ماذا يعني أن تكون كويتياً؟!
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
أن تكون كويتياً، في محفل عربي، أو دولي، يعني أنك على موعد مع استقبال حافل، وكم هائل من عبارات الثناء والتقدير لمواقف بلدك، سواء سياسياً في تقريب وجهات النظر ولم شمل الدول الشقيقة والصديقة، أو اجتماعياً وإنسانياً في مد يد العون لكل من يحتاجها في مختلف البلدان، فالجميع يذكرك أن جسور بلدك الخيّرة ممتدة من الخليج العربي إلى كل بقاع جغرافية منتشرة في كل القارات.
كل ذلك يشعرني بالفخر والاعتزاز في كل مؤتمر أو فعالية حضرتها خارج الكويت، لأنتشي عزاً بأنني ابنة هذا البلد البار بالإنسانية، والمحب للسلام والمحبة والحياة.
ككويتيين، مواقفنا الرسمية والشعبية ليست غريبة علينا، فنحن نمارسها بالفطرة، وقد لا نشعر كم هي عظيمة، كوننا نؤديها مدركين أنها واجب إنساني، بينما هي بالفعل مواقف كبيرة، يقدرها الآخرون، ويستقبلونها بثناء وعرفان.
لذا، لم يكن غريباً أن تكون الكويت سباقة في مد جسر إمداد جوي لمتضرري زلزال تركيا وسوريا، ومد يد المساعدة لأشقائنا وأصدقائنا في البلدين، وأن تكون مساعداتها الرسمية والشعبية بالملايين، فهي الكويت، الكبيرة دائماً، بكل ما تتخذه من مواقف لبناء حياة وبسمة وأمل لدى أطفال ونساء وأسر، شردتهم الحروب، أو أنهكهم الفقر والعوز.. لتكون الكويت مصداق الحديث النبوي «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً»، بل إن مواقف الكويت تسجل لأجل الإنسانية من دون الاهتمام بهوية من يحتاجها.
وأكاد أجزم أن هذه المواقف هي التي جعلت الكويت، الصغيرة بالمساحة الجغرافية، كبيرة بالتأثير والأثر والوجود والسمعة الدولية، لتستحق بجدارة لقب بلد الإنسانية، ليس فقط بحجم تبرعاتها التي تجوب بقاع الأرض وتصل إلى دول ومناطق قد لا تخطر ببالنا، بل قبل ذلك بإدراكها على الصعيدين الرسمي والشعبي أهمية أن تمد يدها للإنسان، لمساعدته على حياة أفضل، ولبث الأمل في شعوب منهكة من ظروفها من جديد، ليكون اسم الكويت مقروناً بالفرح والبهجة والأمل بحياة أفضل، معنوياً أولاً، وطبياً واجتماعياً ومادياً.
فكم يتيم أدركته يد الخير الكويتية، وكم من مرضى تطببوا بأيدي كويتيين، وكم من سقف ظلّل نازحين وحماهم من برد وعواصف، بني بسواعد وأموال كويتية، وكلها مواقف أعيد وأكرر إننا شعباً وحكومة نؤديها بحكم الفطرة، ونراها واجباً علينا، لكن شكراً للعالم كونه يقدرها ويمنحنا كل هذا الفخر بأننا كويتيون.