أوقفوا التنمر .. وحمد مظلوم
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
صدمني كما صدم الجميع محاولات أشخاص تأجيج الصراع الرياضي في الاردن، وتبنى عدد من الاشخاص مواقف معادية للمدير الفني لمنتخب النشامى، العراقي عدنان حمد بمحاولة صده بدفاعه عن حقه بالرد، ونيل الاعتذار عن خبر لم يثبت التحقق من صحته، وهو ما يعني أن الاعلام الرياضي تحول من البحث عن الحقيقة ونصرة المظلوم إلى التجمع لصناعة الواقع المؤلم المبني على ظُلم وقهر الآخرين، مستغلين مساحات الحرية في الأردن والتي اساء البعض استخدامها، ليوجهوا طعنة نجلاء لمصداقية الصحافة التي تراجعت مصداقيتها عند المواطنين.
ما حصل أشعل فتيل البغضاء وأثبت قصر نظر عديد المؤسسات الاعلامية أو العاملين فيها، فنُصرة الزملاء تكون بمنعهم عن ظلم الآخرين وهذا ما يقوله حبيبنا الرسول الكريم، وحين يخطيء الاعلاميون بحقوق الآخرين عليهم امتلاك الشجاعة والاعتذار لمن اساءوا لهم، لكن وبدلاً من الاتصاف بشجاعة القلب والقلم اختبأوا خلف تجمعات متنوعة أبعدتهم عن فضيلة الاعتراف بالخطأ ليزداد التنمر على شخص لم يقترف ذنبا، ليشكلوا تحالفات تتزايد أخطائها حتى غدت تؤثر على سلامة المسيرة الشمولية ولا تقتصر أخطائها على صراع كرة قدم والإعلام الرياضي.
ودون سابق إنذار قرر البعض اعادتنا إلى عصور العبودية وامتهان الآخرين، وأنه ليس من حق المدرب عدنان حمد كونه أجنبي “هكذا قال البعض.. تخيلوا”، ليس من حقه أن يتقدم بشكوى للقضاء ضد من يعتقد انه أخطأ بحقه، وكأن على كل من يأتي من عرب وأجانب للعمل أو الاستثمار في الأردن أن لا يُدافعوا عن أنفسهم، وأن لا يرفعوا أصواتهم مطالبين بحقوقهم على طريقة العبيد في عصور الظلام، ويبدوا أن البعض لم يقرأ عن حقوق الانسان وحريته في العالم، ليحاولوا تحجيم الدور الأردني العظيم في مجال الانسانية ويجعلون من يقرأ ما يكتبون يعتقد أن وطن الفكر والحرية مجرد سجن لكل قادم لوطن النشامى.
وللحق لم أكن من أنصار المدير الفني عدنان حمد بالذهاب للقضاء لنيل حقه، وتوقعت أن يتدخل العقلاء لاحتواء المشكلة التي يجب التحقق من مسبباتها، لكن في عصور الضباب والظلام يبتعد العقلاء، لذا أوجه نصيحتي لحمد وأقول له : ” لدينا قضاء عادل لا يميز بين أردني وعربي وأجنبي ، فخذ حقك وحق أبناءك وسمعتك وتاريخك كاملاً إما بالاعتذار الذي هو حق لك ولأسرتك أو بالقضاء من جميع ممن أساءوا إليك”.
آخر الكلام:
تعجبني مؤلفات الفيلسوف الكندي المعاصر آلان دونو، لذا أنصح الجميع بقراءتها