هل نحن وطنيون حقاً؟!
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
لا يختلف اثنان على ان أجمل الأيام في الكويت، هي أيام الاحتفالات بالأعياد الوطنية، في شهر فبراير من كل عام، حيث تتحول الكويت الى عروس ان صح التعبير، ويتغنى الجميع بها وبجمالها وحبهم لها، وبلا شك فان أحد أهم الواجبات الوطنية تجاه وطن منحنا الكثير، هو أن نحتفل بوطنية، ونعزز هذه الروح لدى أجيالنا القادمة.
لكن هل سألنا أنفسنا يوماً هل نحن وطنيون حقاً؟!.
وبعيدًا عن التعميم لكونه سؤالاً افتراضيًا، سأضرب أمثلة بسيطة، وسريعة، حتى لا أعكر صفو وبهجة الأعياد التي قضيناها الايام الماضية، لكن هي وقفة علينا أن نقفها جميعاً لنعي كيف نعبر عن وطنيتنا تجاه الكويت.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، وسأبدأ بالحكومة، أو الحكومات المتعاقبة، التي لم تخدم الكويت كما يجب.. فأشهر سبل الاحتفال بالأعياد الوطنية هي المسيرات، بينما شوارعنا تئن من سوئها، والتكسير والحفر التي انهكت ميزانية مرتادي الشوارع لتصليح سياراتهم أو استبدال اطاراتها، بينما الشباب الذي يخرج في مسيرات تعبيراً عن حبه للوطن، قد لا يجد وظيفة تناسب تخصصه بعد التخرج لأن التخطيط غاب عنا لسنوات متتالية.
والأطفال الذين رقصوا فرحاً بالعيد الوطني وعيد التحرير، متأخرون بسنوات عن التحصيل العلمي الحقيقي، لأن المناهج لم تطور، والتعليم رديء، والمدارس متهالكة، وقد لا يجدون لاحقاً مقعداً في مؤسسات التعليم العالي، لأن الجميع سيتفوق بفعل الغش الذي لم تتمكن الحكومة من محاربته، بل لم تحرك ساكناً تجاه فضيحة 40 الف غشاش!.
وقائمة طويلة بواجبات لم تنجزها الحكومات المتتالية، وكانت هي أكبر تعبير عن وطنيتنا تجاه الكويت.
القطاع الخاص كذلك، فيجب أن تعي الشركات أو بعضها على الأقل أن الوطنية ليست فقط صرف آلاف الدنانير لانتاج أغنية في فبراير، هي في الغالب دعاية لشركة، بل الوطنية تتلخص كذلك في المساهمة بالاقتصاد الوطني، خلق فرص عمل واحتواء الشباب الكويتي لا تطفيشهم، والمساهمة ببناء مشاريع مستدامة وغيرها.. بل وحتى نحن، المواطنين، يجب أن نعبر عن وطنيتنا بأساليب تعكس حبنا للكويت، الحب الفعلي، الحب المقرون بالمحافظة عليها والخوف على مواردها، وخدمتها، كل من موقعه، فالوطنية تتنافى كلياً مع فعل موظف «يبصم ويمشي» أو نقل غير مستحق لموظف من جهة لأخرى للحصول على مزايا مالية، أو فعل مواطن يهدر المياه، أو آخر يقترض للكماليات ويطالب باسقاط القروض وغيرها من أفعال لا تنسجم مع حب البلد.
ولكن، ورغم كل ذلك، نبقى متميزين، بوطن رائع، وسنبقى نحتفل بعروسنا الكويت سنوياً، لكن كانت ومضة لنعي أن علينا أداء واجباتنا كل بموقعه.