و ها قد عاد يوم مولدي
بقلم: أ.د. إيمان أنيس
النشرة الدولية –
و اليكم البوست السنوي لهذا اليوم …
أصدقائي الأعزاء … لقد بلغت اليوم سن الرشد وفقا للقانون المدني المصري
مضافا إليه ٢٩ عاما من الخبرة الحياتية… و في مقولة أخرى ٢٥ عاما مرتين… نعم ٥٠ عاما بالتمام و الكمال بفضل الله… في حقيقة الأمر أتعجب كثيرا من خوف المرأة من ذكر سنها الحقيقي و تلومني الكثيرات على جرأتي بالإفصاح عن سني الحقيقي كلما سألني أحدهم ” عندك كم سنة؟” بل الأكثر جرأة من وجهة نظرهن إني أضع تاريخ ميلادي كاملا على حسابي الشخصي … و يعود ذلك لايماني المطلق بأن الشباب قرار و اختيار … و لأني لا أسمح مطلقا بأن أكون حبيسة رقم صغر أم كبر
و لكوني على يقين تام بأن خانة السن في بطاقتك الشخصية هي مجرد رقم … عداد يعد أيامك التي تحياها فقط … بينما عمرك الحقيقي هو بالتأكيد طاقتك الداخلية و قدرتك على العمل و العطاء و التواصل مع الآخرين و أهميتك و قوة تأثيرك فيمن حولك … و هذا الأمر أنت وحدك من يستطيع تحديده و فرضه على الجميع … فكما ترى نفسك يراك الناس … فرؤية الناس لنا هي انعكاس لرؤيتنا لذاتنا .
و طبقا للتصنيف الحديث للأعمار من منظمة الصحة العالمية
مرحلة الشباب من عمر ٢٥ إلى ٦٥ سنة
متوسطوا العمر من ٦٦ إلى ٧٩ سنة
كبار السن من ٨٠ إلى ٩٠ سنة
و لكن،،،،،،،،،،،
الوعي الجمعي لمجتمعاتنا العربية يختار أن نشيخ بعمر منتصف الأربعينات؟!!!!!!
و هناك فرق كبير بين العمر الرقمي و العمر البيولوجي … و هذا تفسير وجود أشخاص في العشرين من العمر يحيون كأنهم في الخمسين و العكس صحيح …
و إليكم الوصفة السحرية التي اتبعها …. أي جزء مني يتبنى قناعات مجتمعية تسحبه بعيدا عن ترددات الشباب و الطاقة البناءة لجسمي ألغي منه كل هذه الأفكار و القناعات في كل مكان و زمان…
أي جزء مني قاوم الدخول في ذبذبات اللحظة الحاضرة الداعمة و مصر على المناهج البالية القديمة التي لا تنفعني ألغيها مني من كل مكان و زمان …
و أختار أن أقبل ذاتي و أحب ذاتي في كل عمر و أن اتردد في مجال طاقي داعم لعافيتي و شبابي و قدرتي على تقديم قيمة عالية في الحياة الآن و في كل مكان و كل زمان….
لذا لا تجعل من سنك قفصا لك فتظل سجينا بداخله … تحرر منه و انطلق فمن العار ان تكون سجين رقم من الأرقام صغر أم كبر … فلا تجعل ذاك الرقم يستوقفك كثيرا بل تعامل معه بسطحية … و كن سعيدا بكل لحظة في عمرك السيئة قبل الحلوة لأنها أصقلتك فتعلمت منها و اكتسبت خبرة .
و مهما كبرت فلا تخجل أن تقول عمرك … و تذكر أن … العمر ليس مقياسا للشيخوخة … فالمرء يشيخ حين تشيخ أحلامه و تذبل روحه و يخفت إحساسه … وتجاعيد الجسد و شيخوخته أهون من تجاعيد الروح و شيخوختها … فكل شيء تسلبه الشيخوخة منك يمكن تعويضه … أما إذا وصل الوهن للروح أضحى علاجه مستحيلا.
و قد صدر كتاب منذ فترة بالولايات المتحدة بعنوان
“الحياة تبدأ بعد الخمسين” … و يذكر كاتبه أن الإنسان في سن الخمسين و الستين يصل لقمة نضجه و عطائه … فبعض الكتاب و الموسيقيين و الفنانين ازدهرت أعمالهم في هذا العمر … و متوسط أعمار الذين حصدوا جوائز نوبل يزيد عن 65 سنة …
و هذا يؤكد أن شباب الروح و القلب و العقل معا ينتصر على هرم الجسد …
فكل مرحلة عمرية من حياتنا لها جمالها و رونقها فلنحياها بروح الشباب بسعادة و رضا و عطاء و نواجه أنفسنا بصراحة و صدق و إيجابية … و لنحافظ على الابتسامة الصافية فهي بوابة لدخول القلوب قبل جمال الشكل …
و أخيرا و ليس آخرا العمر طاقة و ليس سنا بالبطاقة … بيدك الاختيار فباستطاعتك أن تحيا أعمارا داخل عمرك و تحقق إنجازات عديدة … أو تظل أسير سنك صغر أم كبر و حبيس أوهام من نسج خيالك فتحيا و تموت و لا تترك أثرا .
أ.د. إيمان أنيس
بشكر كل الأصدقاء اللي افتكروني بالإتصال و الرسايل… ربنا يديم الود و المحبة بينا جميعا
و كل عام وانتم بخير بمناسبة العيد الأضحى المبارك.