ما بتذكر بحياتي التعلّمية
بقلم: غنوة غازي

النشرة الدولية –

ما بتذكر بحياتي التعلّمية مرقت شي معلمة أو أستاذ ما حبّيتن خالص، أكيد كان في بعض الأحكام السلبية كانت تراودني تجاه بعضهن حسب مقدار وعيي بأوقاتها ووفق الاعتبارات الولادية والنظرة المراهقة للحياة، بس السنة عم حس بشكل مضاعف بفضل كل حدا منهم/ن عليي وعلى مسار تطور وعيي بدورة هاللحياة!

أوّل معملة حبّيتها من صمصوم قلبي حب عَ الحل بدون لا وعي ولا فهم ولا حكي ولا شي، هي Demoiselle Hind Bou Assaf  مش سهل معلمة تنطبع بقلبك وأنتِ عرفتيها فقط بصف الروضة الأولى!! بس رجعنا التقينا وأنا كبيرة  اكتشفت انو الحب بعدو مطرحو

* معلمة طبعت بشخصيتي رصانة وإلتزام رغم أنها كانت شوي كتير صارمة بالصف بأيامها  Madame Roxane Ramy بس رجعنا التقينا وانا كبيرة بعدد السنين فقط  اكتشفت اني بحب شخصها كتير وبحب بنتها اللي كانت منافستي بصفوف الابتدائية  وصاروا هني ال٢ قدوة إلي!

* معلمة خلتني حس لأول مرة بقيمتي كإنسانة مش بس كتلميذة، وخلتني آمن بقدرتي على التأثير بالآخرين هي Mony El Biry ، وبس التقينا بعد ما كبرت خلتني حس لأول مرة أنو أجمل شي بالحياة لما معلمتك بعد ما تكبري تصادقِك تستمعلِك وتتفهم هواجسِك كصبية وامرأة واليوم بعترفلا اني مقصرة معها كتير وحطيت النية اني زورها بأقرب وقت ممكن!

* معلمة ساعدتني اكسر الصورة النمطية للمرأة “المعلمة” هي Demoiselle Tona Chahine  ومنها تعلمت كتير من قوة الحضور وهيبتو، ولما صرنا نلتقي بعد ما كبرت تعلمت منها انو الروح الرياضية مش مهارة منمارسها على أرض الملعب وبس، بل هي نعمة اذا رافقتنا بملعب الحياة بتسهّل علينا كل التحديات والمنافسات حتى نطلع ربحانين شو ما كانت النتائج!

* معلمة آمنت بموهبتي الجماهيرية وقوة شخصيتي على المسرح ولما اختارتني كون “عريفة” حفل آخر السنة عطيتني دفع بقي مرافقني سنين هي Madame Lina Hilal ولما التقينا بعد ما كبرت، بقدر ما كنت اكره مادة التاريخ لأني مش من جماعة الحفظ كلمة كلمة، بقدر ما ألهمتني لما عرفت انها بعد سن التقاعد رجعت لمقاعد الدراسة الجامعية، وبالتالي سواء حفظنا التاريخ او ما حفظناه، الأهم انو ما نتحجّر جواتو ولا نخليه يتحجّر فينا!

* معلمة شهدت على تمرّدي أول دخولي الثانوية الرسمية لما اختلفت انا وأحد الاساتذة بسبب عدم قدرتو على ضبط الصف   ولهالسبب تم طردي مرتين، وبالمرتين رجعت تفهمتني لتنشأ بيناتنا من وقتها علاقة محبة تفوق كل وصف هي مدام مي هلال وبس التقينا بعد ما كبرت بقيت وبعدني عم بتعلم منها كل يوم شو يعني أنك تكوني مناضلة بالحياة، شو يعني انك تنذري حياتك لتمكين النساء من حولِك، بدون ما تخسري حالك وعيلتك والنظام الداعم إلك!

* وأخيراً معلمة ما راح أذكر اسمها لأن ما رجعت التقيت فيها أبداً من الصفوف الابتدائية الأولى، كنت حبها كتير وأذتني!!بوجّهلها اليوم طاقة سماح ومحبة من كل قلبي لأن تجاوزت المشاعر اللي عيّشتني اياها! يمكن بصف الثالث او الرابع ابتدائي ما بذكر، كان عنا درس Dictée، كانوا كتبي مستعملين وصودف انو الصفحة المطلوبة مخزوقة من كتابي! بوقتها كنت على طول من المتفوقات بصفي خصوصا بمادة اللغة الفرنسية بس ال Demoiselle ما صدقت انو ما درست لأن الصفحة مش متوفرة عندي، اتهمتني اني خزقت الورقة عن قصد حتى ما أدرس!!! ولما بكيت وأصريت على موقفي، ركّعتني وخلتني اكتب الاملاء المطلوبة وانا راكعة قدام الصف كلو! بوقتها حسيت بطعم الظلم والاستبداد، واليوم بعد ما كبرت مبسوطة اني ذقت هيدا الاحساس وعرفت شو يعني انو الانسان يتّهم وهو بريء حتى حسّ بالمظلومين/ات، ومبسوطة انو تأكدت فعلا بعد التشافي انو ما كان خطأي ولا مشكلتي، بل انو معلمتي كانت ربما معصبة او عندها معاناة خاصة اسقطتها عليي، يمكن حتى تشعر بالقوة والسيطرة والتحكم!! هالدرس كمان علّمني!

بالنهاية، الاستاذ والمعلمة شو ما عملوا بيعلمونا، بس اليوم بدي قلن انو مش كل التلاميذ يمكن بس يكبروا الحياة تساعدهن يفهموا الدروس، بل البعض منهم بتبقى الاذية عايشة فيهن للابد، متل ما بعضهن بينكر الفضل كمان للأبد!

الحمدلله اني عم بتعلم كل يوم كيف اتجاوز الاذية واتذكر فضل كل استاذة ومعلمة علّموني وعلّموا بشخصيتي، على أمل انو الحياة بدورتها الحالية تعطيني فرصة رد لو جزء بسيط من فضلكن عليي!

اللي انذكروا بهالبوست واللي ما انذكروا، بحبكن كتير والله يهدي أهل الحكم يعرفوا قيمتكن ويقدروا تعبكن بتأمين حقوقكن وكل مطالبكن.. وكل عام وأنتو بصحتكن

 

زر الذهاب إلى الأعلى