شيخ روحاني
بقلم: د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

بعيداً عن طاقم عمل مسرحية شيخ روحاني الذين أدوا أدوارهم بأداء متميز وبعيداً عن عناصر العرض المسرحي الذي كان كل عنصر من عناصر العرض المسرحي موظف بالطريقة الصحيحة على خشبة المسرح إلا أن سطور مقالنا اليوم وجبت حروفه بأن تسلط الضوء على النص المسرحي !

لم نمتلك النص المسرحي لتمتع بقراءته ولكن من حوار الممثلين القائم بينهم في المسرحية كان هو متعتنا وقراءتنا للنص الذي قام بكتابته المبدع في فضاء المسرح ” أحمد العوضى ” ، فكرة المسرحية ليس لها حدود جغرافي لأن ما شاهدناه من الممكن أن نراه ونسمع عنه في العديد والكثير من الدول سواء عربية أو عالمية إذن نحن أمام قضية عامة تلك هي البداية والنهاية التي وجب علينا التنويه عنها قبل أن نبحر في حوار شيخ روحاني .

السلطة وتحكمها بمن سوف يقوم بتمثيل أدوارها تلك هي مكنونة المسرحية ، مهما تحدثنا عن الديمقراطية ونادينا بها إلا أن تلك الديمقراطية ما هي إلا السلطة ، معادلة صعبة بأن تصدق ! ولكن تلك هي الحقيقة التي يكشفها ” العوضي ” من خلال مسرحية شيخ روحاني .

تناقش المسرحية قضية الأدوار التي تقوم السلطة بتوزيعها وتغييرها لمن سوف يقوموا بأداء الحريات والديمقراطية بين الشعب على أن يكونوا هؤلاء المؤديين ولائهم الأول والأخير للسلطة ! تلك الأقنعة ما هي إلا أدوات تقوم بتحريكها وتغيرها السلطة لما تصبو إليه وما تريد تنفيذه في مجتمعها وما هي أدواتهم ؟ جعل المجتمع ميت في صورة أحياء ! ذلك الموت من الممكن أن ينتج من السحر أو الشعوذة أو المخدرات أو غيرها من أمور تؤدي لموت عقول الشعب وجعل أجسادهم أحياء متحركة ومسخرة للسلطة دون أن يدرى أو يعي بأنه مسخر ! لعبة ليست بوليدة الأمس بل هي حلقة مفرغة تدور والشخصية الرئيسية الباقية هي السلطة أما الحلقات والشخصيات متغيرة عندما تريد السلطة بتغيير تلك الشخوص أما الأقنعة باقية والأدوات تتغير وفق تغير الأزمنة ، عالم عبثي لا يصبو إلا لنتيجة واحدة وحتمية وهي بناء مستقبل ممسوخ بصورة أحياء !

مسك الختام : من أجمل المشاهد التي حملت الكثير من المفاهيم والإسقاطات مشهد القبور الذي يرسم الكاتب من خلالها الكثير من الكوميديا السوداء …chapeau لشيخ روحاني لما قمتم بتقديمه من مسرح خيطت حبكته من الكوميديا الرمزية السياسية… كل الشكر للنوخذة حسن البلام .

زر الذهاب إلى الأعلى