إقترب ممن يفتحون في روحك نوافذ من نور

هالة نهرا

النشرة الدولية –

“إقترب ممن يفتحون في روحك نوافذ من نور، ويقولون لك أنه في وسعك أن تضيء العالم”- شمس الدين التبريزي.

أما الميئِّسون كما أراهم، المقنَّعون منهم ومعلنو اليأس والتشاؤم على الدوام، فهم نوعان: إمّا طاقة سلبية وفألُ نحسٍ على أنفسهم وعلى غيرهم، وإمّا أنّ دورهم نجس وهذا النوع الثاني أخطر من الأول في حربه النفسية على الشعوب والأوطان والأفراد التي لا بدّ من إدراكها ليلامس تأثيرها الصفر وما دونه؛ فحتى في أحلك الظروف وحتى لو تبقّى يومٌ واحدٌ من عمر الإنسان أو حتى ساعة واحدة فلا بدّ له إمّا من أن يكون ضوءاً في الظلام، وإما أن يتشبّث بنوره الداخليّ ونور الكون العظيم الذي يغمره ليغمر به سواه أيضاً؛ فكيف إذا كان أمامه العمر الطويل المبارك فلا بدّ له أن يُشرق بنور عقله وقلبه وبصيرته ليشعل أيضاً مصابيح وأقماراً وبصائر ودروباً تحتاج إليه في هذا العالم ويحتاج إليها.

أما المنافقون الذين يقلبون الحقائق ويشوّهونها والديماغوجيون والمتذاكون بخبث والماكرون، فلهم يوم فالله يمهل ولا يهمل والكارما موجودة.

أما الحكمة التالية، فقد قرأتُها منذ زمن وأعجبتني: “الحياة انتصارٌ للأقوياء في نفوسهم، لا للضعفاء” (كمال جنبلاط).

تذكّروا أن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم. بنظري فإنّ التجلّي كما كتبتُ عنه في شذراتي يكون في انفتاح بصيرتك أيها الإنسان وامتشاقك شجاعتك واتخاذك قرار الإشراق حتى ولو من خروم ذاتك. وعندما تكون في أوج همّتك فعلى إحساسك بالأشياء أن يتكشّف بثلاثية الكلام والحركة والفعل. الجوهر وحده يلمع. أما أنت أيها العميق، فكن سطحياً مع من لا يستحقون بريق عمقك وتذكّر أنّ الاهتمام المتلهّف بما وبمن نريد اعتناءٌ بالذات، وأنّ ما يبعث عموماً على الارتياح يبعث على الاعتناق بالمعنى الإنسانيّ الفلسفيّ الواسع الحاضن للرحابة المعرفية والتأويل والتجديد والاجتراح والاجتهاد والتحديث، لا بالمعنى الدوغمائيّ الجامد الذي أمسى يجنح نحو الببغائيّ المتخشّب وهذه إشكاليةٌ لا بدّ من معالجتها بتنوير العقل وتوسيع آفاقه ومداركه، وحين نحب أحياناً ما يتعبنا فلأنه في جانبٍ آخر يريحنا ويلبي نداءنا الخفيّ وانشغافنا.

الهوس روحٌ، والروح هي الشعلة المضيئة الخالدة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى