باسيل لا يريد سوى نفسه.. فأين يقف “الحزب”؟
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
في ظل عودة النشاط على خطّ الاستحقاق الرئاسي بعد الاعياد وتوقّع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة انتخاب رئيس جديد خلال الايام المقبلة، يعود السجال السياسي ليصل الى حدوده القصوى خصوصاً بين الاطراف الرافضة لأي من المرشحين الجديين المطروحة أسماؤهم في السباق الرئاسي.
ولعلّ ابرز الاطراف التي تناكف على مستوى الملف الرئاسي وتضع فيتوهات يميناً ويساراً هي “التيار الوطني الحر” ورئيسه جبران باسيل والذي لا يبدو حتى اللحظة متقبّلاً لأي من المرشحين الاكثر حضوراً على طاولة النقاش السياسي، وهما رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، إذ إن باسيل كرر مراراً في لقاءات رسمية وجلسات خاصة بأنه من غير الوارد القبول بأي منهما.
رفض باسيل لهاتين الشخصيتين لا يبدو يتيماً حيث إن الرجل يرفض أيضاً غالبية المرشحين، النائب ميشال معوّض كمثال واي مرشح اخر من داخل تكتل “لبنان القوي” وهذا يطرح السؤال الاساسي الذي يحكم الحياة السياسية في لبنان في المرحلة الحالية وهو ماذا يريد رئيس “التيار” جبران باسيل، وهل لديه فعلاً مواصفات حقيقية وجدية للرئيس الذي سيدعم وصوله الى بعبدا؟
تقول مصادر سياسية مطلعة بأن باسيل لا يريد أي رئيس اصلاً سوى نفسه، فهو وبرغم اعلانه المستمر بأنه غير مرشح، فإن طموحه بالوصول الى سدّة الرئاسة لا يزال امام عينيه، وهو يسعى اليه بشكل او بآخر، ولكن في ظلّ العقوبات الاميركية والواقع السياسي المتاح فإن الحلم يبدو مستحيلا، لذلك فإنه يقوم بما يمكن تسميته بالخطة السياسية لتحسين شروطه.
تقوم هذه الخطة بشكل اساسي على فكرة المماطلة وعدم انجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب انما تأجيله حتى اللحظة التي يتمكن فيها باسيل من التخلص من العقوبات الاميركية وتحصين علاقاته الاقليمية، الامر الذي كان قد بدأ به قبل اشهر قليلة، اضافة الى تحسين علاقاته بالقوى السياسية المحلية بعد فترة طويلة راكمت الجليد مع كل الاطراف الداخلية.
من هنا يصبح السؤال حول ما اذا كان بمقدور باسيل عرقلة الاستحقاق الرئاسي، اذ إنه عملياً لا يمكنه القيام بهذه الخطوة بقدم مبتورة، لذلك فهو يتذاكى في اسلوب مهادنة “حزب الله” لحفظ خط الرجعة، إذ إنه وفي حال اعاد تعزيز علاقته بالحزب وأصرّ الاخير على عدم انتخاب رئيس “لا يرضى عنه جبران” قد يتمكن من تحقيق مراده من التعطيل. لكن المرحلة الآنية تشير الى أن أي توافق سياسي محلّي من شأنه أن يؤمن اكثرية نيابية لمرشح جدي ويؤدي لوصوله الى قصر بعبدا خصوصاً اذا كان “الحزب” جزءاً من هذه الاكثرية، وبالتالي فإن باسيل لن يستطيع عرقلة المسار الرئاسي!