هل صحيح أن “حلف شمال الأطلسى”.. ما زال الأقوى؟!
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

عندما حانت لحظة كتابة بعض الأفكار والحقائق عن حال العالم وهل هو- حقًا- في مرحلة من الخطورة الأمنية والسياسية والانهيارات الاقتصادية، كان يوم 10 يوليو 2023، الذي بقيت منه ساعات، يؤرق الأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبرغ”، فقد أراد أن يكتب عن الحلف ثنائية السلام والحرب.

حدث ذلك وكشفت مجلة الشئون الخارجية في الحلف/ فورين أفيرز، واسعة الاطلاع ومجلة الحلف المركزية عبر القارات.

 

*أخطر من كلمة.. وأدق من حقيقة، كلمة الأمين العام لحلف الناتو .

 

 

..يعيد “ستولتنبرغ” طرح سؤال التعاون الدولي والأممي، من زاوية القيادة؛ ذلك برر سؤال الحلف: “ما يجب أن يفعله التحالف في فيلنيوس وما بعدها؟”.

 

..ويقر الأمين: “تعتبر حرب روسيا غير الشرعية ضد أوكرانيا نقطة تحول في التاريخ”، وأنها: “عادت الحرب إلى أوروبا وتزايد التنافس بين القوى العظمى”.

..ولفت أيضًا، قد يكون بحرية أو ضمن ضوابط أمنية أملتها الحرب الروسية الأوكرانية: “تتحد الأنظمة الاستبدادية لتحدي القواعد والمؤسسات العالمية التي يقوم عليها السلام والاستقرار، وأنه: “يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقمع الحريات وتعميق الانقسامات داخل بلاده، كما أظهر تمرد شركة فاجنر شبه العسكرية بوضوح”.

 

.. يتوقف”ستولتنبرغ”، ويصدم  الواقع السياسي- الأمني في الحلف، قائلا: “لكن لا ينبغي لأحد أن يقلل من شأن روسيا أو الأخطار التي تواجه العالم اليوم”.

* ناتو.. لعالم لا يمكن التنبؤ به.

 

حدد أمين الحلف، أن: “منظمة حلف شمال الأطلسي تستجيب بوحدة وقوة لعالم لا يمكن التنبؤ به”.

.. كيف ذلك:

*1.:

قدم حلفاء الناتو في أوروبا وأمريكا الشمالية، وشركاؤنا في جميع أنحاء العالم، دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا غير مسبوق لأوكرانيا.

2.:

على مدى العقد الماضي، نفذ الناتو أكبر تعزيز لدفاعنا الجماعي منذ جيل.

3.:

لقد عززنا وجودنا العسكري في أوروبا الشرقية وزدنا الإنفاق الدفاعي.

4.:

مع عضوية فنلندا- وقريبًا عضوية السويد- ينمو حلف الناتو بشكل أقوى وأكبر.

 

5.:

يجب أن نستمر في هذا الزخم ونحافظ على قوتنا ووحدتنا؛ هذا بالضبط ما سيفعله قادة الناتو عندما نجتمع في قمتنا في فيلنيوس غدًا.

 

*توقعات أمنية وعسكرية.

جاء قلم الأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبرغ”، ليثير عديد التوقعات في مجالات أمن وعسكرية الحلف، ويرى ذلك استنادا الخرائط وجيوسياسية ما يحدث بعد الحرب الأوكرانية، الروسية، وكانت هذه التوقعات الإشكالية، فهمها لحال العالم:

*أولا:

أتوقع من حلفاء الناتو تأكيد دعمنا الثابت لأوكرانيا، ومواصلة تعزيز دفاعنا، وزيادة تعاوننا مع شركائنا في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ للدفاع عن النظام العالمي القائم على القواعد. هذه هي أولوياتي الرئيسية لفيلنيوس وخارجها، حيث يشرفني أن أخدم هذا التحالف لمدة عام آخر.

 

 

*ثانيًا:

ما نقوم به- أو لا نفعله- الآن سيحدد العالم الذي نعيش فيه لأجيال. لذلك سنرسل رسالة واضحة مفادها أن حلف الناتو يقف متحدًا، والعدوان الاستبدادي لن يؤتي ثماره.

