كيف يتحكّم “التوتر بنظامنا الغذائي”؟
النشرة الدولية –
الديار – شانتال عاصي –
قلّةً هم من يعرفون أن التوتر والتغذية يرتبطان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما بعضا، فيمكن أن يساعد تناول نظام غذائي متوازن في تنظيم وإدارة مستويات التوتر، في حين أن الأطعمة غير الصحية يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحالة المزاجية وزيادة التوتر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي عدم التوازن في العناصر الغذائية الحيوية إلى ضعف الوظيفة الإدراكية، مما قد يقلل من قدرة الجسم على التعامل مع التوتر والإجهاد.
أنواع التوتر وعلاقتها بالتغذية
مما لا شكّ فيه، يرافق التوتر والإجهاد الشديدين، تأثيرات فيزيولوجية تتمثل في تسارع ضربات القلب، ارتفاع في ضغط الدم، نقص الأوكسيجين وغيرها. ينقسم التوتر إلى ثلاثة أنواع: التوتر الموقت، المتكرر، والتوتر المزمن الذي يكون تأثيره طويل يمتدّ لفترة طويلة ويؤثّر في الجسم ووظائفه.
وبحسب اختصاصية التغذية جولين نبهان، يتفاعل الجسم مع التغذية وفقاً لنوع التوتر المصاب به، إن كان من ناحية الشبع، الجوع المستمر، انقطاع الشهية… وكشفت أن في حالة التوتر الموقت، يرتفع هورمون “الأدرينالين” الذي يزيد من معدل ضربات القلب، يرفع ضغط الدم يعزز من إمدادات الطاقة، ويؤدي إلى التخفيف من شهية الشخص. هذا ويرتبط انخفاض الشهية بهورمون يسمّى “الليبتين” وهو هورمون مسؤول عن الشبع يرتفع عند إصابة الشخص بالتوتر، وبالتالي تؤدي إلى انقطاع أو انخفاض شهيته.
وتقول نبهان: في حالة التوتر أو الإجهاد الحاد المزمن، يرتفع كل من هورمون “الأدرينالين” و”الكورتيزول”. فعند ارتفاع الكورتيزول يرتفع هورمون “الغرالين” الذي يؤدي إلى فتح الشهية، وانخفاض هورمون “الليبتين” المرتبط بالشبع. لهذا السبب، يشعر الشخص المصاب بالتوتر المزمن بالجوع المفرط. وفي هذه الحال، يبدأ جسم الشخص بطلب أنواع معيّنة من الأطعمة، وهي “الأطعمة المريحة” أي تلك الغنية بالسعرات الحرارية، الغلوكوز، الدهون مثل: البرغر، البطاطا المقلية، الشوكولا وغيرها الكثير.
هذا ولفتت اختصاصية التغذية إلى أن طريقة تعامل الجسم مع التوتر تختلف من شخص إلى آخر، بحسب عمره، جنسه، مشكلاته الصحية، إلخ. لذا، لا يمكن تعميم هذه الحالات على الجميع، فكلّ جسم وكل شخص يتعامل مع التوتر بطريقة غذائية مختلفة. والجدير بالذكر أن نتيجة التوتر، يصاب الشخص بالقلق، تتغير طبيعة نومه، كما يتأثّر نشاطه الجسدي ويتوقّف عن ممارسة الرياضة.
الأطعمة التي تحارب التوتر
شددت اختصاصية التغذية على ضرورة الابتعاد بقدر المستطاع عن الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات، واستبدالها بأطعمة صحية، وتحديداً الغنية بالماغنيزيوم الذي يساهم في تقليل الإجهاد، حيث ترتبط مستويات الماغنيزيوم في الجسم ارتباطا وثيقا بمستويات الإجهاد، إذ يعمل كل من الإجهاد ونقص ماغنيزيوم الدم على تقوية الآثار السلبية لبعضهما بعضا.
ولفتت إلى أن الشوكولا المرّ يحتوي على الماغنيزيوم ويقلل من الإجهاد، لذا ينصح بتناول بكميات معتدلة لتقليل نسبة الإجهاد والتوتر. كما تعتبر المكسرات مصدرًا كبيرًا للماغنيزيوم، حيث تحتوي معظم المكسرات على نسبة عالية من المعادن. تحتوي المكسرات على الزنك والسيلينيوم، واللذان يرتبط نقصهم في الجسم مع ارتفاع معدلات الاكتئاب، كما أنها معادن مهمة تدعم وظائف الدماغ. لذلك ومن أجل تخفيف مستوى التوتر وتحسين المزاج يوصى بتناول أونصة واحدة من المكسرات يومياً، بما في ذلك اللوز، والجوز، والكاجو، والصنوبر.
واكدت ان الخضراوات الورقية، هي من أهم مصادر الماغنيزيوم، مثل الروكا والسبانخ، تحتوي على حمض الفوليك، الذي ينتج الدوبامين وهو مادة كيميائية تحفز المتعة في الدماغ، تساعد الشخص على الحفاظ على الهدوء، وبالتالي فأولئك الذين يتناولون كميات كبيرة من حمض الفوليك، لديهم مخاطر أقل للإصابة بأعراض الاكتئاب من أولئك الذين تناولوا أقلها.