ستنتهي الحرب في السودان وسيتقاسمان السلطة..!!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

ستنتهي الحرب في السودان وسيتصافح عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان، وسيتقاسمان السلطة بعد حرب كغيرها من الحروب العربية الداخلية، حيث يموت فيها أبناء الشعب ويصفق من بقي منهم لرعاة السلام والأمان اللذين سيكرسان من حكمها للشعب، هي حالة مكررة أصابت المواطن العربي بالملل من ضعف قدرة العسكريين على إيجاد قصص جديدة وإخراج متطور للأحداث حتى يظلوا في السلطة، لذا نبحث عن الأسباب وطريق للنهاية لحرب بلا طائل لا يوجد فيها منتصر والجميع خاسر، فهل ما يجري محاولة انقلاب وإشعال حرب للسيطرة على الحكم؟، أو إتفاق بين الطرفين على التلاعب بالشعب وقتل الديموقراطية التي يُطالب بها السودانيون قبل ان ترى النور.

لقد سمعنا في الساعات الماضية عديد الأكاذيب وتنوعها وتعددها، حتى أصبحت الحقيقية وما ورائها في غياهب الجب، فهناك من يقول ان الحرب لا شأن لها بمن يجلس على كرسي الحكم بقدر من يتولى إدارة الموانيء السودانية وادارة عمليات تهريب الذهب، وان قادة المتقاتلين يعملون في صف واحد لتحقيق هدف اقتصادي محدد واقتسام السلطة، وأن المتقاتلين مجرد بيادق على لعبة شطرنج ينفذون الأوامر دون الاهتمام بالشعب السوداني، هذا الشعب العظيم والذي يعشقه كل العرب والذي لم يهنأ برغد العيش منذ نصف قرن وتنقل حكمة من ديكتاتور إلى آخر، دون أن يحقق أي منهم ولو جزء بسيط من الحلم الأبسط لأبناء الشعب.

ستتزايد الأكاذيب وستتعدد أسباب الحرب التي يصدح بها كل طرف، وسيرفع الكثيرون علامات النصر ويرسمون الإبتسامات على وجوههم، وهي علامات تعتبر الأسوء لأن النصر على الأخ هو قمة الهزيمة والهوان والخذلان، فالشعب السوداني هو شعب المحبة والبسمة ويستحق قيادات أفضل بكثير من الذين يقودون أبناءه صوب الموت والإقتتال، ويحتاج السودان لمن يرتقي بهذا البلد العزيز على قلب كل عربي ومسلم، ولا يريد من يرقص على جراحه، ويحلم السودانيون بقادة يزرعون الحُب في جميع الطرقات بدلاً من صناعة الموت والثارات بين الأهل وصناعة حرب قد تستمر لمئة عام، فهل يخرج العقلاء من معاقلهم ويُصمتوا أصوات المدافع وينشروا السلام بعودة المتقاتلين للثكنات؟، أم ستبقى الغطرسة وقوة السلاح طريق الحل التي ستقسم السودان لعدة دول.

آخر الكلام:
لم يستمع قادة السودان للشاعر الفلسطيني محمود درويش وهو يقول : “ستنتهي الحرب ويتصافح القادة وتبقى تلك العجوز، تنتظر ولدها الشهيد وتلك الفتاة، تنتظر زوجها الحبيب وأولئك الأطفال، ينتظرون والدهم البطل لا أعلم من باع الوطن! ولكنني رأيتُ من دفع الثمن”.

زر الذهاب إلى الأعلى