 

 

*ثالثًا:

عندما زرت أوكرانيا هذا الربيع، شاهدت المعاناة الرهيبة، ولكن أيضًا الشجاعة الهائلة والتصميم الهائل للشعب الأوكراني في الدفاع عن حريتهم. في القطار المتجه إلى كييف، أدهشني عدد المقابر الجديدة التي تصطف على جانبي خطوط السكك الحديدية. زرت بوتشا، شمال العاصمة مباشرة، وسمعت عن أهوال الاحتلال الروسي. كما رأيت الجهود المبذولة لإعادة بناء أوكرانيا أفضل وأقوى.

 

 

*رابعًا:

تخوض القوات الأوكرانية الآن قتالًا شرسًا لاستعادة الأراضي المحتلة، لكنها تواجه دفاعات روسية قوية وتضاريس صعبة، إذا توقفت روسيا عن القتال، فسيحل السلام. إذا توقفت أوكرانيا عن القتال، فسوف تتوقف عن الوجود كأمة. لن يتردد الأوكرانيون، لأنه كلما حققوا المزيد من المكاسب في ساحة المعركة، كلما كانت أيديهم أقوى على طاولة المفاوضات.

 

*خامسًا:

الكل يريد أن تنتهي هذه الحرب الوحشية، لكن السلام العادل لا يعني تجميد الصراع والقبول بصفقة تمليها روسيا. لن يمنح السلام الزائف سوى موسكو الوقت لإعادة تنظيم صفوفها وإعادة تسليحها والهجوم عليها مرة أخرى. يجب علينا كسر حلقة العدوان الروسي، وأفضل طريقة لتحقيق سلام دائم غدًا هو دعم أوكرانيا، حتى تسود كدولة ذات سيادة الآن.

 

*سادسًا:

وقف حلفاء الناتو إلى جانب أوكرانيا منذ حصولها على الاستقلال قبل 30 عامًا. لقد قدمنا ​​سنوات من التدريب والدعم بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني، وزعزعت استقرار دونباس في عام 2014.

*سابعًا:

منذ غزو موسكو في فبراير 2022، عززنا الدعم غير المسبوق لحق أوكرانيا في الدفاع عن النفس، المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة. على مدار العام ونصف العام الماضيين، إذ قامت دول الناتو بتدريب وتجهيز ألوية مدرعة أوكرانية جديدة وتوفير الدبابات والمركبات القتالية والدفاعات الجوية المتقدمة. كما سيقوم حلفاء الناتو بتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات مقاتلة من الجيل الرابع. يظهر هذا الدعم أننا ملتزمون تجاه أوكرانيا على المدى الطويل.

 

 

*هل يمكن كسر دائرة العدوان الروسي؟

بعد ما يزيد علي 500 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية، يلقى الحلف، عبر كتابات امينه، ما يثير الحيرة، السؤال المركزي: هل يمكن  كسر دائرة العدوان الروسي؟، بينما الإجابات، كتبها “ينس ستولتنبرغ”، فأشار إلى ما قد يؤدي:

لتعزيز أوكرانيا.. وفق:

*أ-

سوف نتفق على حزمة دعم متعددة السنوات في قمة فيلنيوس. حتى الآن هذا العام، بلغت التعهدات بالفعل أكثر من 500 مليون دولار. ستساعد هذه الحزمة أوكرانيا على إعادة بناء قطاع الدفاع والأمن، حتى تتمكن من الدفاع ضد المزيد من العدوان. سيضمن أن القوات المسلحة الأوكرانية قابلة للعمل بشكل كامل مع قوات الناتو.

*ب-

خطت أوكرانيا خطوات كبيرة في الانتقال بعيدًا عن المذاهب العسكرية وأساليب التدريب والمعدات التي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفيتية، نحو معايير ومعدات الناتو، وأصبحت أوكرانيا أكثر اندماجًا مع تحالفنا من أي وقت مضى، ولذا يجب علينا اتخاذ خطوات لتعكس هذا الواقع.

