مزاعم خاطئة حول التمارين الرياضيّة والتغذيّة.. لا تتّبعوها

النشرة الدولية –

الديار – شانتال عاصي –

يعتبر موضوع اللياقة البدنية من المواضيع المهمة جداً لشريحة كبيرة من الناس، فالحفاظ على الصحة واللياقة البدنية أمر ضروري لنمط حياة صحي. ومما لا شكّ فيه، يجب اعتماد نظام غذائي متوازن يشمل جميع أنواع العناصر الغذائية والمجموعات الغذائية، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم الحصول على قسط كافٍ من النوم والحفاظ على رطوية الجسم وتقليل مستويات التوتر في تعزيز الصحة العامة.

لكن لسوء الحظ، هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة عندما يتعلق الأمر بالتغذية والتمارين الرياضية، التي قد تؤثر سلباً في صحة الأشخاص وتحول دون حصولهم على النتائج المرجوّة من التمارين الرياضية.

مفاهيم خاطئة حول التمارين الرياضية والتغذية

في هذا الصدد، كشفت خبيرة التغذية “جولين نبهان” أهم المفاهيم أو المزاعم الخاطئة التي تتعلّق بالتمارين الرياضية والتغذية، أهمها:

– عدم تناول النشويات لأنها تؤدي إلى كسب الوزن: لفتت “نبهان” إلى أن هذا مفهوم خاطئ جداً، لأن الجسم ليس فقط بحاجة إلى البروتين لبناء العضل وحرق الدهون، بل هو بحاجة أيضاً للنشويات. فخلال ممارسة الرياضة، يقوم العضل باستخدام مادة “الغليكوجين” وهي عبارة عن نشويات مكدّسة يتغذّى منها العضل ليتمكن الفرد من ممارسة الرياضة.

لذلك، عند الانتهاء من التمرين، شددت “نبهان” على أهمية تناول حصة غذائية تحتوي على البروتين والنشويات، لافتةً إلى ضرورة تناول النشويات بالكميات المطلوبة وبحسب حاجة الجسم، وذلك لتعزيز قدرة تحمل التمارين الرياضية وتحسين جودتها.

– تناول المكملات الغذائية الغنية بالبروتين لتضخيم العضل: مع الأسف، هناك شريحة من الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة المكملات الغذائية الغنية بالبروتين دون التوجيه المناسب من الطبيب أو اختصاصي التغذية، وذلك بهدف تضخيم العضل. وهذا بالطبع أمر خاطئ وخطر بحسب اختصاصية التغذية، يمتصّ الجسم كمية معيّنة من البروتين ويستخدمها لبناء العضل، أمّا الكميات الإضافية الأخرى فيخزّنها الجسم بهيئة دهون زائدة، أو يتخلّص منها بطريقة أو بأخرى. لذا، فالكميات الإضافية من البروتين لن تأتي بنتائج أفضل، لأن الجسم سيمتصّ الكميات التي يحتاج اليها فقط لا غير، وفي بعض الأحيان تؤدي الكميات الإضافية الكبيرة إلى إلحاق الضرر بالكلى. وبالتالي، لبناء العضلات وتضخيمها، أشارت “نبهان” إلى طرق عدية يمكن اعتمادها مثل رفع الأثقال، زيادة التمارين إلى جانب اتباع حمية غذائية منتظمة، والحصول على الكميات المطلوبة من البروتين.

– ممارسة الرياضة صباحاً قبل تناول الطعام: بحسب اختصاصية التغذية، لا يمكن للجميع تطبيق هذه المقولة، لأن في حال عدم احتواء الجسم على كمية معيّنة من الدهون والغليكوجين، سيبدأ العضل بالتآكل ويبدأ باستخدام نفسه للقيام بالجهد بدلاً من الغليكوجين، وبالتالي يكون الشخص في صدد حرق العضل بدلاً من حرق الدهون. وعند تآكل العضل، يضعف أداء الشخص، ويصبح أكثر عرضة لآثار صحية جانبية.

– عدم تناول الكافيين قبل ممارسة الرياضة: يزعم البعض أن تناول الكافيين قبل ممارسة الرياضة يؤدي إلى حدوث جفاف في الجسم، وهو أمر خاطئ. ففي حال تناول الشخص السوائل بالكميات المطلوبة، لم يقض الكثير من الوقت في الشمس، ولم يتناول بعض الأدوية التي تسبب الجفاف، فلن تؤثّر فيه نسبة الكافيين التي سيتناولها قبل ممارسة الرياضة، بل ستعمد إلى تحسين الأداء الرياضي وتزويد الشخص بالطاقة والنشاط. والجدير بالذكر أن علامات الجفاف تتمثل في العطش، التعب، الدوخة والصداع.

متى يجب اللجوء للمكملات الغذائية؟

برأي اختصاصية التغذية، إنّ أنسب طريقة للحصول على البروتين تكمن في تناول الطعام، وما دام الشخص قادرا على الحصول على الكميات المناسبة من البروتين من خلالها، فلا حاجة للجوء إلى المكمّلات الغذائية. فعند تناول الطعام، لا يكون الجسم فقط في صدد امتصاص البروتين، بل يمتصّ أيضاً الفيتامينات والمعادن والعناصر الأخرى. بينما في حال تناول المكملات الغذائية الغنية بالبروتين، فالجسم سيمتصّه دون أي عناصر أخرى.

ولكن، في حال تناول الشخص الطعام ولم يحصل على الكميات المطلوبة من البروتين، أو النشويات، فيمكن للشخص اللجوء إلى كمية من المكملات الغذائية كتكملة لنظامنا الغذائي، وبالطبع لا يمكنها أن تحلّ مكانه.

لا للستيرويدات!

تعمد شريحة كبيرة من الأشخاص وبخاصة الذكور، إلى استخدام الستيرويد بهدف تضخيم العضل.

إن الستيرويد هو عبارة عن مركبات كيمائية يتم تصنيعها حيث تكون مثل تلك الهرمونات الطبيعية التي يصنعها الجسم، وتأتي السترويدات في عدة أشكال منها الحقن والأدوية والإبر والبخاخات.

يمكن أن يؤدي استخدامها إلى عدد من الآثار الجانبية السلبية، مثل نمو الثدي لدى الرجال والنساء اللواتي يعانين من نمو شعر الوجه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلحق الضرر بالكبد والكلى، وترفع ضغط الدم، وتقلل من إنتاج الجسم الطبيعي لهرمون التستوستيرون، وتسبب تقلبات مزاجية. كما يمكن أن يؤدي استخدام الستيرويد على المدى الطويل أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وتراجع الأداء الجنسي والمضاعفات الصحية الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى