتخطيط لاغتيال ورفع السلاح أمام الأمن العام والمملكة الأردنية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من ضباط وأفراد الأمن، فى المداهمة التى تمت فى مدينة الحسينية شمال مدينة معان، وهى المنطقة التى اغتيل فيها الشهيد عبدالرزاق الدلابيح، أحد قادة وعمداء الأمن العام الكبار.

* قصة مؤتمر بغداد..

. . فى أغسطس عام 2021 ووسط بغداد، مع قمة العراق للتعاون والشراكة قال الملك عبدالله الثاني، بارتياح القادة وبهجة الأشقاء: «أمن واستقرار العراق هو من أمننا واستقرارنا جميعًا وازدهاره من ازدهارنا».

.. من أجل ذلك، نشطت الدبلوماسية الأردنية فى وضع المنطلقات النهائية لعقد القمة الإقليمية حول العراق، بهدف هو: كيف نعمل معًا من أجل دعم العراق الشقيق، وهى الرؤية التى أفصح عنها وزير الخارجية أيمن الصفدي، استنادًا إلى حراك أوروبى (فرنسا)، وعربى إقليمى تقوده العراق ومصر والأردن، إضافة إلى مؤشرات مهمة حول مشاركة خليجية موسعة لم تتضح تمامًا.

بالطبع أعلنت فرنسا والعراق، عن أن المؤتمر فى العاصمة عمان، له دلالات الجيوسياسية والأمنية والدبلوماسية واسعة الطيف.

.. عمليًا المملكة الأردنية، ومن خلال اهتمام والتزام جلالة الملك عبدالله الثانى بالعلاقات الأخوية الثنائية الأردنية- العراقية، عزز الملك من دبلوماسية الحكومة ممثلة برئيس الوزراء د. بشر الخصاونة ووزارة الخارجية، للاستثمار الاتصالات العربية-العربية، والعربية- الأوروبية، عدا عن العلاقات والتعاون الدولى مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ومنظمة التعاون الإفريقى، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة.

القمة، لحظة فارقة لحماية استقرار الدولة العراقية، وتمنح فرصة لوضع قضايا المنطقة والإقليم والأزمات الدولية وتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، ومآلات القضية الفلسطينية والعلاقات بين دول الجوار العراقي، تحديدًا تركيا وإيران وسوريا، ومن الأردن، تعيد النظر فى ملفات مؤتمر بغداد الذى عقد فى العراق فى أغسطس 2021، وشهد الحضور الاستثنائى للزعماء الدول التى حرصت على قراءة مستقبل العراق، برغم الأزمات عالية الخطورة أمنيًا وجيوسياسيًا، عدا عن أهمية العراق لمستقبل الطاقة والاقتصاد فى المنطقة وتحديدًا دول الجوار، وهى ملفات ومنطلقات تدعمها وتهتم بها رؤية الملك عبدالله الثانى، ضمن الفكر الاستراتيجى القومى والأمنى والاقتصادى، الذى أعلنه فى مؤتمر بغداد العام الماضى، وكانت حكمه الملك.. تنجح مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وإمام رؤساء وحكومات ووزراء ومنظمات عربية إقليمية ودولية، كان من الصعب جلوسها على ذات الطاولة، دعا الملك، فرقاء المؤتمر الأول فى بغداد من المنطقة والشرق الأوسط والعالم للانتباه إلى العراق الحضارة والقوة والتاريخ المؤثر فأشار جلالته: «لا بد من فتح الباب أمام تحقيق التكامل الاقتصادى والصناعى والتجارى على أرضية من التعاون والتشاركية»..

*منطلقات متوقعة

 

. . هناك التزام بعدد من المنطلقات، أبرزها:

*المنطلق الأول:

بهدف استمرار الزخم الذى بدأ فى مؤتمر بغداد 2021 ومن أجل الوقوف إلى جانب العراق الشقيق، بضرورة عقد قمة إقليمية فى الأردن، تجمع العراق والدول المجاورة بمشاركة فرنسا على غرار مؤتمر بغداد فى أغسطس 2021، فى ظل التوتر مع إيران وتركيا، بحسب ما جاء بعد مكالمة هاتفية بين إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقى محمد شياع السوداني، وتأكيد الخارجية الأردنية.

