خبراء: الطروحات المزدوجة تضمن لبورصات الخليج فوائد كبيرة
النشرة الدولية –
إرم الاقتصادية –
في ظل طفرة الاكتتابات العامة التي تشهدها منطقة الخليج، اشتدت المنافسة حول الإدراجات المزدوجة في أسواق المنطقة بقيادة إماراتية كدليل على استمرار نضج أسواق المنطقة.
وأكد المحللون والخبراء لـ” ارم الاقتصادية” إن الإدراج المزدوج يمنح أسواق المنطقة العديد من المزايا أهمها زيادة السيولة تقليل المخاطر وتوسيع قاعدة المستثمرين فضلا عن زيادة جاذبية الاستثمار الأجنبي وكذلك عمق الأسواق الخليجية.
وفي عام 2022 جمعت أسواق المنطقة نحو 23 مليار دولار عبر الاكتتابات العامة الأولية ما يعادل نصف إجمالي المبالغ التي تم جمعها في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث كانت الخليج المنطقة المضيئة وسط عتمة الأسواق المالية العالمية التي شهدت أسوأ عام منذ الأزمة العالمية مع صعود التضخم وارتفاع أسعار الفائدة .
وفي ديسمبر الماضي أعلنت شركة أمريكانا للمطاعم العالمية بي إل سي، اكتمال أول عملية إدراج مزدوج ومتزامن على الإطلاق في سوق أبوظبي للأوراق المالية والسوق المالية السعودية “تداول”.
وشهدت بورصة أبوظبي ثاني أكبر سوق في الخليج، خمس عمليات طرح عام أولي العام الماضي وإدراجين مزدوجين، بالإضافة إلى إدراج ستة صناديق متداولة في البورصة وإحدى شركات الشيكات على بياض. ونفذت إدراجا واحدا في سوقها الثانوية التي تربط المستثمرين بالشركات الأصغر المملوكة للقطاع الخاص.
وفي سبتمبر وقعت بورصة مسقط مع سوق أبوظبي للأوراق المالية اتفاقية في مجال عمليات الإدراج المزدوج للأوراق المالية
فوائد متعددة
وقال طارق قاقيش المحلل الاقتصادي المدير التنفيذي لشركة سولت للاستشارات المالية إن الإدراج المزدوج الذي يشهد زخما واهتماما في البورصات الخليجية في الآونة الأخيرة له عدة فوائد أبرزها تحسن مستويات السيولة.
وأشار قاقيش إلى أن السيولة يعتبر من أبرز الأسباب التي دفعت الأسواق للاهتمام به حيث تعاني بعض الأسواق من نقص السيولة بينما يساعد الادراج المزدوج في زيادة أعداد المستمرين مما يحسن من مستويات السيولة.
ولفت قاقيش إلى أنه يقلل أيضا من مستويات المخاطر عند شراء الأسهم ، موضحاً أن المخاطرة تتحكم فيها عدة عوامل أبرزها أساسيات الشركة وربحية اليهم وكذلك مستويات السيولة.
ونوه إلى أن المؤسسات عند تقيمها لسهم فتأخذ في عين الاعتبار مستويات المخاطرة ومعدلات السيولة، مضيفاً أنه في الادراج المزدوج يضفي على السهم صدق التقييم ، حيث يكون التقييم حقيقي وليس متأثراً بتدني مستويات السيولة.
وقال إن الادراج المزدوج يفيد أيضاً في تنويع المخاطر فإدراج السهم ف عدة أسواق يقيها من تأثرها بأي مخاطر قد تلحق بسوق بعينه.
وحول الفائدة الخامسة أشار إلى أن الشركات ذات الإدراج المزدوج تتمتع بثقة عالية حيث تعزز تلك الآلية مصدقيات الشركات بعد قدرتها باستيفاء عدة قوانين وقواعد أكثر من سوق فضلا عن وجود أكثر من جهة رقابية على السهم مما يؤدي إلى زيادة ثقة المستثمر به.
نضج الأسواق
من ناحيته قال الخبير الاقتصادي، عضو الجمعية العالمية لاقتصاديات الطاقة، وضاح الطه لـ”إرم الاقتصادية” إن الإدراج المزدوج يعد بداية لمرحلة جديدة بالأسواق الخليجية وهو اتجاه يدل على نضج الأسواق الخليجية.
ولفت الطه إلى أن الإدراج المزدوج يساهم في توسيع قاعدة المستثمرين وتسهيل عملية التداول عبر خلق قاعدة مستثمرين في الأسواق الثانوية على السهم وبالتالي ارتفاع في السيولة المتاحة على السهم.
وأشار إلى أن زيادة السيولة تخلق حالة جاذبية استثمارية للمحافظ والصناديق الاستثمارية وهي فرصة لجذب الاستثمار الأجنبي ، موضحاً أن أحد عوامل جذب الاستثمار الأجنبي توفير السيولة حيث يسعى الأجانب عند استثمارهم إلى التأكد من وجود خطة خروج سهلة من ذلك الاستثمار عند الحاجة لتصفية الاستثمار بدلا من الوقوع في فخ الانتظار بسبب نقص السيولة.
فتح آفاق جديدة
قال إياد البريقي، رئيس إدارة تطوير الأعمال في شركة “الدار للأسهم والسندات” إن الإدراج المزدوج هي مبادرة قام بها سوق أبوظبي للأوراق المالية عن طريق منصة تبادل المشتركة والتي تهدف الى فتح آفاق وقنوات وخيارات جديدة أمام المستثمرين .
وأشار إلى أنه تسمح بالتداول عبر سوقنا المحلي في بورصة البحرين وبورصة مسقط حاليا دون حاجة المستثمر للسفر أو الدخول في إجراءات معقدة .
وتابع: على العكس بات المستثمر اليوم قادراً بسهولة على التداول في سوق البحرين وسوق مسقط عبر شركة الوساطة الخاصة به بزمن قياسي وبكل سهولة.
وأشار إلى أن بورصة البحرين وبورصة مسقط تعبر هم البداية لهذه الآلية ، متوقعاً أن يكون هنالك المزيد من البورصات المشاركة خلال هذا العام.