إنفانتينو يكذب بمنتهى الصدق
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
أصابتني الدهشة وأنا أتابع أحد المؤتمرات المتعددة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو، وتساءلت عديد المرات هل يُصدق هذا الرجل نفسه وهو يتحدث، أم انه يعاني من انفصام يبعده عن الواقع، فقد قال حرفياً ” لا شأن للفيفا بالحكام السياسيين، ونحن نحترم منتخبات كرة القدم”، وهو يدرك انه على أرض الواقع انه لا يطبق هذا القول، فهو يخلط ما بين السياسة والرياضة ويتخذ قرارات رياضية بناء على مواقف سياسية، كما فعل من روسيا التي تم حرمانها من المشاركة في تصفيات كأس العالم بسبب حربها على أوكرانيا، فأين احترام “الفيفا” للمنتخب الروسي، أم ان ما قاله مجرد استعرض لقوة “الفيفا” مدركاً ان لا أحد من الاعلاميين سيقول له: “توقف وكن صاقداً”.
وللحق تثبت الأيام ان إنفانتينو صورة مشابه لبلاتر مع فارق بسيط أنه أفضل منه سابقه في فنون الكذب، فانفانتينو يكذب بمنتهى الصدق حتى يصدق نفسه وتنطلي أكاذيبه على الآخرين، ومن مصائبه حين عبر أيضاً عن غضبه من القرارات التي تم اتخاذها في لقاء المغرب وفرنسا، وهنا الطامة الكبرى والكذبة الأضخم، فالحكم المكسيكي سيزار راموس معين من قبل لجان “الفيفا”، ولا يستطيع مهما كانت شخصيته التأمرية على أن يزور المشهد في الدور نصف النهائي بهذه الطريقة المبتذله، إلا إذا كان يملك الضوء الأخضر من السلطات العليا في الاتحاد الدولي لكرة القدم وأذرعها، لذا فقد اتخذ قراراته بمنتهى الجرأة ودون خوف أو وجل من أحد.
لقد أثبت إنفانتينو أنه لا يختلف عن سابقيه في ادارة الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي منع من خلال القوى الخفية التي تعبث بالمشهد العالمي أي عربي من الوصول لهذا المنصب، والسبب ان انفانتينو تدرب وترقى في منظمة فساد لها طرقها وأساليبها في التلاعب بالنتائج لحساب مكاتب المراهنات ورجال المال والأعمال، ولو تولى الأمير علي بن الحسين أو الشيخ سلمان بن ابراهيم أو محمد بن همام، رئاسة للاتحاد الدولي لحاربوا الفاسدين بكل قوة، كونهم لا يرتبطون بصلات مع الفساد وأهله، لذا فقد تجمعت أوروبا وراء الشخصية المطلوبة والقادرة على الكذب على العالم وزيادة مساحة الفساد في عالم كرة القدم والبطولات الكُبرى، وهنا نقول للرئيس إنفانتينو بأنك تسير على طريق من سبقوك من بلاتر وهافلاينج في نشر الفساد والبحث عن المال، وبالطبع ستلاقي نفس مصير بلاتر مع فضيحة أكبر.
اخر الكلام:
لم يكتفي إنفانتينو بالكذب فقط بل حاول أن يتحكم بالبروتوكولات السياسية وتقديم الرئيس الفرنسي ماكرون على أمير قطر تميم بن حمد في حفل التتويج، وهذا لا يجوز بل هو أمر معيب من رئيس الفيفا ويثبت جهله وعنصريته، ليجد الصد والرفض من الامير القطري الحُر الذي تقدم الجميع ووضعهم خلفه وجعل العباءة العربية تُنغص عليهم فرحتهم، ليظهر للجميع ان انفانتينو مُسير ولا يملك قراره المملوك لمنظمات بعيدة عن عالم كرة القدم.