كي لا ينسى الشباب
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
القبس –
مرور أكثر من ثلاثين عاما على غزو صدام للكويت واستمرار الاحتلال لسبعة أشهر، اقترفت القوات العراقية وغوغاء الجيش الشعبي خلالها جرائم رهيبة بحق شعب مسالم، واستشهد ألفا مواطن جراء الغزو والاحتلال، دون سبب. ولأن غالبية الناشطين على وسائل التواصل كانوا وقت وقوع الاحتلال شبابا أو صغارا في السن، ولم يسمعوا بخيانات «البعض منا». وللزيادة الكبيرة في كم التشويه والكذب الذي أصبح البعض يروجه، خاصة عبر مقالاته الصحافية، للتغطية على سيئ أفعالهم بحق أوطانهم، وأخيرا بسبب رغبة جهات عدة في عدم التطرق للجوانب السلبية أو المأساوية لجرائم «البعض منا»، ومحاولة التغطية على دورهم المخزي خلال تلك الأيام الصعبة، ولغيرها من أسباب، أصبح من الضروري، وفاءً للتاريخ ولأرواح الشهداء، التذكير، بين الفترة والأخرى، بأحداث الغزو وتبعاته، وبالذات كشف من خان الوطن، في أحلك أيامه، والذين لن يترددوا في القيام بذلك ثانية، فهم لا يزالون جزءا من نسيج المجتمع، ويتبوأون أعلى المناصب وأخطرها، ولن يرتاح لهم بال إلى أن يحققوا ما في أجندتهم من خطط خبيثة!
***
فور عودة الكويت محررة من قذارة الاحتلال، عقد «الإخوان المسلمين»، فرع الكويت، مؤتمرا صحافيا، بحضور وكالات الإعلام، أعلن فيه كبيرهم، ووزير إعلامهم، عن قطع كامل صلاتهم بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين اعتبارا من 2/8/1990!
ما الذي دفعه، حينها، للإدلاء بذلك التصريح «التاريخي»، والإعلان عن قطع صلات الحزب المحلي بالجهة التي سبق أن أقسموا يمين الولاء على طاعتها؟
السبب يعود لعلمه بأن التنظيم، وفيه كويتيون، أساءوا بقوة لقضية تحرير الكويت، وسعوا للبحث عن حلول ومخارج «مائعة» وسقيمة لإطالة الاحتلال، أو وقف الاستعانة بقوات غربية لتحرير الوطن، واقتراح تكوين جيش من باكستان وإيران وغيرهما لتحرير الكويت من صدام. ولهذا الغرض شارك الكبير الآخر، الذي شارك في مؤتمر لاهور، باكستان، بحضور ممثلي كل فروع الاخوان الأخرى، في إصدار بيان عن مؤتمر لاهور يندد بتواجد القوات الأميركية والدولية في السعودية ويطالبها بالانسحاب!
***
كما جاء على لسان المرحوم الشيخ سعود الناصر، سفيرنا في واشنطن، أثناء الاحتلال، ان الوفد الكويتي الذي زار العاصمة التحق به أحد دعاة الإخوان المعروفين، وحضر اجتماعاتهم مع قيادات الخارجية الأميركية، وفاجأ الجانب الأميركي بطلب انسحاب قواتهم من السعودية، وبالتبعية عدم قيامهم بتحرير «وطنه»!
وقد مثّل موقفه احراجا كبيرا للجانب الكويتي!
كما جاء على لسان أمين صندوق الإخوان، في مقابلة مع أحمد منصور من الجزيرة، أنه اقترح على صدام حسين دخول قوات إسلامية (باكستانية وإيرانية وأفغانية وسودانية) الكويت، وإدارتها بدلا من القوات العراقية والشرعية الكويتية الدستورية!
***
لذا، وبسبب كل هذه الخيانات وغيرها، اتخذ إخوان الكويت قرارهم «التاريخي» بقطع صلتهم بالتنظيم العالمي للإخوان، وليس لأي سبب آخر، ثم نكصوا على أعقابهم بعدها بسنتين تقريبا، وعادوا لسابق ولائهم للتنظيم العالمي للإخوان!
***
نكتب للتاريخ، لنذكر ونحذر من أن خطر الإخوان اليوم ليس أقل منه بالأمس، فمن لم يقف مع وطنه في أحلك أيامه، لا يمكن أن يقف معه في خيره، إلا ليتمكن أكثر.
***
ملاحظة:
اتهمنا النائب حمد المطر، من وراء بوديوم المجلس، بالطائفية، وهو محمي بحصانته!
سبق لزميله في حزب الإخوان، الذي على شاكلته، ترديد نفس التهمة، التي لم يجدا غيرها ضدي، وليس لديهما دليل واحد عليها!
يبدو أن مقالاتنا أصبحت تؤلمهم كثيرا!