قصة نجاح وراءها عرب أميركيون
بقلم: حمزة عليان

النشرة الدولية –

الجريدة الكويتية –

قصص نجاحات العرب المهاجرين إلى أميركا لا تنتهي، وبالأخص الأطباء، ومنهم الدكتور إبراهيم محمد هارون الفلسطيني الأصل والحاصل على الجنسية الأميركية، خريج جامعة الكويت، نال البورد الأميركي والكندي، تخصص في جراحة الوجه والفكين، يعمل في مستشفى الحوادث والإصابات الكبرى بالعاصمة واشنطن DC.

 

جمعتنا به المصادفة، التقينا في «منتدى الصحبة الطيبة» وفي ديوان الدكتور أياد صايمة وجمع من المثقفين، وكان ضيفاً على المنتدى مع والده الصديق محمد هارون، الطبيب العربي الشاب تسكنه آمال يسعى إلى تحقيقها مع مجموعة من الأطباء المهاجرين الأتراك والباكستانيين والعرب، وقبل أن يتحدث عن هذا المشروع عاد إلى عقد الخمسينيات، أي إلى عام 1957 مستلهماً ومعتزاً بما قام به الطبيب اللبناني داني توماس بتأسيس مستشفى لعلاج سرطان الأطفال «سانت جود» الذي أنشئ بتبرعات دعت إليها الجمعية اللبنانية–السورية، وهو مستشفى في ولاية تينيسي وبمدينة «ممفيس» يعالج الأطفال أيا كانت جنسياتهم أو دينهم ومن داخل أميركا أو خارجها وبالمجان، واليوم يعدّ أحد أهم وأكبر مستشفى لعلاج سرطان الأطفال في العالم.

 

وهو يشرح تلك المرحلة، يؤكد وبثقة «نحن عرب أميركيون نبرز دورنا في تنمية المجتمع الأميركي، لأننا جزء من هذا النسيج، ونساهم بتعزيزه وتطوره»، ويتوقف عند «رابطة أطباء العرب الأميركيين» وهي مؤسسة غير ربحية أنشئت عام 1975 في «ميتشغان» تمثل برامج مستقبلية بتدريب الأطباء العرب من الدول النامية على أحدث الطرق الطبية، وتعتمد بذلك على التعليم عن بعد، كذلك لديها برامج للتمريض والممرضين العرب الذين يبحثون عن فرص عمل يحتاجون إلى كورسات ودورات تؤهلهم لذلك.

 

فكرة المشروع التي سترى النور وبشكل نهائي قريباً تخدم الأطباء المهاجرين العرب والمسلمين، بتسهيل الإجراءات التي تتيح لهم مزاولة مهنة الطب، وهو عبارة عن «برنامج إقامة» لمدة سنتين، لن يكون الطبيب المتدرب بحاجة لأن يدفع أي تكاليف باعتبار أن الحكومة الأميركية تسهم في دعمه وهم بدورهم يوفرون لهذا الطبيب سبل العيش والإقامة.

 

البرنامج لم يكن وليد اللحظة، بل من وحي التجربة والمعاناة التي يمر بها مئات من الأطباء الجدد، بعد انتهاء امتحانات المعادلة الطبية، وهم ينتظرون الدور بالقبول، من هنا ولدت فكرة «برنامج تدريب إكلينيكي» يتيح لهؤلاء القدرة على الحصول على رخصة لمزاولة مهنة الطب، باعتبار أن الأولوية تكون لخريجي الجامعات الأميركية، وكي يتم إعطاء الترخيص لهؤلاء الأطباء المهاجرين الجدد، عليهم اجتياز البرنامج الذي نال مبدئياً الاعتماد الأكاديمي، وسيتم قبول أول دفعة للأطباء المهاجرين الجدد في شهر يوليو 2024، كأول مشروع يديره عرب، مفتوح لأصحاب الكفاءة، دون تفرقة أو تمييز، يعطي الأولوية للأجانب المهاجرين.

 

جانب آخر له علاقة بالمشروع وهو أن كليات الطب في أميركا تخرج سنوياً نحو 27 ألف طبيب في حين أن السوق الفعلي يحتاج إلى 36 ألف طبيب من كل التخصصات، وهذا يعني أن الفارق يتراوح بين 7 و9 آلاف طبيب يستوعبهم سوق العمل وهؤلاء في الغالب يأتون من الخارج، من الهند وإيران والشرق الأوسط ودول إسلامية أخرى.

 

يسهم الأطباء العرب المهاجرون، شأنهم شأن العاملين في القطاعات الأخرى كالمهندسين والمحامين ورجال الأعمال وأساتذة الجامعات ورجالات السياسة والعسكريين، في رفد المجتمع الأميركي بمهارات سجلت نجاحات خارقة، فالبيئة الأميركية تحفز هذه المجموعات وغيرها، والمجتمع الأميركي بالنهاية مجتمع مهاجرين.

 

الأرقام تتحدث عن نحو 3.5 ملايين أميركي من أصل عربي، وفدوا إليها بحثاً عن الاستقرار وتحقيق الطموحات، اندمج قسم كبير منهم بالمجتمع وبرزوا في مجالات كثيرة كالأدب والفن والسياسة والعلماء ورجال الأعمال، لكنهم أخفقوا بالعمل جماعياً، ولم يتمكنوا من خلق «لوبي» فاعل ومؤثر، كما فعل اليهود واليونانيون والإيطاليون وغيرهم من المهاجرين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى