العبدالله: البابا بنديكتوس السادس عشر قامة إنسانية
النشرة الدولية –
النهار الكويتية – سميرة فريمش –
قال وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله: تقدمت نيابة عن سمو امير البلاد الشيخ نواف الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وجميع الشعب بتعازينا الحارة لوفاة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، لهذه القامة الانسانية التي تركت اثرا، وكان من المهم ان نعبر في الكويت عن هذه الشخصية واحترامنا للقيم التي تبناها.
من جهته قال وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح: نتقدم باسم الكويت حكومة وشعبا بأحر التعازي لاسرة البابا والجالية الكاثوليكية حول العالم، لافتاً إلى أن الفقيد كان له اسهامات كبيرة ورجل عظيم وهو خسارة للجميع، ورحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته.
وأكد ان الكويت بلد التسامح ونحن نشأنا على مبدأ التسامح مع الغير ومحبة الغير وهذا مؤصل في الشعب الكويتي.
وقد وصف السفير البابوي لدى البلاد المطران يوجين مارتن نوجينت، العلاقة بين الكويت والفاتيكان بأنها «رائعة وطويلة الأمد وقديمة»، مشدداً على أن العلاقات الدبلوماسية بينهما «تعود الى منتصف الستينيات ونحن أصدقاء قدامى».
وفي تصريحات على هامش فتح سجل التعازي في مبنى سفارة الفاتيكان، على نية البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر الذي توفي السبت عن 95 عاماً، خص نوجينت بالذكر وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، مؤكداً أن «علاقتنا معه رائعة وثمة امور كثيرة يجب أن نبحثها سوية، وخصوصاً بعد أن تم تعليق كل الاجتماعات واللقاءات بسبب جائحة «كورونا»، والان من المفترض أن نستعيد هذه اللقاءات والحوارات».
وقال: «افتتحنا كتاب التعزية لمدة يومين، واعتقد أن عدداً كبيراً من المواطنين والمقيمين يريدون الحضور والتعبير عن تعازيهم واعجابهم بالبابا الراحل الذي كان يتبعه عدد كبير من المسيحيين حول العالم»، مشيراً من ناحية أخرى إلى أنه «لا يوجد سبب يدعو لحضور وفد رسمي من الكويت لحضور الجنازة في الفاتيكان، لأن البابا الراحل كان مستقيلاً ولم يكن على رأس عمله منذ سنوات».
وعن شخصية البابا الراحل، قال نوجينت: «عرفت شخصيا البابا بنديكتوس، وعملت معه عن قرب لمدة 13 عاماً عندما كنت في هونغ كونغ لمتابعة وضع الكنيسة في الصين، وعقدت لقاءات عدة معه للبحث في هذه المسألة الحساسة جداً، ومن ثم هو من عينني رئيساً للأساقفة ثم عينني في أول منصب لي كسفير بابوي في مدغشقر، فقد كان مسؤولاً عما أنا عليه اليوم».
وتابع: «كانت علاقتنا ممتازة عبر السنين، وأعجببتني شخصيته للغاية وكان العمل ممتعاً معه، وعندما قرر الاستقالة من منصبه بسبب حالته الصحية، صُدمتُ لقراره ولم أصدق الأمر في البداية، كان عمره حينها 87 عاماً وقد شعر أن أمامه فقط سنتين ليبقى على قيد الحياة، الا أنه عاش بعد ذلك 10 سنوات».
وتابع السفير البابوي: «كان بنديكتوس رجلاً غير عادي وعبقريته غير عادية، ليس فقط في اللاهوت والفلسفة، وانما أيضاً في التاريخ والأدب والفنون واللغات وهو مثقف للغاية، وأعتقد أن العالم بحاجة الى بعض الأجيال ليستوعب كتاباته الدينية لأنها عميقة للغاية وتحتاج الى وقت طويل لفهم معناها الحقيقي».
الصدق والأمانة
وبدوره، قال المطران غطاس هزيم ميتروبوليت بغداد والكويت وتوابعهما للروم الأرثوذكس: ان الراحل كان حارث الايمان بكل صدق وكل امانة وكان مسؤولا عن دائرة الايمان الكاثوليكي الى ان اعتلى السدة البطريركية بمحبة وحسب الكلمة الالهية.
وأضاف: إن الراحل كان يمتاز بالتواضع الشديد وكانت استقالته من منصبه هي ثاني حالة استقالة في التاريخ الكاثوليكي وهذا ان دل فإنما يدل على تواضعه ومحبته للكنيسة وذكراه وافعاله ستبقى في قلوبنا جميعا.
ومن جانبه، قال عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان زبيدالله زبيدوف: ان الراحل كان شخصية سياسية بارزة ورجل بمعنى الكلمة كما انه كان رجل دولة محباً للسلام بشكل كبير و لعب دورا كبيرا في تحسين العلاقات بين الشعوب وحفظ الامن والسلام.
وقدم السفير الكوري لدى البلاد تشانغ بيونغ ها تعازيه الحارة عن اعضاء السفارة لوفاة الراحل، الذي صلى من اجل السلام وافنى حياته من اجل الحرية والسلام والحب.