القاتل الصامت
بقلم: ا. صباح العنزي

النشرة الدولية –

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

إخوتي، أخواتي، أبنائي، بناتي، أوصيكم ونفسى.. رفقا بمرضاكم، رفقا بأحبتكم.

فوالله إن لقاءكم قصير، فمهما طال بنا العمر أو قصر فالمسير قصير، ولقاء الله قريب. فالكثير منا يعاني من الأمراض المزمنة مثل الضغط، السكر، وأمراض القلب، وأيضا هناك من يعاني من الإعاقات الذهنية والإعاقات الجسدية، والكثير من الأمراض المزمنة التي يطلق عليها مسمى القاتل الصامت عافانا الله وإياكم منها، ويتعايش بها المريض أعواما عديدة وأزمنة بعيدة، متحملا تداعيات مرضه ومضاعفاته، حامدا الله عليها شاكرا له، إلا أنهم يجدون ممن حولهم من لا يشعر بهم ولا يشاركهم احتياجاتهم وآلامهم، بل بالعكس قد يكون هناك من يتأفف وينفر منهم بحجة طلباتهم واحتياجاتهم الكثيرة المستمرة.

أحبتي أذكركم ونفسي وأهلي وخاصتي بهؤلاء المرضى الذين يعانون بصمت وبشكوى أو دون شكوى، الذين يتألمون بصوت مسموع وغير مسموع.

فرفقا بهم، وكونوا عونا لهم لا وبالا عليهم، وعاودوهم، وأحسنوا إليهم وتلطفوا بهم، وكونوا بلسما يداوي جراحهم ومعاناتهم، وسلسبيلا ينهلون منه الرحمة والأمان، وملجأ لهم، وكهفا حين تتكالب عليهم الآلام، وكونوا قلبا رحيما لهم واليد العطوف عليهم والحضن الدافئ لهم، فلا تملوا من مساعدتهم، ولا تنفروا من حاجاتهم، فهم أحبابكم وأولادكم وآباؤكم وأمهاتكم، فإن لم يكونوا ذلك، فهم إخوانكم في الدين أونظير لكم بالخلق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

دمتم بحفظ الله ورعايته.

زر الذهاب إلى الأعلى