هي ذي حروفي أشرقَت

النشرة الدولية – الشاعرة هالة نهرا

هي ذي حروفي أشرقَت

في شُنَطِ سفر المعنى

حين شربه العاشقُ

أوغلَ في بلادِ حُبِّه

فهاجر الشتاءُ

إلى وجاقِ قصيدٍ سِمفونيّ

صحا في هَلَلِ الغواية..

أنفضُ مصطبات العناق

المحنّاة بالبروق

والليالي أنجمتْ في سماء شِعري.

الصحاري جعلت الكمأة أقماراً

لئلّا تجرفها رواياتٌ من

رتبةِ الدجاجيّاتِ

تتكلّف ترخيم الثرثرة والبربرة

فوق مهجوسِ الظمأ الدَّجيِّ..

يا أمّنا الأرض؛ رِفقاً بنا؛

روحي رقيقةٌ جدّاً

والكائناتُ الحسّاسةُ ذكيّةٌ

تلتقطُ كالرادار ما لا تلتقطهُ البغال!

هل حقّاً ما نفعله عن حبٍّ

يجري دائماً ما وراء الخير والشرّ

والأقارب عقارب؟

رسمَ نيتشه بحيرة السمك الطافي

وابتلعَ ضفافَ النهرِ

والروضة الناضرة من بَقْلٍ وعشب..

اللُّبنى شجرةُ اللبنِ العسليِّ

تُقهقهُ في حديقتي السرّية وحدها

والمدى نذور الشعراء

المنقلبين على زنجار خوذات الملاحم..

هي ذي الطاقة الكونية تحملني الآن

على صهوةِ الولع العتيد

إلى مخدّة القلوب العملاقة

هو ذا أفقي الأرتوازيّ

يبتهلُ خفيفاً

فيما الحبر يُقبِّلُ

أعتاب البياض..

كم يحتاج هذا العالمُ

إلى صدمةِ وعيٍ

لينقذَ روح الإنسانية.

عظيمٌ أنت أيها الغامض اليورانوسيّ النبالةِ

يا مَن يُكَوْكِبُ أمزجتي ووجداني..

يا صاحب اللطف الخفيّ

أحلّقُ فيكَ وحولكَ

أيها النافذ إلى النيّات والبواطن والحلول

سَنِّ دروبي

وصيِّر بيني وبين نفسي هواكَ

ووجدكَ وسَكينة سلامكَ الأخّاذ

لينقشع عن قلبي غيمُ الجبالِ

وأراني فيك ضوءاً يطفو في سناك.

القصيدة للشاعرة هالة نهرا وجميع الحقوق محفوظة.

زر الذهاب إلى الأعلى