نحن الأردن .. حيث يعلو صوت وفِعلُ العقلاء
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
مؤلمة وموجعة تلك الطعنات التي يتلقاها الوطن من عدد قليل من أبناءه، الرافضين أن يعلوا الوطن بإنسانيته فوق الجراح ويرتقي صوب مكاناً عليا، ويقف عوناً وسنداً لكل مكلوم، وحين أفكر بما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي أصاب بالصدمة والدهشة، فحن أبناء الأردن آمنون في وطننا فقد حمانا الله من لعنة الحروب وصان الوطن من الكوارث الطبيعية المدمرة، لذا نشكره على نعمه وفضله بدعم الآخرين والوقوف إلى جوارهم في مصابهم الجلل، لكن المؤلم أن الجهلاء وبدلاً من شكر الله على نعمه علينا يتندرون بفعل الحكومة، فما أجهلهم بحق الوطن وحق أنفسهم.
نحن الأردن بكل رجل رشيد وشيخ جليل ونشميه تملك من صفات الانسانية ما يجعلها تتألم على مصيبة كل إنسان ، ومن طفل يتصنم أمام شاشات التلفاز يذرف الدمع تضامناً مع دمعة طفل سوري وتركي وفلسطيني وعراقي ويمني وليبي، نحن الأردن رمز العروبة والقومية والانسانية نجتمع على حب الجميع ونحلم بالخير لنا وللجميع، ونبتهل لله أن يتم نعمة الأمن علينا وعلى الجميع، نحن الأردن نملك أكبر قلب في العالم فيتسع للكون بأسره، فالهارب من الموت يسكنه والهارب من الجوع يأمنه، ومن تحاصره الكوارث يطير القلب الأردني اليه ويحتضنه.
نحن الأردن، هل تعلمون معنى هذه الكلمات، فنحن من صنع الفسيفساء البشرية من ثلاث قارات حضرت أجسادها فسكنت أرواحها كروح واحدة في نعيم الأمان، وتآخت في واحة من التقارب فكان البنيان رغم الصعوبات والتحديات لنقهر الأزمات والأزمان ، نحن الأردن أصحاب الأيادي الحانية التي تجذب قلوب الضعفاء، نحن الأردن وطن الأمن والأمان وفزعة كل مقهور جائع بردان، نحن الأردن أسياد الإنسانية في عصر أضحى فيه المال عند مرضى النفوس هو الميزان.
نحن الأردن ونحن من قال الله عز وجل فيهم: “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”، نحن الأردن لو كان عندنا رغيف لقسمناه مع المحتاجين، لذا نعتز بأننا من كرام العرب وأصحاب النفوس الطيبة، نحن الأردن نصفق لدولتنا على مساندتها الملهوف وإغاثة المكروب، فهذه صفاتنا فكان من الطبيعي ان تكون هذه أفعال دولتنا، لذا نقول للعابثين اللاهبين بأن هناك وقت الجد ووقت للعب، وفي أوقات الجد يصمت الاطفال والحمقى ويعلو صوت وفعل العقلاء.
آخر الكلام:
نحن الاردن بكل ما فيه نخلع القبعات احتراماً لعديد الدول العربية والأجنبية التي أظهرت معدنها الأصيل في الوقوف مع الشعبين السوري والتركي دون مَنٍ ويشعرون أنها واجب، فالأردن وطن النشامى كما السعوديون أهل الجود والعطاء، والامارات بلد الخير والجزائر بلد المليون شهيد والقومية، والفلسطينيون أهل المحبة والنخوة والعراقيون لهم رافدين واحد لهما والآخر للمحتاجين، أما مصر فهي الشقيقة الكُبرى بعطائها وليبيا بمحبتها وتونس بقلبها وعشقها للعروبة، ولبنان بأصالته والبحرين برفعتها وقطر بسخائها، والكويت بثباتها على الأخوة وعمان بعزتها والمغرب بمكانتها، كل يقدم ما يستطيع لحماية الانسان، فنحن أمة راسخة في جذور التاريخ فنتوحد في الأفراح والأتراح على أمل الوحدة الكاملة.