صحافة كويتية باللغة الفرنسية
بقلم: حمزة عليان
النشرة الدولية –
بالرغم من أن اللغة الفرنسية تدرس في الكويت منذ عام 1966 فإنها تتقدم ببطء قياساً إلى اللغات الحية الأخرى والنشطة، وفي بيئة دول الخليج العربي دخلت الفرنسية إليها من بوابة التجارة وعالم المال أكثر مما دخلته كلغة ثانية أو ثالثة في أوساط هذه المجتمعات.
لكن الكويت حظيت بمكانة متميزة وكانت اللغة الفرنسية مصدر تنوع وإثراء استجلبت الدارسين في جامعاتها بالدرجة الأولى ونيل شهادات عليا حملوها معهم إلى أوطنهم وشكلت نوعاً من «التفاخر» تجاه من تعلم في الجامعات الأميركية أو الإنكليزية.
كانت لي صداقات مع العديد من أبناء الكويت الذين تخرجوا من جامعاتها ومن بينهم المرحوم علي البغلي، وبقي في جلساته رافعاً تميزه عن الآخرين، بتحدثه اللغة الفرنسية ومعرفته بمدنها وثقافتها.
مؤخراً دخل على الخط الرسام التشكيلي والزميل كامل عبدالحميد فرس ومن بوابة الصحافة الإلكترونية الناطقة بالفرنسية بإصداره مجلة La Gazette وبحلة جديدة ومتنوعة.
هناك مشاريع سابقة في هذا المضمار لا بد من الإشارة إليها، أول محاولة صحافية ناطقة باللغة الفرنسية بالكويت كانت عن طريق (إصدار ملحق إسبوعي من 8 صفحات) عن اليومية Kuwait Times الإنكليزية برئاسة المرحوم الأستاذ يوسف العليان، وذلك لمدة تقارب العام- أكتوبر 1995– سبتمبر 1996 إلا أنها توقفت لأسباب مادية كما يقال.
تبع ذلك قيام أعضاء مساهمين بإصدار ذاك الملحق الأسبوعي وهم من أبناء الكويت المحسوبين على الفرانكوفونية بالبحث عن وسيلة أخرى يستطيعون من خلالها التعبير عن أفكارهم وطموحاتهم ورفع شأن الكويت بالمحافل الدولية وخصوصاً الفرانكوفونية.
فكانت مبادرة (إنشاء ملتقى ثقافي Alliance Francaise) يتطلع إلى تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الجانبين الكويتي والفرنسي، وما زال هذا المشروع الطموح يترنح بين القبول وعدمه لدى مؤسسات الدولة.
إلى أن جاءت فكرة إعادة إصدار الصحيفة إلكترونيا (La Gazette) بحلة جديدة Magazine، كأول مشروع صحافي إلكتروني بسواعد كويتية ناطقة باللغة الفرنسية، تحمل هموم الدولة في هدفها للعالم الفرانكوفوني في مساهمة منها للتصدي للتحديات والتطلعات الوطنية بالدرجة الأولى والفرانكوفونية في مجملها وعلى يد السادة: السفير محمد فاضل خلف، ومعلمة اللغة الفرنسية جهاد الجاسر، ونيفين التيلجي، والفنان التشكيلي كامل عبدالحميد فرس، وهو رئيس تحرير الصحيفة والمشرف عليها، ومحمد عبدالله الماجد.
الواقع أن هذا المشروع الصحافي سيكون واجهة الكويت الثقافية في المحافل الفرانكوفونية بالدرجة الأولى، بحيث يقدم صورة حية عن المجتمع الكويتي وما يدور فيه من حراك إنساني وثقافي واقتصادي.
المشروع ما زال في بداياته الأولى، أطلق في شهر مارس 2023 وبدأ يتلمس طريقه وبالإمكانات المتواضعة التي يتحمل عبئها أصحاب العمل وفي طليعتهم الزميل كامل فرس.
لقد بذلت السفيرة الفرنسية وفريق عملها جهوداً متواصلة في سبيل توسيع دائرة اللغة والثقاقة الفرنسية على مستوى دولة لكويت، وهي في طريقها للانضمام إلى المنظمة الدولية للفرانكوفونية (تضم 54 دولة أعضاء).
صحيح أن اللغة الإنكليزية هي أكثر اللغات استخداماً حول العالم إلا أن اللغة الفرنسية في النهاية تحمل وعاءً علمياً وثقافيا وفلسفياً، ونتاج الثورة الفرنسية وما قدمته للبشرية من قيمة مضافة ومتميزة على صعيد الحريات والديموقراطية والفكر وفي بلد يفخر بأهم الجامعات ومعاهد التعليم العالي.
سيكون مفيداً الاستفادة من تجربة الصحافة الفرنسية ذات التاريخ العريق ونقل ما يمكن أن يفيد القارئ الكويتي والخليجي والعربي، من خلال نافذة صحافية كويتية تصدر بالفرنسية كما هي الحال مع La Gazette.
تستحق اللغة الفرنسية التي يتحدث بها 3.05% من عدد سكان العالم أن يكون لها حضور وصحف بنكهة وطعم كويتيين.