“البرونزاج” بالدولار
بقلم: نور فياض
النشرة الدولية
لبنان الكبير –
ينتظر اللبنانيون حلول شهر أيار الذي تفتح معه المسابح أبوابها لتستقبل الراغبين في التمتّع بأشعة الشمس وحلاوة البحر. لكن هذه العادة تقلّصت في ظل الأزمة الاقتصادية بحيث بات المواطن يحسب ألف حساب لها، ويلجأ الى الشواطىء العامة. في هذا الموسم، بدأت المسابح الجنوبية تفتح أبوابها تدريجاً وبعد أن كانت تسعّر باللبناني، تدولر قطاعها. فهل ستلقى اقبالاً كالعادة أم أن المواطن سيفتّش عن بديل آخر؟
التساؤلات كثيرة حول أسعار الدخول الى المسابح مع ارتفاع سعر صرف الدولار وأسعار السلع وغيرها، فكيف ستسعّر المسابح الجنوبية دخوليتها؟ يؤكد صاحب منتجع “شمس الأصيل” حسن حطيط لـ “لبنان الكبير” أن “الاقبال هذه السنة ارتفع عن الصيف الفائت حين كان المواطن يتصل لمعرفة الأسعار أما اليوم فسؤاله متى سيفتح المسبح؟”.
ويشير حطيط الى أن “الدخولية تختلف عن الصيف الفائت، فالمسابح كما كل القطاعات التي تتماشى مع أوضاع البلد، تدولرت وأصبحت الأسعار ٨ دولارات للكبار و٤ للصغار، واذا رجعنا الى أيام الـ ١٥٠٠ نرى أن السعر الحالي أرخص، اذ حينها كانت ١٥ ألف ليرة ما يعادل ١٠ دولارات ومع ارتفاع الدولار وارتفاع التسعيرة، كان المواطن يتأفف على عكس اليوم، فقد تعوّد على الدولرة التي نأسف لحصولها، لكن البلد يتركلج على هذا الطريق ما جعلنا نضطر الى التماشي معه.”
ويوضح أن “عوامل عدة جعلتنا ندولر أسعارنا كارتفاع الـ tva وأجرة العمال الذين يرفضون المعاش على اللبناني. الشعب اللبناني محب للحياة، ويتقبل الـ٨ دولارات واذا أراد أن يأكل ويشرب يدفع تقريباً ١٥ دولاراً”.
اما في الناقورة وتحديداً في منتجع “تركواز”، فتختلف الدخولية عن “شمس الأصيل”، اذ تصل الى ١٥دولاراً للكبار و١٠ للصغار في أيام الأسبوع، و١٨ للكبار و١٢ للصغار نهاية الأسبوع. ونشهد في مثل هذه المنتجعات ظاهرة الـbangalow المتعدد الموديلات ويتراوح سعره بين ٢٠٠ و٤٥٠ دولاراً. اما في “janna sur mer” فأسعار الـbangalow بين ١٤٠ و١٨٠ دولاراً (وفق موقعه الالكتروني).
ومثلما تتفاوت أسعار دخولية المسابح، تتفاوت آراء الناس حول امكان أن يقصدوها للتمتع بأشعة الشمس أي البرونزاج.
لا تنكر سارة حبها الكبير للمسبح، وتقول لموقع “لبنان الكبير”: “لو استطعت لقصدته باستمرار ولكن التكلفة الكبيرة التي يُمكن أن أتكبدها ثمناً للدخول والطعام في المسبح تجعلني أتردد، فرسم الدخول أصبح بالدولار ولكن المفارقة أن راتبي لا يزال دون المستوى الذي وصل اليه غلاء الأسعار في لبنان، وبالتالي أفكر مرتين في زيارة أيّ مسبح وسأستبدله بالبحر الحر على شاطئ صور أو الناقورة.”
اما رين، فتعتبر أن “مبلغ ٢٠ دولاراً زهيد بالنسبة لي اذا قصدت المسبح مرة في الأسبوع فأنا أتقاضى راتبي بالدولار، ومن ناحية ثانية أي فسحة أو حتى جلسة أو عزومة للأصدقاء تكلّف أكثر من ٢٠ دولاراً، لذا الذهاب الى المسبح أوفر بكثير.”
في الجنوب مسابح عدة، وبحار “على مد عينك والنظر”، يقصدها المواطن الفقير لتغيير الجو والتمتع بأشعة الشمس، اما الخيم التي ستفتح قريباً جداً فلم تحدد حتى الآن التسعيرة بانتظار معرفة كيف سيحتسب سعر اشتراك الكهرباء وأجرة الموظف، وسيكون سعر الطاولة فقط ما بين ٥ الى ١٠ دولارات، وفق ما قال أحد أصحاب الخيم في شاطئ صور.
أسعار المسابح للبعض نار حارقة كحرارة الطقس الصيفي، وعلى ما يبدو أن شواطئ لبنان المجانية ستشهد في موسم الصيف هذه السنة اكتظاظاً لا مثيل له، من الجنوب الى الشمال. فهل سيكتفي المواطنون بالنزوح من المسابح الى الشواطئ، أم سيتعدى ذلك الى الشاليهات والفلل الخاصة الظاهرة الجديدة على الساحة؟