 

*ج-

في فيلنيوس، سنعمل على ترقية علاقاتنا السياسية من خلال استضافة الاجتماع الأول لمجلس الناتو وأوكرانيا الجديد، جنبًا إلى جنب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. هذه منصة لاتخاذ القرارات والتشاور بشأن الأزمات، حيث سيجلس حلفاء الناتو وأوكرانيا على قدم المساواة لمعالجة المخاوف الأمنية المشتركة. يتفق جميع حلفاء الناتو على أن أوكرانيا ستصبح عضوًا في الناتو. لا يزال باب الناتو مفتوحًا، كما أثبتنا ذلك بدعوة فنلندا والسويد للانضمام العام الماضي. إن عضوية أوكرانيا في الناتو مسألة يقررها حلفاء الناتو وكييف: ليس لدى روسيا حق النقض. في فيلنيوس، سنضع رؤية قوية لمستقبل أوكرانيا ونجعل البلاد أقرب إلى الناتو.

 

*المذكرة الصعبة..!

 

في بند “معالجة السلطات”، ركز “ستولتنبرغ”، على تفاصيل من التاريخ العسكري والأمني والدبلوماسي، الجيوسياسي، بين أقطاب العالم، بالذات بعد الحرب الباردة، عمل الناتو بجد لإقامة علاقات بناءة أكثر مع موسكو، بما في ذلك بشأن الحد من التسلح، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة القرصنة، وزيادة تعاوننا العلمي. لكن بوتين ابتعد عن التعاون السلمي، بنمط من السلوك المتهور بشكل متزايد من الشيشان إلى جورجيا، ومن سوريا إلى أوكرانيا، لقد فكك الهيكل الدولي للحد من التسلح وهو منخرط في هجوم نووي خطير.

 

*حتى لو؟

التعليق في الماضي أو المستقبل، مصير حضاري فكري يُستعمل في الامتناع أو في غير الإمكان، نظريا وليس إنسانيا.

 

*حتى لو:

انتهت الحرب غدًا، فليس هناك ما يشير إلى أن طموحات بوتين الأوسع قد تغيرت. إنه يرى الحرية والديمقراطية على أنهما تهديد ويريد عالمًا تملي فيه الدول الكبرى ما يفعله جيرانها. وهذا يضعه في مواجهة مستمرة مع قيم الناتو والقانون الدولي.

 

*حتى لو:

إذا فاز بوتين في أوكرانيا، فسيكون ذلك مأساة للأوكرانيين وخطيرة على العالم بأسره. سيبعث برسالة إلى الأنظمة الاستبدادية الأخرى مفادها أنها تستطيع تحقيق أهدافها بالقوة. تراقب الصين، على وجه الخصوص، لترى الثمن الذي تدفعه روسيا، أو المكافأة التي تحصل عليها، مقابل عدوانها. إنها تتعلم من إخفاقات موسكو العسكرية ورد فعل المجتمع الدولي. عندما زرت اليابان وكوريا الجنوبية في بداية هذا العام، كان من الواضح أن قادتهم كانوا قلقين من أن ما يحدث في أوروبا اليوم يمكن أن يحدث في آسيا غدًا.

 

*حتى لو:

الناتو لا يرى الصين كخصم.

يجب أن نواصل العمل مع بكين للتصدي للتحديات العالمية الحالية، بما في ذلك الانتشار النووي وتغير المناخ. في الوقت نفسه، يجب على الصين استخدام نفوذها الكبير على روسيا لإنهاء حربها غير الشرعية في أوكرانيا. لكن حتى الآن، لم تدين بكين عدوان موسكو، وبدلاً من ذلك تعمل على زيادة تعاونها الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري مع روسيا.

