نصر الله يُربك الجميع
بقلم: جويل بو يونس

النشرة الدولية

الديار

“عالمكشوف باتت اللعبة الرئاسية “، فمن كان يُتّهم سابقا بالتعطيل كشف كل اوراقه وحشر الجميع. فها هو امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يخرج يوم الاثنين ليضم صوته علنا الى صوت رئيس مجلس النواب نبيه بري معلنا : ندعم ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

 

حرص السيد نصرالله في كلمته على عدم إلباس فرنجية صفة “مرشح حزب الله” حرصا عليه كي لا يهاجم من الداخل كما الخارج، لكن كلام نصرالله كان واضحا وضوح الشمس، والمعروف عن حزب الله انه لا يناور في الاستحقاقات الوطنية. حسم بري والسيد نصر الله الجدل الرئاسي، ووجها رسالة لمعارضي فرنجية مفادها : هذا مرشحنا تفضلوا قدموا مرشحكم، ولننزل الى مجلس النواب، ونقطة على السطر.

 

وفيما اخذ البعض على فرنجية ان ترشيحه لم يأت أولا على لسانه، انما انتظر حتى يرشحه حزب الله و”امل”، فكل المعلومات تشير الى ان رئيس “تيار المردة” كان متريثا بانتظار اتضاح الصورة، اما اليوم وبعدما تم اعلان دعم ترشيحه علنا من ثنائي “امل” حزب الله، فهو يتجه لاعلان ترشحه رسميا في الايام القليلة المقبلة، اما بمؤتمر صحافي واما عبر اطلالة تلفزيونية.

 

على اي حال، وبانتظار ما سيدلي به المرشح فرنجية ، اتجهت الانظار كلها امس الى اجتماع الهيئة السياسية لـ “التيار الوطني الحر” لترقب موقف رئيسه بعد كلمة الامين العام لحزب الله التي كانت تطرقت الى تفاهم مارمخايل.

 

معلومات “الديار” تفيد بان الاجتماع الذي استمر لساعات، خصص مساحة كبيرة لموقف السيد نصرالله من دعم ترشيح فرنجية، وبحسب مصادر موثوقة، فقد بدا باسيل في الاجتماع واضحا لجهة قوله ان من حق اي كان ان يتخذ الموقف الذي يراه مناسبا، اما موقفنا فمعروف . والاهم في ما توجه به باسيل للنواب بالقول : موقف السيد يحررنا أكثر، ويدفعنا للتعاطي بحرية اكبر نحو الحديث والنقاش مع بقية الاطراف. واشار باسيل، ودائما بحسب المصادر الموثوقة، الى ان رسالة نصرالله بدعم ترشيح فرنجية يجب اخذها على محمل الجدّ، وان هذا الترشيح ليس للمناورة، وعلينا بالتالي البحث في كيفية التعاطي معها. هذا الموقف لباسيل وافقه اياه الحاضرون.

 

أكثر من ذلك، فجدّية رسالة نصر الله دفعت برئيس “التيار الوطني الحر” الى حد القول بأن قرار بري كما نصرالله واضح، ويبدو “مش فارق معون، حتى انو ممكن يعطلوا البلد الى حين ايصال فرنجية” .

 

وتشير المعلومات الى ان باسيل سأل النواب الحاضرين في الاجتماع ما اذا كان احدهم في وارد التصويت لفرنجية فليقلها علنا ، الا ان ايا من الحاضرين لم يرد بالايجابية، مع الاشارة الى ان الاجتماع غاب عنه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب المتواجد خارج لبنان، كما غاب عنه النائب ابراهيم كنعان.

 

وبالعودة الى ما روته المصادر ، فباسيل طلب من الحاضرين عدم التعليق على مواقف السيد نصرالله لا سلبا ولا ايجابا ، علما انه اعتبر ان من حق كل طرف ترشيح من يراه مناسبا، لكنه رأى ان موقف امين عام حزب الله يضرب مبدأ الشراكة التي من شأنها ان تترجم الميثاقية التي هي اساس في كل تفاهماتنا ودستورنا، باعتبار ان بناء الدولة والمؤسسات لا يتم خارج اطار الشراكة، معتبرا ان موقف التيار واضح، وتعبّر عنه ورقة الاولويات الرئاسية التي وضعها.

 

وفي اطار حديثه عن وجوب البحث بكيفية التعاطي مع واقع ترشيح الثنائي لفرنجية، اكد باسيل الى أن “هناك كلاما” مع مختلف الاطراف ، ملمحا الى كلام حتى مع “القوات اللبنانية”، وهنا تفيد المعلومات الى ان الاتجاه في قابل الايام ان يعزز هذا الحوار الذي ليس مقطوعا بين التيار والقوات على مستويات ارفع.

 

اجتماع التيار تطرق ايضا بحسب المعلومات، الى حراك وموقف بكركي ، وهنا لفت باسيل الى ان بكركي لديها ملاحظات كثيرة حول امكان وصول فرنجية، فهي تعتبر بحسب ما نُقِل عن باسيل، أنه كيف يمكن ان تقبل بوصول شخصية الى رئاسة الجمهورية لا تملك الا نائبا واحدا في البرلمان اللبناني.

 

وتفيد معلومات “الديار” بان الاجتماع تطرق ايضا لكلام السيد نصرالله بشق تفاهم مارمخايل وما قاله لناحية انو ” في وقت لاحق نتحدث كيف ساهم الحزب بموضوع محاربة الفساد وبناء الدولة”، وهنا يبدو ان باسيل ترك الباب مفتوحا امام استكمال الحديث مع الحزب في ما خص ما تبقى من تفاهم مار مخايل او كيفية اعادة قراءته.

 

على اي حال، وبانتظار كيف سيرسو عليه المشهد ، لاسيما على جبهة المعارضة المشتتة اصلا، والتي لم تتفق بعد على اسم تخوض به المعركة بوجه فرنجية، بدا واضحا ان كلام السيد نصر الله اربك الجميع من المعارضة الى التيار، كما أظهر اجتماع التيار ان لا اسم بعد بجعبة رئيس التيار، الذي تؤكد مصادر مطلعة على جوه ، انه لن يبدل موقفه الرافض لانتخاب فرنجية تحت اي ضغط او “مغريات”.

 

وفي هذا الاطار ، فقد رأت اوساط بارزة متابعة للملف الرئاسي في تعليقها على خطوة السيد نصرالله بضم صوته لصوت بري واعلان دعم ترشيح فرنجية،” ان من شأن هذا الامر، إما ان يؤسس لفراغ طويل في البلاد من باب تعطيل البلاد لحين ايصال فرنجية، او انه سيكون بمثابة تمرير وقت الى أن يصل فرنجية لقناعة بان وصوله الى بعبدا ليس باليد، وعندها يكون السيد نصرالله كما بري قد قاما بكل ما يلزم تجاه الحليف فرنجية على قاعدة :”عملنا كل اللي فينا، بس ما قدرنا”، فيأتي الانسحاب من السباق الرئاسي على لسان فرنجية نفسه!

زر الذهاب إلى الأعلى