البرلمانية الأفغانية “مرسال نبي زاده” قتلها مجهولون لأنها دافعت عن حقوق المرأة
النشرة الدولية –
الحرة –
في أول عملية اغتيال تستهدف سياسيا بارزا منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة، لقيت عضو البرلمان الأفغاني السابق، مرسال نبي زاده، مصرعها في منزلها على يد مسلحين مجهولين، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
وتعتبر نبي زاده، التي قضت عن عمر ناهز 32 عامًا، إحدى السياسيات القلائل اللائي لم يهربن عقب سيطرة الحركة الأصولية على العاصمة كابل في منتصف أغسطس من العام الماضي.
وقال المتحدث باسم القيادة الأمنية في كابل خالد زدران، في تصريح نشرته وكالة أنباء “خامه برس” الأفغانية، إن “مرسال نبي زاده الممثلة السابقة لأهالي حي لغمان في الدائرة الـ12 بمدينة كابل، لقيت مصرعها جراء هجوم مسلح”.
وذكرت تقارير إعلامية أن الحادثة قد وقعت في وقت متأخر من ليلة السبت على أيدي مسلحين مجهولين في هجوم استهدف منزل مرسال في مدينة كابل، مشيرة إلى أن النائبة السابقة قد قضت عقب إصابتها برصاص في صدرها ويدها.
وقتل في نفس الحادث أحد حراس مرسال في حين أصيب شقيقها بجروح.
وقال قائد الشرطة التابعة لحركة طالبان في العاصمة، مولفي حميد الله، أن حارسا ثان أصيب في إطلاق النار، وزعم أن ثالثاً فر من مكان الحادث ومعه نقود ومجوهرات.
وفي المقابل، أوضح بعض أنصار نبي زاده أن السياسية الشابة كانت قد تلقت تهديدات بالقتل بسبب حملاتها لدعم حقوق المرأة، لكنها رفضت ترك البلاد في ظل الحكم القمعي لحركة طالبان.
وكانت مرسال قد قالت في رسالة صوتية جرى تداولها مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي: “بلدي ليس مطعما نتركه حين تسوء الخدمة فيه.. إنه وطني وسأبقى بجانب شعبي”.
وفي نفس السياق أكدت عضوة البرلمان السابقة، مريم سليمان، عبر تغريدة على تويتر، أن نبي زاده كانت “بطلة لا تعرف الخوف.. وامرأة قوية لم تتخل عن مبادئها وبقيت تواجه الأخطار”.
وأضافت: “رغم حصولها عل أكثر من فرصة لمغادرة أفغانستان، بيد أنها اختارت البقاء والكفاح من أجل شعبها”.
وكان قد جرى انتخاب نبي زاده في البرلمان في العام 2019، حيث أصبحت عضوًا في لجنة الدفاع البرلمانية وعملت في معهد تنمية الموارد البشرية والبحوث، وهو منظمة غير حكومية خاصة.
وقبل أربعة أشهر، ظهرت مرسال على شاشة التلفزيون المحلي منتقدة قيود طالبان على حريات المرأة، مثل حظر التعليم الثانوي والعالي والعمل في القطاع العام، وعدم الذهاب إلى الحدائق العامة والحمامات الشعبية.
ووصف عبد الله عبد الله، الذي كان مسؤولا كبيرا في الحكومة الأفغانية السابقة، نبي زاده بأنها كانت”خادم الشعب”، في حين قالت عضوة البرلمان الأوروبي، هانا نيومان: “لقد قُتلت في الظلام، بينما طالبان تبني جدار الفصل العنصري بين الجنسين في وضح النهار”.
وكانت طالبان قد وعدت باحترام حقوق النساء في العمل والتعليم وغيرها من الأمور عقب سيطرتها على الحكم، ولكنها سرعان ما نقضت تعهداتها وأصدرت العديد من المراسيم والتشريعات التي تبعد المرأة عن الحياة العامة، وذلك قبل أن تأمر، مؤخرا، بعدم السماح للنساء في العمل بالمنظمات الأهلية والمدنية.