..هنا يحارب الحلف، عبر أمينه الصين، بالقول: يتحدى السلوك القمعي للحكومة الصينية في الخارج والسياسات القمعية في الداخل أمن الناتو وقيمه ومصالحه. بكين تهدد جيرانها وتتنمر على الدول الأخرى. إنها تحاول السيطرة على سلاسل التوريد والبنية التحتية الحيوية في دول الناتو. يجب أن تكون أعيننا واضحة بشأن هذه التحديات وليس المصالح التجارية الأمنية لتحقيق مكاسب اقتصادية.

 

*حتى لو:

مع اقتراب الأنظمة الاستبدادية من بعضها البعض، يجب على أولئك الذين يؤمنون منا بالحرية والديمقراطية أن يقفوا معًا. حلف الناتو هو تحالف إقليمي لأوروبا وأمريكا الشمالية، لكن التحديات التي نواجهها عالمية. لهذا السبب دعوت قادة الاتحاد الأوروبي وشركاءنا في المحيطين الهندي والهادئ – أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية- للانضمام إلينا في فيلنيوس. يجب أن يكون لدينا فهم مشترك للمخاطر الأمنية التي نواجهها وأن نعمل معًا لتعزيز مرونة مجتمعاتنا واقتصاداتنا وديمقراطياتنا.

 

*احتمال شن هجوم على دول الناتو.

 

يعود الكاتب، وهو في موقع قيادي دولي أممي إلى تصورات، قد تصلح البلبلة الرأي العام العالمي، كأن يقول:

“يعد نمط العدوان الروسي بمثابة تذكير صارخ بأنه لا يمكننا استبعاد احتمال شن هجوم على دول الناتو”… وأيضًا:

“يجب أن نستمر في تعزيز ردعنا ودفاعنا والاستثمار فيهما. لكننا لا نبدأ من الصفر فمنذ ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم في عام 2014، أجرى التحالف تحولًا جوهريًا من المهام العسكرية خارج حدوده إلى الدفاع الجماعي. كانت السنوات العشر الماضية عقدًا حاسمًا من التكيف ، وأعدت الناتو لمستقبل لا يمكن التنبؤ به”.

 

..وهنا يقر”ستولتنبرغ”، بحال ما حدث في القرم، فيؤكد: منذ عام 2014، قمنا بنشر قوات جاهزة للقتال في الجزء الشرقي من أراضي الناتو لأول مرة، ووضعنا المزيد من القوات في حالة استعداد أعلى عبر الحلف، وتكييفنا للدفاع عن دول الناتو في الفضاء والفضاء الإلكتروني بشكل فعال كما نفعل على الأرض، في البحر وفي الجو. هذا العام، سينمو الإنفاق الدفاعي للحلفاء الأوروبيين وكندا بنسبة 8.3 في المائة بالقيمة الحقيقية. هذه هي أكبر زيادة منذ عقود، والسنة التاسعة على التوالي لزيادة الإنفاق الدفاعي عبر الناتو. الولايات المتحدة تزيد من إنفاقها كذلك.

 

.. أما ماذا يعنى ذلك عمليًا لأوروبا وللحلف، ولاقوة الولايات المتحدة الأمريكية، فيلفت:

نحن الآن نتخذ المزيد من الخطوات الرئيسية لتعزيز ردعنا ودفاعنا. سنوافق على خطط دفاع إقليمية جديدة ومفصلة، تكون مرتبطة بشكل كامل بالقوات والقدرات والقيادة والسيطرة اللازمة لتنفيذها. سيكون لدى الناتو 300 ألف جندي في حالة تأهب قصوى، بما في ذلك قوة قتالية جوية وبحرية كبيرة.

 

.. ويرى المنهاج: الناتو تحالف إقليمي، لكن التحديات التي نواجهها عالمية، وفق:

*الأولوية الأولى:

نعمل على تكييف هياكل القيادة لدينا لتعكس الجغرافيا الجديدة للتحالف، مع عضوية فنلندا، والتي ضاعفت الحدود البرية لحلف الناتو مع روسيا، وقريبًا عضوية السويد. هذا سيغير قواعد اللعبة بالنسبة للأمن الأوروبي وسيوفر درعًا مستمرًا من بحر البلطيق إلى البحر الأسود.

