فرنسا تحترق بعنصريتها و”متحف الجماجم” يتسع الجميع
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

“إنك لا تجني من الشوك العنب” مثل عربي توارثته الأجيال العربية، وكان على الفرنسيين أن يحفظوا هذا المثل عن ظهر قلب كونهم استعمروا عديد الدول العربية، لكن غطرستهم وإجرامهم ونهبهم لثروات افريقيا جعلهم يعتقدون أنهم فوق العالم ووصلوا لمرتبة الآلهة الإغريقية، لذا لا يحق لأحد محاسبتهم وعلى المسلمين بالذات أن يقولوا لفرنسا وقراراتها: ” سمعنا وأطعنا”، لتتفاجأ الحكومة العنصرية في باريس أن الدول الاسلامية تنبذهم بعد قرارهم بمنع الحجاب في فرنسا كما ازدادت كراهية عنصرية دولة العطور التي رائحتها الزكية عكس أفعالهم العفنة.

الفرنسيون أصموا آذانهم على سماع الصوت الآخر واكتفوا بسماع جهل صراخهم بمحاربة الاسلام والعرب، رغم أن هؤلاء كان لهم دور هام في بناء الدولة الفرنسية كونهم قوى عاملة محترفة، ليكون رد الفعل الشعبي على عملية اغتيال الشرطة للشاب الجزائري الأصل فرنسي الجنسية نائل “17” من نقطة الصفر، ليس على عملية التصفية الجسدية المبنية على أساس عرقي وعنصري، بل جاءت كرد فعل شمولي على الطريقة الفرنسية العنصرية المتجذرة في القوات الفرنسية، وتعامل حكومة باريس بفوقية مع أصحاب الأصول العربية والافريقية والمسلمين واعتبارهم في مرتبة دونية والتضييق عليهم في شتى أمور حياتهم.

لتكون الحرائق وانتشارها في المدن الفرنسية كمصباح الفيلسوف الإغريقي ديوجينيس، حين خرج يوما في وضح النهار يحمل بيده مصباحاً، وعندما سُئل عما يفعل أجاب: أبحث عن إنسان، ولعل ما جرى يكون هذا المصباح الذي يُنير الدرب أمام الحكومات وصُناع القرار في فرنسا ليتعاملوا بانسانية مع الأصول والأعراق المختلفة الموجودة في دولة متحف الجماجم، والتي تعشق حكوماتها الجماجم ووضعها في متحفها المخيف، لنجد أن عليها أن تضع جمجمة الفتى نائل في المتحف المرعب وتكتب تحتها “علينا أن نكون بشر قبل أن تضع عنصريتنا جماجمنا جميعاً هنا”.

آخر الكلام:

تُثبت فرنسا من يوم ليوم  أنها ككل الدول التي  استعمرتها تعتبر القتل هو الطريقة الأفضل لكبح جماح الشعوب لينتشر القتل لأتفه الأسباب، مما يُظهر ضعف الفكر السياسي القادر على احتواء الشعوب وقضاياهم كما هي الطريقة البريطانية الذكية ، لتكون قرارات فرنسا مبنية على الأنا المرضية والطبقية والعنصرية المقيتة لتكون مظاهراتها واحتجاجاتها الأعنف في أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى