الأقصى طريق الخُلود.. وشعب فلسطين سينتصر
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
المتطرفون لا يبنون بلاد ويهدمون الحضارات، وعقيدتهم تقوم دوماً على القتل والدمار، فلا يتركون شجر ولا حجر ولا إنسان إلا وصنعوا له طريقة للموت، فالتطرف صانع الإرهاب والجهل والجاهل عدو نفسه، لذا تسقط الدول حين يقودها متطرفون لا يقبلون الرأي الآخر ولا يؤمنون بالحوار كون لغتهم تنحصر بالقتل والدمار، فيكونوا أول من يسقط ثم تتوالى عملية السقوط حتى تنتهي الدول، والتاريخ شاهد على ان جميع المتطرفين قتلوا في النهاية وانتهت سطوة بلادهم.
هذا التاريخ وما سطره عن فعلهم، فالنمرود كان متطرفاً قبل أن يكون كافرا، والتُبع اليماني هلك بتطرفه، وفي العصر الحديث سقط هتلر وموسوليني كونهم أسسوا بلادهم على الطبقية المجتمعية، فانهارت ألمانيا وايطاليا وانهزمتا في الحرب العالمية، وفي العصر الحالي برزت مجموعات متطرفة في العديد من دول العالم وكان مصيرها جميعاً الفشل والاختفاء، ولم يتبقى منها إلا الكيان الصهيوني حامل لواء التطرف والعنصرية والإرهاب، وقد اقتربت نهايته ليتطهر العالم من مراكز التطرف القائمة على إبعاد الآخر.
ولم يتعلم الصهاينة من الدروس السابقة ولم ينالوا العبر، فكانوا الإستعمار الأسوء في تاريخ فلسطين والتي ما يخرج منها مستعمر حتى يدخل مستعمر آخر، وستظل هكذا حتى يرث الله الأرض وما عليها، فهي أرض القتل والموت ونهاية البشرية، وهي النهاية التي تدنوا شيئاً فشيئاً من الصهاينة بسبب زيادة نقاط الاشتباك من نقطة الصفر مع الشعب الفلسطيني، والذي يذود عن وطنه بأغلى ما يملك ولا ينتظر من أي دولة عوناً ولا مساعدة إلا صمتهم، كون حديث بعض السياسيين أسوء واشد ضراراً من الرصاص الصهيوني، كونه يعمل على قتل العزيمة وروح التحدي والإصرار على إخراج الصهيوني.
لقد قدم أبناء فلسطين على مدار خمس وسبعون سنة من الألم والإحتلال شتى أنواع البطولات، ولم يسلموا بالأمر الواقع ولم تنحنى رقابهم بل ارتقت وارتفعت مع كل عمل بطولي، على عكس مجموعات السياسيين الذين كبلوا أياديهم بمعاهدات غريبة لا يقبل بها أحد، والمطلوب منهم تنفيذ ما جاء فيها حرفياً فيما لا يلتزم الصهيوني بكلمة مما فيها، فأي وثيقة سلام تلك التي تقوم على التخلي عن الوطن، وأي وثيقة سلام تُبنى على التنازل عن حق الدم، وأي وثيقة سلام لا يستطيع طرف أن يحمي شعبه في الصلاة والشارع والبيت والملعب، أي وثيقة سلام تلك التي بدايتها خداع ووسطها حصار ونهايتها اغتيالات وتصفية، إنها ليست وثيقة سلام بل حكم بقتل جميع الشرفاء حتى يُحكمُ الصهيوني سيطرته على البلاد، ويسوس من بقي من العباد كالعبيد كما يشاء وكما يُريد، لكن الصهاينة لا يتعلمون ان شعب فلسطين وأكرر شعب فلسطين وليس قادتها هم من ينتصرون في النهاية، والتاريخ شاهد.
أخر الكلام:
فلسطين ستنتصر بعز عزيز أعزه الله أو بذل ذليل سيذله الله، ونصرها سيكتبه أبناء شعب يعرفون ان الطريق صوب الجنة تبدأ على أبواب المسجد الأقصى، لذا يذودون عنه بكل ما يملكون كونهم يبحثون عن طريق الخلود في الدنيا والآخرة