الحرب الأهلية السودانية لم تبدأ بعد..!!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يحتلفون بطريقة جنونية وكأنهم تحت تأثير المخدرات، يرقصون على جراح أهلهم وأصدقائهم كأنهم سُكارى، يتسابق قادتهم للظهور على الفضائيات صاحبة الأجندات المشبوهة ليطلقوا أكاذيبهم كما يُطلقون الرصاص، فيقتلون الرجال والنساء والأطفال بطلقات الغدر والجهل، ويقتلون روح الأمل بحياة أفضل في نفوس شعب عظيم بكذب متلاحق يخجل عنه مسيلمة الكذاب.
فكل من عبدالفتاح البرهان وحميدتي وأتباعهم يصفون أنفسهم زوراً وبهتانا بأنهم المنقذون المُخلّصون للسودان وشعبها من القهر، رغم أنهم من صنعوا القهر والظلم وقتلوا الديموقراطية وقدموها قربنا للمنصب لعلهم يمكثون في قيادة البلاد، ومن الواضح أن لا شأن لأهدافهم بانقاذ السودان، لكنهم يسعون للتخليص عليها وقتل شعبها خدمةً لدول خارجية قبل مصالح المتقاتلين الشخصية، بعد أن قدم كل من القائدين نفسه كمطبع كامل التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتواصل كل منهما مع قيادي صهيوني على أمل قتل الشقيق وتقديم التنازلات.
وتسير بلد اللاءات الثلاث سابقاً والتطبيع غير المشروط حالياً، صوب حرب ضروس لا يعرف أحد موعد نهايتها، ولا يمكن لأي خبير عسكري أو قائد حربي التكهن بنتائجها، فالحرب ممكن ان تنتهي خلال أشهر وقد تستمر لسنوات، لكن سرعة قيام دول العالم باجلاء رعاياها يعطي مؤشر إلى أن الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد، وان الدعم العسكري الخارجي للطرفين لم ينطلق، وأن الحرب ستطول، وقد تشهد السودان انفصالات جديدة على طريقة جنوب السودان لتصبح عدة دول تحمل اسم السودان.
لقد اثبتت القيادات العسكرية السودانية أنها غير مؤتمنة على الشعب والوطن اللذين يأتيان في نهاية سلم أولوياتهم، وان موت الشعب لا يؤثر على قرار المتصارعين على الحكم في وقف القتال والعودة للمعسكرات، وان ضياع السودان لا يعنيهم بقدر ما يهمهم الجلوس على كرسي القيادة حتى لو في الجحيم، ووسط كل هذا نستغرب هدوء رجال السياسة وكأنهم مكبلين أو مرتعبين من التصفية، رغم أن عليهم تنظيم صفوفهم لوقف الحرب، وللأسف لا حراك لهم ويتحدثون بالهمس بدلاً من الصراخ حتى يصل صوتهم وفكرهم ويعلو على صوت المدافع والبنادق، اذ لربما تخرج كلمة من رجل رشيد منهم تعيد الأمن للبلاد والديموقراطية المنهوبة لأصحابها، وتوقف هدر المال الكافي لبناء السودان بدلاً من إنفاقه على قتل أبنائها.
آخر الكلام:
البحث عن البقاء على قيد الحياة أصبح هدف المُحاصرين في السودان بين سلاحين لا يفرقان بين أي هدف يتحرك. ولا يدرك المتقاتلون إن أسوأ ما في هذه الحرب أن لا أحد يسمع عويل الشعب وهو يصرخ : “أوقفوا القتل”، ولا يدركون أن الشرف والقوة ليس باعلان الحرب بل بوقفها.