*الأولوية الثانية:

نعمل أيضًا على زيادة التعاون بشكل كبير مع صناعة الدفاع لزيادة الإنتاج، لكل من دفاعات أوكرانيا ودفاعاتنا.

 

*الأولوية الثالثة:

التحول الأساسي في دفاعنا الجماعي، يتطلب التزامًا من الأجيال لزيادة الإنفاق الدفاعي. إننا نحقق تقدمًا حقيقيًا، ولكن ليس بالسرعة التي يتطلبها هذا العالم الخطير. في فيلنيوس، سيلتزم حلفاء الناتو بالتزام أكثر طموحًا باستثمار 2٪ من إجمالي الناتج المحلي في دفاعنا. يجب أن يكون هذا الشكل أرضية للبناء عليها، وليس سقفًا للوصول إليه. نحن بحاجة إلى استثمار المزيد واستثماره الآن، لأن الأمن هو أساس ازدهار اقتصاداتنا ومجتمعاتنا.

*الأولوية الرابعة:

منع العدوان اليوم أقل تكلفة من خوض حرب غدًا.

 

بين أولوية وأخرى، يجد المحلل الاستراتيجي، أن حلف الناتو، يقر، بشكل عملي- أمني، أن الحرب الروسية الأوكرانية، هي عدوان حقيقي في الألفية الثالثة، إذ حطمت حرب عدوان بوتين ضد أوكرانيا-بنص أمين عام الحلف- أي أوهام متبقية بشأن التعاون السلمي، لذلك يجب أن ننفق المزيد ونبذل المزيد معًا للبقاء في أمان.

.. كما أن التحديات كبيرة، لكن الناتو كان ركيزة للاستقرار في أوروبا وأمريكا الشمالية لما يقرب من 75 عامًا؛ في عالم يتزايد فيه الأخطار، سيواصل الناتو حماية شعبنا، والدفاع عن قيمنا الديمقراطية، والحفاظ على دولنا قوية.

*مراجعة تاريخية حضارية.

 

..من تابع حقبة ما بعد الحرب الباردة، عسكريًا وأمنيًا وفكريًا وثقافيًا، عدا عن الأبعاد الاقتصادية، يراها تلك الفترة التي تبعت انتهاء الحرب الباردة، ولم يتفق المؤرخون على تحديد وقت معين لانتهاء الحرب الباردة (…) وبداية حقبة ما بعد الحرب الباردة، ويعود ذلك لكون فترة الحرب الباردة فترة من التوترات الجيوسياسية التي تخللتها حروب بالوكالة ولم تكن حربًا فعلية.

في علم الاجتماع السياسي، يعد تاريخ انتهاء الحرب الباردة مرتبط، عمليا برؤية أمنية سياسية، وذلك مع توقيع أول معاهدة في العالم حول نزع السلاح النووي في عام 1987، أو عند انتهاء المرحلة التي كان فيها الاتحاد السوفيتي قوة عظمى في العالم نتيجة اشتعال ثورات 1989، أو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

.. وفي أجندات الفعل الثقافي، ونشوء تيار الوعي، ثقافيا واجتماعيا؛ ترمز نهاية الحرب الباردة، بالرغم من الغموض الذي يلف تاريخ انتهائها، إلى انتصار الديمقراطية والرأسمالية، ما منح القوى العالمية  التي صعدت  في الولايات المتحدة والصين، والهند، دفعة قوية للأمام ونظريا، نحتار بها عمليًا: فكيف أصبحت الديموقراطية طريقة لتحقيق “الفاعلية الجماعية الذاتية”، وبناء الرأي العام للبلدان، التي كانت تأمل في كسب الاحترام الدولي:  وما زالت، بعض الدول تراوح من حيث بدأت-فيها- الهياكل السياسية في تبني قيم الديمقراطية بعد أن أصبحت ذات قيمة اجتماعية مهمة.

.. رؤية حلف الناتو، تحيل العالم إلى قرارات، ليس من السهل علينا مواكبتها في دول العالم الثالث، وتراكم سلاسل الهجران واللاجئين، وتفشى الأزمات الثقافية والسياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى