بدلة العيد
بقلم: بشار جرار

النشرة الدولية –

كم أبكتنا عيدية “غوار” في مسلسله الرمضاني الرائع قبل نحو ثلاثة عقود “وين الغلط”؟، عنوان الحلقة كان “بدلة العيد” ومن تعليقات “أبو عنتر” بائع البالة لأحد ضحاياه وقد كان قصيراً نحيلاً: هادا كبير هاد؟! عندما سارع بقيافة مباغته طولاً وعرضاً، لـ”بالطو” مستعمل تمكّن من “تلبيسه” للشاري الغلبان!.

لم يتحرج “روبن هود” السوري، نجمنا المحبوب دريد لحام بارك الله في عمره، وساعده الأيمن الراحل ناجي جبر رحمة الله عليه، لم يتحرّج من تدبير مقالب فيها كثير من النصب والاحتيال لضمان شراء بدلة العيد لطفل كان يومها ابن فلاح، يعمل بالمياومة “على باب الله”.. أشهد الله، وعن سابق إصرار وترصد، تفهّمي لا بل وإعجابي بكل من يحرص على “جبر الخاطر” بأي طريقة كانت.. لكن شعبنا “اللبّيس” ملّ من القيافة المباغتة والمبرمجة والمزمنة، سلماً وحرباً، فقراً وفاقة ورغداً! لا “اشتراكية” في المقاس، ولكل إنسان مقاسه لا بمعنى الحجم -قامة وكرشاً- ولكن بمعنى الحقوق والكرامات والاحتياجات الإنسانية -بصرف النظر عن جنسيته ومواطنته ومسقط رأسه وما قد يكون نزل موته أو “رقاده”..

على رجاء القيامة والبعث مما شهدته سورية الحبيبة ومعظم “بلاد العرب أوطاني” من “منعطفات خطرة” -التي ملَّ سماعها أجدادنا وآباؤنا وأبناؤنا-، على هذا الرجاء نتطلع إلى عيد لا يكون لسان حالنا فيه “عدت، وبأي حال يا عيد تعود”؟ عشنا و”شفنا” ما نبكي عليه اليوم، وقد كنا بالأمس نتأفف منه، وذلك شعور محبط لا يبشر بخير أبداً، وللجميع.

من مصلحة النظام، أي نظام، ربما أكثر من مصلحة الشعب بمن فيهم من ركبوا موجة “سلمية-سلمية”، من مصلحتهم جميعاً أن يعملوا على توفير ولو بدلة واحدة سنوياً للمحتفلين بالأعياد من جميع الأديان ومن الطوائف والمذاهب كلها، بدلة واحدة لكل “معيّد”، شريطة أن تكون فيها القيافة بعيدة عن يدي “أبو عنتر”، ومن لف لفّه!! هكذا فقط نعرف “وين الغلط”.

زر الذهاب إلى الأعلى