باسيل… يواجه تحديين و”أهون الشرّين”
بقلم: هتاف دهام

النشرة الدولية –

لبنان 24 –

لم تنته جلسة الأربعاء الرئاسية حتى بدأت عملية فك ألغام الأصوات الخمسة التي ذهبت إلى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي نال 51 صوتا، وسحبت من الوزير السابق جهاد أزعور الذي نال 59 صوتاً.

هزت الأصوات الخمسة تفاهم المتقاطعين على إسقاط فرنجية، من دون أن تسقطه أقله حتى الساعة، لكن الأكيد أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بدأ حملة في مجالسه الخاصة وأمام زواره على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، مردها أن الأخير لم يستطع الوفاء بما قطعه لجهة تصويت نواب “التيار الوطني الحر” أجمعين لأزعور، في حين أن محاولة “التيار “على “القوات” والإشارة إلى أن النائب كميل شمعون غرد خارد سرب “تكتل الجمهورية القوية”، ضحدها الاخير بتأكيده جازماً أنه صوت لأزعور.

لم يصدر أي موقف رسمي عن النواب الذين دارت حولهم “شبهات”منح اصواتهم لفرنجية (وابرزهم الياس بوصعب، الان عون، سيمون ابي رميا، ابراهيم كنعان واسعد درغام)، يبدد الشكوك حيال مدى التزام هؤلاء بقرار رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. ففي الساعات الماضية، تعرض هؤلاء لهجوم من قبل قياديين ومناصرين في التيار العوني وتلقوا رسائل عتب على هواتفهم، لكنهم حاولوا ضبط الأمور لعدم انزلاقها إلى الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. بيد أن اجتماع “تكتل لبنان القوي” يوم الثلاثاء المقبل سيكون حاسماً وصاخباً، خاصة وأن باسيل أشار في تصريح له إلى اجراءات “سوف تتخذ وفقا للنظام الداخلي بحق المخالفين”، واشارت مصادره الى”أن من تثبت خيانته سوف يدان بالتأكيد”.

وبينما رجح البعض حضور الرئيس السابق ميشال عون الاجتماع، نفت مصادر عونية لـ”لبنان24″ ذلك، قائلة: “لم نتبلغ أي شيء من هذا القبيل”، مشيرة إلى “أن ما يجري اليوم يمثل حملة ممنهجة ضد “التيار الوطني الحر”، فهناك قوى تريد أن تبعد المسؤولية عن نفسها، مع تشديد المصادر على أن النواب سيمون ابي رميا وابراهيم كنعان واسعد درغام وسامر الثوم التزموا بقرار التيار التصويت لأزعور”، ملمحة إلى “احتمال أن يكون النائب الان عون قد سلك طريقاً مغايراً أسوة بالنائب الياس بوصعب، خاصة وأنهما كانا شديدي الوضوح في اجتماعات التكتل الإسبوعية لجهة معارضة التقاطع مع المعارضة حول ترشيح أزعور”.

وتقول المصادر “ان النائب فريد البستاني حليف للتيار وهو ضمن التكتل ورغم أنه لا يحمل البطاقة البرتقالية إلا أنه صوت لأزعور عن اقتناع”. وهنا تشدد المصادر “على أن اجتماعات “التيار الوطني الحر” الاخيرة والتي سبقت جلسة الاربعاء الانتخابية، لم تخل من النقاش الحاد وإبداء بعض النواب الملاحظات وتقديم أراء مخالفة لرأي النائب باسيل، إلا أن هؤلاء في نهاية المطاف التزموا بقرار “التيار الوطني الحر” التصويت لأزعور”.

رغم كل ذلك، فإن مصدرا سياسيا في 8 آذار يشير إلى أن نتائج جلسة الاربعاء” تركت ندوبا داخل “التيار الوطني الحر”، جازماً “أن عددا من النواب العونيين لم يصوت لأزعور وكتب اسم سليمان فرنجية على ورقة الاقتراع”.

ومن هنا يعتبر المصدر” أن باسيل أمام تحديين في المرحلة المقبلة:

– التحدي الأول يتمثل بإعادة رص الصفوف داخل تياره وهذا الأمر يتطلب مقاربات مختلفة للملف الرئاسي ولكيفية التعاطي مع الاستحقاقات والقضايا المحلية والداخلية بعيداً عن الكيدية السياسية والازدواجية والاستنسابية ، وفرض القرارات التي لا تنسجم في بعض الاحيان مع مبادىء “التيار الوطني الحر”، خاصة وأن هناك تململا تظهّر في الأونة الاخيرة في صفوف النواب والمسؤولين جراء فرض باسيل لسياسة أنا او لا أحد، ولأمر واقع بقرارات أحادية اثارت حفيظة المعترضين على أداء باسيل في الكثير من المسائل من بينها الانتخابات الرئاسية ورفضه ترشيح اي شخصية عونية رغم تمتع الكثير منهم بالمؤهلات والمواصفات المطلوبة”.

– التحدي الثاني يتمثل في إعادة باسيل وصل ما انقطع مع حزب الله، لا سيما وأن الحزب يؤكد وفق مصادره أن تفاهم مار مخايل هو packageولا يمكن انتقاء منه ما يناسب أي فريق. ولذلك، من وجهة نظر المصدر نفسه، فإن لا خلاص أمام باسيل سوى بالالتقاء مجددا مع حزب الله بالملف الرئاسي حول ترشيح فرنجية والمرحلة التي تلي الانتخابات الرئاسية، فالحزب أبلغ باسيل أنه غير مستعد للتفاوض معه حول مرشح ثالث أو رابع… وبالنسبة إلى المصدر نفسه، “فإن أزعور ليس مرشحا جديا ل” التيار الوطني الحر”، وأن باسيل عاجلا أم آجلا سوف يعيد حساباته لا سيما أن خيار قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية لا يزال مطروحا بقوة عند الأميركيين، ومن شأن أي تسوية في المستقبل في حال انعدمت حظوظ فرنجية، أن توصل إلى الرئاسة العماد عون الذي لا أحد يضع عليه فيتو سوى باسيل.

وهنا سيخير نائب البترون بين “أهون الشرين” .

Back to top button