الكويت فاضية
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
ودّعنا 2022، بعد ان فرغت مؤسساتنا وأجهزتنا ووزاراتنا كافة من قيادييها الذين بدا وكأنهم في سباق للاستقالة، حتى بلغ عدد الاستقالات في يوم واحد أكثر من 15 استقالة.
ويبدو ان ميزة الحصول على معاش استثنائي ليصل راتب التقاعد للمستقيلين الى %80 كانت مغرية بما يكفي، لأن يستقيل هذا الكم من القياديين، وتفرغ مؤسسات الكويت منهم، خاصة مع تكرار خبر انتهاء مهلة هذه الميزة في نهاية ديسمبر من العام الماضي.
الخبر الذي للآن لا تأكيد لصحته، من عدمها، كان كفيلاً بأن يقبل الجميع على الاستقالة، فقد كررت الخدمات الاخبارية خلال ديسمبر ان المهلة ستنتهي مع نهاية العام، رغم ان قرار الميزة لم ينص على ذلك، الا ان الاشاعة، بدا وكأنها جاءت على هوى الحكومة، فلم تؤكدها ولم تنفها، فكان على إثرها وابل الاستقالات!.
اليوم، الكويت فارغة تقريباً، من القياديين، الا فيما ندر، في مشهد استثنائي، حيث تدار كل المؤسسات بالتكليف، حيث استقبلت مؤسساتنا الحكومية عام 2023، بفراغ اداري شبه كامل، وكأنها تريد تجديد كل وجوهها السابقة.
بعض القياديين المغادرين لم يتركوا فراغاً كبيراً، فكان وجودهم على رأس هذه المؤسسات كالعدم، بعد ان تعطلت لديهم عجلة الانجاز وتأخرت التنمية بعهدهم، بينما البعض الآخر بلا شك سيتركون أثراً في هذه المؤسسات لكن التجديد مطلوب.
وهنا، وإذ نشدد على ضرورة أن يتم تسكين شواغر المناصب القيادية، بأسرع وقت ممكن، لسببين، الأول حتى لا يتعطل الانجاز في المؤسسات، والثاني ألا يكون العمل بالتكليف بوابة للتراخي بالمحاسبة، بينما في الوقت ذاته ندعو الى تمكين الكفاءات من نساء الكويت ورجالها من قيادة هذه المؤسسات دون الحاجة لأن يكونوا من المؤسسة نفسها، فالتجديد في نهج الادارة مطلوب.
نستقبل 2023، في مشهد اداري نادر، وسنبدأ العام بوجوه قيادية جديدة، نتمنى أن تكون «خيراً» للكويت في هذا العام الجديد.