رسائل عون من زيارته الى سوريا

النشرة الدولية –

ايناس كريمة

لم تكن زيارة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون إلى سوريا خارجة عن السياق ‏السياسي العام الذي يسيطر على الحياة السياسية اللبنانية ‏اذ ان الزيارة في توقيتها تأتي في ظل عدة متغيرات ‏وتحولات سياسية في الداخل وفي المنطقة عموماً ما يجعل من “التيار الوطني الحر” ساعياً إلى استغلالها والاستفادة منها.

التحول الاول هو الخلاف بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” الذي يعتبر الخلاف الأول من نوعه منذ العام 2006 ‏سواء من حيث المدة أو من حيث الحجم والعمق، وهذا يُفقد “التيار” الرافعة السياسية الكبرى التي اعتمد عليها طوال تلك المرحلة وحوّلها إلى مادة يستفيد منها في الحصص الوزارية وقانون الانتخاب وغيرها من الامور.

اما التحول الثاني فهو الانفتاح الكبير الذي تشهده سوريا والذي بات يشمل كل الدول العربية من دون استثناء وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في لحظة التقارب الإيراني – السعودي. كذلك فإن دمشق ستشهد خلال المرحلة المقبلة تقارباً مع تركيا.

 

إذاً يبدو أن الرئيس عون اختار هذه اللحظة بالذات لزيارة سوريا لايصال عدة رسائل.

الرسالة الأولى للتأكيد أن تموضعه السياسي لا يزال إلى جانب الفريق الرابح، وإن كان في الداخل اللبناني لديه إمكانية التمايز عن “حزب الله” لاسباب سلطوية وتحاصصية، الا انه في الموضوع الاستراتيجي لا يزال مكانه، يعني أنه يرغب في الاستفادة من المكاسب الكبرى التي قد تتأتى لحلفاء سوريا في لبنان ان كان في السياسة او حتى في الامور المالية والاستثمارية في لحظة إعادة الاعمار التي ستمر حتماً من البوابة اللبنانية. كذلك فإن الرئيس عون يحاول القول للجانب السوري أنه بحاجة إلى دعمه وإلى مبادراته من أجل حلّ او منع تطور الخلاف بينه وبين “حزب الله”.

‏في هذه اللحظة السياسية تأتي الزيارة لتؤكد المؤكد بأن عون و”التيار” وجدا نفسيهما في خلاف مع “الحزب” في لحظة لم يكونا فيها راغبين بالذهاب إلى خلاف بهذا الحجم لكنهما تفاجأا بإصرار “الحزب” على عدم تجاوبه مع عملية “الابتزاز السياسي” التي يقومان بها لمنع تقدم حظوظ حليف “الحزب” الثاني سليمان فرنجية الرئاسية.

زر الذهاب إلى الأعلى