 

*المنطلق الثانى:

 

المؤتمر.. ينعقد فى وقت دقيق، يشهد فيه العالم الكثير من التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، والتى سلطت الضوء على طبيعة الأزمات والتحديات العابرة للحدود، مثل نقص الأمن الغذائى وتبعات وباء كورونا، والتى لا يمكن تجاوزها دون إيجاد أرضية مشتركة، تقرب وجهات النظر وتؤسس لحوار جاد وتعزز سبل التعاون والشراكة لمواجهتها.

*المنطلق الثالث:

متابعة تبادل المواقف والخبرات حول تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وانقطاع سلاسل الإمداد وأزمة الطاقة والأمن السيبرانى، والموقف من تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمات الداخلية على استقرار العراق.

 

*المنطلق الرابع:

تحديات ومآلات القضية الفلسطينية ومستقبل القدس، والتنبيه لمنع تهويد الحرم القدسى الشريف وبالذات فى ظل الحكومة الإسرائيلية الصهيونية التلمودية التى يقود تشكيلها اليمينى المتطرف نتنياهو.

*المنطلق الخامس:

رغم ارتفاع مستويات التوتر السياسى والاقتصادي، والأمنى والاجتماعى فى العالم، تحديدًا الحدث الساخن فى أوكرانيا ووضع أفغانستان ولبنان، فلسطين وإيران والعراق واليمن وسوريا، فإن الهدف المعزز، إدامة التعاون الأوروبي، عبر فرنسا، والإقليمية، عبر قيادات الأردن ومصر، والخليج العربى.

 

*المنطلق السادس

إرادة انعقاد مؤتمر العراق فى عمان، إرادة إقليمية ودولية للتعاون والشراكة، دليل على دور العراق المركزى فى بناء الجسور وتعزيز الحوار الوطنى العراقي، والعراقى مع دول الجوار تحديدًا إيران وتركيا، بما فى ذلك النظر على إبعاد المسألة العراقية، عربيًا، إسلاميًا، دوليًا، وأمميًا..

 

*المنطلق السابع:

العراق القوي: «يشكل ركيزة للتكامل الاقتصادى الإقليمى وبيئة إيجابية لتعزيز التعاون بين دول المنطقة»، ولهذا يحتاج من المؤتمر، خطة طريق لإدارة وحماية القرار السيادي العراقى والتفاهمات الإقليمية والدولية حول ذلك.

 

عمان: الدبلوماسية الأردنية الذكية، والإعلام الوطنى الأردني، والاتصال الحكومى والخارجية، تسعى نحو تعزيز إقامة وعقد المؤتمر، ويجتهد دولة رئيس الوزراء د . الخصاونة فى تذليل كل متطلبات نجاح المملكة فى احتضان مؤتمر، يعيد فهم قوتنا الذاتية الإقليمية نحو المزيد من الاستقرار والشراكة والتعاون الإقليمى والدولى والأمنى.

.. لننتظر، وهذا يجيب على سؤالنا، وأسئلة المنطقة والإقليم، المملكة الأردنية الهاشمية هى النموذج القوى الناجح أمنيًا وإنسانيًا، فى قيادته الهاشمية الحكيمة، تستكمل إجراءات قمة بغداد التى تنعقد فى عمان، لتكون بموازة القمم الإقليمية الكبرى، وتدور فى أولوية منطلقاتها حول دعم استقرار العراق، إضافة إلى قضايا الطاقة والأمن والقدس، والعلاقات بين دول الجوار العراقى.

..يشكل المؤتمر، مرحلة لدعم التعاون والسلم والأمن الغذائى والاقتصادى والأمني، والجيوسياسى للعراق، ويضع إمكانيات تشاركية لدعم دول المنطقة والإقليم، ويعزز جوار العراق.

زر الذهاب إلى الأعلى