الضياع يجوب العالم..فهل حان موعد الانقراض..؟
بقلم: صالح الراشد

حين يُخطيء رئيس دولة في كلمة يلقيها في مؤتمر دولي، ويشكر دولة معادية لبلاده “حسب توجهاته” بدلاً من شكر دولة جوار تستضيف المؤتمر، فهذا يعني ان الدولة المعادية تسيطر على الحالة الذهنية للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي شكر الصين بدلاً من كندا مما أثار انتباه الجميع، وجعل غالبيتهم يعتقدون أن الرئيس يمر بمرحلة من عدم الاتزان الفكري، وأن الصين تشكل رعب داخلي للرئيس حتى نسى أنه في كندا، كما يثبت أن الرئيس غير قادر على الفصل بين الفكر الداخلي الغاضب من الصين، والخارجي كسياسي مخضرم، لنشعر أن التضارب وربما تقدم العمر قد فعلا الأعاجيب في الرئيس الكهل.

ما حصل من رئيس دولة لا يمكن أن يُتخذ قرار في الكرة الارضية إلا بموافقتها، وإلا فانه سيكون قرار غير قابل للتطبيق، هذا الأمر يجعلنا نتساءل، هل هذه هي الولايات المتحدة التي تملك القوة الأعظم في تاريخ البشرية؟، وهل عجزت أرحام الحزبين الديموقراطي والجمهوري عن ولادة قادة شباب قادرين على بناء علاقات انسانية مع دول العالم، ويملكون القدرة على بناء عالم نظيف خالٍ من الصراعات المدمرة، أم أن الدولة العميقة التي تحكم وتتحكم بواشنطن لا تُريد قادة حقيقيين بل ممثلين على طريقة الرئيسين السابقين للولايات المتحدة رونالد ريغان ودونالد ترامب، ومن أمثال رئيس جوانتيمالي جيمي موراليس، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفلبيني جوزيف استرادا، اللذين لم يتفاجأ العالم بفشلهم، حين لم ينجح أي من هؤلاء في تمثيل دور السياسي بطريقة مناسبة لتكون الفضائح رفيقهم الوحيد في طريق العودة.

وقد استطاعت منظمات العالم السيطرة على هؤلاء القادة وتحريكهم كحجارة على رقعة شطرنج، فريغان وللحق استعادة هيبة الولايات المتحدة في البداية وصعق العالم بقدراته على التلاعب برؤساء العالم لكن فضيحة إيران كونترا هزت من وجوده ومن مصداقيته، فيما فعل ترامب الاعاجيب خلال رئاسته للولايات المتحدة وعبث بالعالم شرقً وغربا، وتحول إلى مهرج مع انتشار جائحة كورونا وأصيب بالهوس بعد خسارته الانتخابات، أما استرادا فقد أدت مزاعم الفساد إلى سحب الثقة من مجلس الشيوخ، وطرد إسترادا والحكم عليه باعادة حوالي ثمانين مليون دولار قام باختلاسها، بدوره قام موراليس بنقل سفارة بلاده في الكيان الصهيوني للقدس.

وبفضل أشباه الممثلين الذين يتصدرون المشهد السياسي العالمي حالياً يشعر الغالبية العظمى من سكان الأرض أنهم يجلسون على فوهة بركان، فالرعب الاقتصادي ينتشر ويتضخم ليطلق عليه الخبراء الطوفان القادم، فاسعار أسهم البنوك والخدمات المالية تتراجع، وتوقعات بمتاعب متعددة للبنوك في اوروبا وامريكا، بسبب ارتفاع سعر الفائدة والركود، وهو ما جعل شركات التأمين ترفع قيمة الفائدة على مخاطر التخلف عن سداد الديون الإتمانية، لتنتشر الاضرابات والمظاهرات في المانيا ففرنسا وبريطانيا بسبب تدني الاجور التي اصبحت لا تفي بالاحتياجات الرئيسية في ظل اشتعال حرب الجاريتين روسيا وأوكرانيا التي تعتبر الحرب الأغرب بتاريخ الحروب في ظل التعاون الاقتصادي بين المتحاربين، فرغم القصف المتبادل لا زال الغاز الروسي يتدفق عبر الأراضي الأوكرانية للدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا، ليتدفق المال بالمقابل صوب موسكو لتعزيز اقتصادها وترسانتها العسكرية، لنتساءل باستغراب، هل هذه حرب أم تمثيلية من بطولة زيلينسكي وبوتين.

آخر الكلام:

نسكن في عالم الغرابة وزمن الضياع والتفاهة، فلا زال الراشدون أصحاب الرؤى مبعدون عن مراكز القرار العالمي الذي يقوده مهرجون وديكتاتوريون مما يؤشر للدخول في عصر الانحطاط، والعالم بمثل هؤلا يسير نحو الانقراض..والله يستر

زر الذهاب إلى الأعلى