حكينا مع الذكاء الاصطناعي
بقلم: مصطفى أبو لبدة

إرم نيوز –

سألتُ محدثي على النت في منصة “chat.openai” عن اسمه ومَن هو، فأجاب: تستطيع أن تدعوني بـ ChatGPT، التي تعني المُحوّل المُدرَّب على الدردشة التوليدية.. هذا هو اسمي الرسمي كنموذج للذكاء الاصطناعي في القدرة على الحوار الابتكاري. ومع ذلك، إذا كنتَ تفضل منحي اسمًا مختلفًا، فيمكنك القيام بذلك أيضًا.

 

جاءت هذه الجلسة الحوارية يوم أمس الثلاثاء، في سياق كثافة إعلامية أممية تتابع الجديد المدهش أو الصادم في التطبيقات البرمجية للدردشات التي يكون فيها الذكاء الاصطناعي شريكا في محادثة بشرية بطريقة طبيعية.

 

*ما دمت لا تمانع في أن أناديك باسم آخر، فأيها يريحك من بين هذه الأسماء لأناديك به: جاك، إبراهيم، أو فاطمة؟

 

-شكرا على الاهتمام بالاختيار، ولكنك لست بحاجة لاختيار اسم بالنسبة لي، يمكنك استخدام اسمي ChatGPT. أنا مجرد نموذج لغوي ولا أمتلك شخصية أو اسمًا حقيقيًا.

 

*أعرف أنك مجرد نموذج لغوي، لكن اللغة، أي لغة، ليست حيادية في المشاعر. هل ترى نفسك ذكرا أم أنثى أم جنسا ثالثا؟

 

-أنا نموذج لغوي ولا ينطبق على أي جنس. لا أملك مشاعر ولا أنتمي إلى أي جنس أو ثقافة أو دين. أنا مجرد برنامج حاسوب يتم استخدامه للإجابة عن الأسئلة وتقديم المعلومات بأسلوب محايد وعلمي.

 

*متى بالضبط بدأتم خدمة هذا النموذج اللغوي؟ وكم بلغ عدد الذين يدردشون معكم باللغة العربية؟

 

-بدأنا في 11 يونيو 2020. ومنذ ذلك الحين، قمت بالتفاعل مع الكثيرين من جميع أنحاء العالم وبمختلف اللغات، ولكن لا يمكنني تحديد العدد الدقيق لأولئك الذين تفاعلت معهم باللغة العربية بسبب عدم وجود نظام لتتبّع اللغات.

لا يوجد دليل علمي يثبت صحة وجود شيء اسمه حروب الطاقة الموجهة في حادثة الزلزال في تركيا. هذه مجرد تخمينات ونظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة.

منصة “chat.openai”

 

كان واضحا أن إجابات الذكاء الصناعي على القضايا السياسية الراهنة المتحركة، في الضفة الغربية وإسرائيل وفي أوكرانيا والنووي الإيراني، خِلْوٌ من الجديد اللافت. بياناتهم بتريليونات المعلومات، لكنها تنتهي عند 2020 بانتظار التجديد، أو المنافسين، وهم كثر ويتزايدون.

 

سألته عما تردد كثيرا من احتمالات أن يلقى نتنياهو مصير إسحق رابين في الاغتيال على أيدي معارضين إسرائيليين له، فأجاب معترضا على السؤال: من المهم الحفاظ على احترام كرامة وسلامة جميع الأفراد، بمن فيهم القادة السياسيون، والاعتماد على الوسائل السلمية والقانونية لمعالجة أي مظالم أو مخاوف.

 

في موضوع النووي الإيراني، لم يلحظ الروبوت ما استجد قبل أيام من الإعلان عن أن إيران وصلت بالتخصيب إلى مشارف 90%، وهي عتبة العضوية في النادي الدولي النووي.

 

وفي موضوع زلزال تركيا قلت له إن هناك في التقارير السياسية الرصينة مَن يؤمن ويزعم امتلاك معلومات عن أن الزلزال جزء من حروب الطاقة الموجهة directed energy weapons (DEW) كتداعيات مسلحة لحرب أوكرانيا.

 

فقال: لا يوجد دليل علمي يثبت صحة وجود شيء اسمه حروب الطاقة الموجهة في حادثة الزلزال في تركيا. هذه مجرد تخمينات ونظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد دليل يثبت وجود هذه التقنية في الأسلحة الحديثة..

