أنجُ بنفسك!
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
التقيته صدفة في أحد بيوت الثقافة، كان متجهم الوجه حائر النظرات، متقلب المزاج ويحرك يديه بصورة عفوية انفعالية، جلس بجواري وهمس بأذني حتى لا يصل صوته لمن يسترقون السمع، كيف ننجو بأنفسنا من الضغوط النفسية المتزايدة، والتي ترتفع حدتها كلما أظهرنا مرونة في التعامل مع الآخرين، وتصبح فوق الاحتمال حين لا نُظهر غضبنا من أفعال لا نقبلها من بعض الباحثين عن التسلية بقصص غيرهم، ولا نفعلها معهم ولا نحاصرهم بالفضول المقيت ولا باسئلة متراكمة تحتاج لجيش من الفلاسفة للإجابة عليها.
حاصرني صديقي بهذا الكم من الاسئلة، ووجدت نفسي مجبراً على مجاراته في الحديث لأخفف عليه مصابه الخفي، فقلت له وهو صامت ترتجف يداه، يا صديقي حين تجد نفسك محاصراً بهذه النوعيات من البشر فعليك أن تُدير ظهرك وتغادر دون أن تنظر للخلف، وحتى دون ان تخبرهم برحيلك كون الأعذار التي سيسوقنها لك لتبرير تهجمهم على خصوصيتك سيتسبب في ألم متزايد وحصار أشد وطئة، فعندها سيسمحون لأنفسهم بمحاولة العبور لكل جزء من حياتك، ليشعروا أنهم ملائكة يسيرون على الأرض وأنك مخطيء في فهم خوفهم عليك ورغبتهم في حمايتك حتى من نفسك.
طأطأ رأسه وكأنه غير قادر على الهروب، فأكملت: “ان هؤلاء يا صديقي يشكلون حالة سلبية ويحولون حياتك إلى الكابة، وينغصون ساعات الفرح المحدودة التي تنالها في عصر الضغوطات بصعوبة بالغة، وانت لا تحتاج لعنصر إضافي يعكر صفو سكونك وسكوتك ، فمحاربة الهالة السلبية تعتبر أفضل طريقة لاستعادة الذات والعيش بسكينة وهدوء، وتزيد من فرص التصالح مع الذات والذي يتصارع مع النفس البشرية في حال ارتفاع أعداد السلبيين في حياة الفرد”.
أعاد السؤال من جديد وقال: ماذا أفعل، فقلت: ” قم بتغيير عاداتك وابحث عن أشخاص جدد قريبين من فكرك ويملكون روح ايجابية بفضل بحثهم عن الأشياء المضيئة، واترك من يرغبون بالبقاء في الظلام، وتصالح مع ذاتك وتقبلها وحاورها واسعد معها وبها حتى تجد ضالتك في نفسك اذا ما خذلك الآخرون، والأهم اترك الماضي وانظر للمستقبل حتى تنجو بذاتك وتكون قادراً على رسم البسمة على شفاهك وشفاه من حولك من الايجابيين”.
آخر الكلام:
ثلاثمائة مليون انسان في هذه الأرض يعانون من الاكتئاب، لذا انجو بذاتك وتصالح معها وتقبلها وارفض أن تُقارن بأحد أو يكون همك اسعاد الآخرين فقط، فاسعد نفسك أولاً تنجو وتساعد غيرك على النجاة