بغلة الوالي ووزارة الأشغال
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
ورد في القبس، نقلا عن «مصادر»، قيام سفارات تركيا واليابان وألمانيا والصين وفرنسا وكوريا بتزويد «الأشغال» بأسماء شركاتها التي على استعداد لصيانة الطرق!
أشك في دقة الخبر، فالغالب هو إبداء نية، ومن ثم الانسحاب متى ما واجهت تعقيدات الروتين، ولا أدري كيف نسقت الشركات تحركها بحيث سلمت وزارة الأشغال موافقاتها في يوم واحد؟
وحدها السفارة الأميركية «كبرت عقلها» واكتفت بإبداء النصح!
وقال المصدر إن الوزارة قامت بالاتصال بالشركات، و«سيتم الانتهاء» من الإجابة عن استفساراتها خلال أسبوعين، وأنها ستلزمها التسجيل في هيئة تشجيع الاستثمار، إضافة إلى فتح ملف إنشاء مقرات لها في الكويت لتحقيق عدة أهداف، في مقدمتها «نقل الخبرات العالمية وتوفير فرص عمل للكوادر الوطنية الكويتية»!!
من يصدق الكلمات التسع الأخيرة بحاجة لفحص قواه الذهنية!
ورجحت المصادر، ما زلنا في مرحلة الترجيح، أن يتم التعاقد مع الشركات بنظام الممارسات المحدودة، وهو أمر يجري بحثه مع الفتوى. ومن المتوقع بدء العمل في منتصف يوليو (يا للدقة!!).
***
ذكرني كلام المصدر بنكتة قديمة عندما عرض أحد الولاة تقديم مكافأة مالية لمن ينجح في تعليم بغلته القراءة ومن يفشل سيقطع رأسه. قبل بعض قليلي العقل العرض، وفقدوا رؤوسهم تباعا. بعد فترة هدوء قرر «جحا» قبول العرض، فسخروا منه، لكنه أقنعهم بأنه سيطلب من الوالي أن يعطيه المبلغ مقدما، وأن يمهله 10 سنوات لتعليم البغلة القراءة، وهو سيراهن على الوقت، فإما أن الوالي سيحل أجله، أو سيموت هو أو تنفق البغلة!
فالوزارة بخبرها أعلاه تراهن على الوقت، فإما انسحاب الشركات، الواحدة تلو الأخرى، أو انفجار الوضع من الطرقات قبل بدء العمل بإصلاحها، أو عدم عودة الوزيرة للوزارة! علما بأن من الاستحالة تصور بدء الشركات أية أعمال جدية قبل نهاية السنة!
***
مطالبنا أصبحت متواضعة جدا، ولا نحلم بقيام شركات ألمانية ويابانية برصف طرقنا وجعلها كالحرير، بل نطالب «الآن» بقيام إدارة الصيانة في الوزارة بتكليف شركات الطرق المحلية القيام فورا بردم حفر الشوارع، التي تكاثرت بشكل جنوني، وهي بازدياد حجما وعددا، لكي نرتاح ومركباتنا من وعثاء السير والسفر. وليصبح بإمكاننا تحمل ثقل انتظار قدوم يوليو، وما بعد يوليو، وما بعد بعد يوليو!
***
نصيحة: من قواعد منع وقوع الحوادث حفظ مسافة كافية بين سيارتك والسيارة التي أمامك، بحيث يكون لديك متسع من الوقت للوقوف الاضطراري.
أصبحت هذه المسافة ضرورية مؤخرا لسبب جوهري آخر، فالتصاقك بالسيارة التي أمامك لا يعطيك فرصة اكتشاف حفر الطريق وتجنب الوقوع فيها.