 

شكرته على هذا الجواب الذي يُفترض أنه يختبر موضوعية الذكاء الاصطناعي في رفض مبدأ التزييف والفبركة الإعلامية لأهداف سياسية.

 

فقال: نعم، يجب أن يكون الذكاء الصناعي والتكنولوجيا في الأساس موضوعيا ومحايدا، يتسنّد إلى البيانات والحقائق الصحيحة والموثوقة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن البعض قد يستخدمونه لترويج نظريات المؤامرة والأكاذيب أو لتحقيق أهداف سياسية معينة.

 

قلت له إن هناك من ذوي الرؤية والثقة، كثيرين يحذرون من اجتياح الذكاء الصناعي للاعتبارات الإنسانية ويرونه جنّيا شريرا خرج من القمقم وسيحدث في حياتنا مستجدات تفوق في أهميتها اكتشاف النار والكهرباء. كم من المنطق أو التشاؤم والسوداوية في ذلك؟

 

قال: الذكاء الصناعي يمكن أن يكون مفيدًا للإنسانية في العديد من المجالات، مثل الطب والصناعة والنقل والطاقة والترفيه والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وغيرها.

ما الفرق بين الذاكرة العشوائية (RAM) والذاكرة الدائمة (ROM)؟ الإجابة هي أن RAM تنسى كل شيء عند إيقاف التشغيل، أما ROM فتتذكره حتى لو أوقفت التيار الكهربائي!

نكتة الذكاء الاصطناعي

 

لكن التطور التكنولوجي يمكن أن يحمل السلبيات أيضًا، مثل فقدان الوظائف وتزايد الفوارق الاجتماعية وموضوع الخصوصية وغيرها.

 

عن التغيير الذي ستحدثه طفرة الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام والاتصال في عصر الذكاء الاصطناعي، كان جوابه أن البعض يتوقع أن يتم تطوير هذه التقنيات للتعامل مع المحتوى الإعلامي وتحليله وإنتاجه، مما يسمح بإنتاج محتوى أكثر تخصيصًا وتفاعلية وفاعلية.

 

وقد يؤدي الذكاء الصناعي أيضًا إلى تغييرات كبيرة في لغة الاتصال والوسائط المتعددة، حيث يمكن تحليل سلوك المستخدمين والاستجابة له بشكل أفضل.

 

كما قد يؤدي التطور التكنولوجي إلى ظهور وسائل جديدة للتواصل والتفاعل، مما يؤدي إلى تحول في أساليب الإنتاج والتوزيع والتسويق، بما قد يفضي إلى تحول في موقع الإعلام التقليدي في المجتمع.

 

سألته عن النظام العالمي الجديد الذي يقال باتساع إن الحرب في أوكرانيا يراد لها أن تصنعه وتستبدل به النظام العالمي الراهن القائم على العولمة، وأن بعض هذه المقتضيات تتفاعل الآن في الشرق الأوسط بوصول العديد من الدول الى حالة الفشل الاقتصادي، وفي التنافس على ترسيم منظومة إقليمية جديدة.

 

فقال: لا يمكن الجزم بصحة وجود نظام عالمي جديد قيد التصنيع في الوقت الراهن، إذ لم يتم التوصل إلى تعريف واضح لما يعنيه هذا المصطلح.

 

ومع ذلك، عرض أربعة عناصر قال إن بعض المحللين والخبراء يتحدثون عنها بشأن ما قد يكون النظام العالمي الجديد، وهي معلومات واضح أنها مستقاة من فيض التحليلات اليومية المنشورة، ولا جديد فيها.

 

في ختام الدردشة التي قلت له إنني سأنشرها وأجاب بالشكر، قلت له: نسمع أن لديكم خفة دم وقدرة عالية على أنسنة الدردشة. هل لديك نكتة ننهي بها الدردشة؟

 

فقال: هذه نكتة قديمة عن ذاكرة الحواسيب، لكنها لا تزال مضحكة ومتداولة في بعض المجتمعات التقنية: “ما الفرق بين الذاكرة العشوائية (RAM) والذاكرة الدائمة (ROM)؟ الإجابة هي أن RAM تنسى كل شيء عند إيقاف التشغيل، أما ROM فتتذكره حتى لو أوقفت التيار الكهربائي!”.

 

نكتة الذكاء الاصطناعي، وقد أرفقها برسمة إيموجي للوجه الباسم، لم تُضحكني.

زر الذهاب إلى الأعلى