«قمة القاهرة» تحذر من تفكك السودان وتدعو لحوار جامع
النشرة الدولية –
الاتحاد الظبيانية –
أكدت دول جوار السودان، أمس، توافقها على ضرورة إطلاق حوار جامع لكل الأطراف السودانية، مشيرة إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه واعتبار النزاع الحالي شأناً داخلياً.
ودعا زعماء الدول السبع المجاورة للسودان، في بيان مشترك، طرفي الصراع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، واتفقوا على تيسير توصيل المساعدات.
وأشاروا، في البيان الختامي لقمة دول جوار السودان التي استضافتها القاهرة أمس وألقاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى إطلاق حوار جامع يلبي تطلعات الشعب السوداني، لافتين إلى تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية يكون اجتماعها الأول في دولة تشاد.
كما حذروا من احتمال تفكك دولة السودان أو «تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها».
واندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم في أبريل الماضي، وأذكى تصاعداً حاداً في أعمال العنف في ولاية دارفور المضطربة كما نشب قتال في ولايات شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
ونزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص انتقل منهم 700 ألف إلى البلدان المجاورة، فيما حذرت الأمم المتحدة من أزمة جوع متزايدة.
وتوسطت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار في السودان، لكنهما علقتا المحادثات في جدة بسبب انتهاكات من طرفي الصراع. واستضافت إثيوبيا في وقت سابق من الأسبوع الجاري قمة إقليمية لدول شرق أفريقيا.
وأعلن البيان الختامي، في قمة أمس، توافق دول جوار السودان على الإعراب عن القلق العميق تجاه الأزمة في السودان، والتوافق على الاحترام لسيادة السودان ووحدة أراضيه والتأكيد على رفض أي تدخل خارجي.
ولفت إلى التوافق على أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة الإنسانية وتبعاتها الشاملة تجاه الأزمة في السودان، مضيفاً أنه تم التوافق على ضرورة توفير المساعدات الإغاثية للسودان، والتوافق على ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية للسودان.
وانطلقت، أمس، أعمال مؤتمر قمة «دول جوار السودان» لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي وتداعياته السلبية على دول الجوار، واتخاذ خطوات لحقن دماء الشعب السوداني. ويهدف المؤتمر إلى تحقيق تسوية سلمية وفاعلة للأزمة في السودان من خلال التنسيق بين دول الجوار والمسارات الإقليمية والدولية الأخرى، بما يحافظ على وحدة الدولة السودانية ومقدراتها.
وطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي الذي تعهّد بتقديم 1.5 مليار دولار خلال قمّة عُقدت في يونيو «بالوفاء بتعهّداته، من خلال دعم دول جوار السودان الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة».
واعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن أزمة السودان لا يمكن حلها إلا بالتضامن والوحدة. وأضاف أن «إثيوبيا تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان».
من جهته، قال الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو: «خلال أسبوع واحد، استقبلنا أكثر من 150 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال» الهاربين من دارفور. واستنكر رئيس أفريقيا الوسطى فوستان آرشانج تواديرا «ارتفاع الأسعار» و«نقص» المواد في المناطق الحدودية، محذّراً من ارتفاع مستوى «انتقال الأسلحة الخفيفة عبر الحدود التي يسهل اختراقها».
وأكدت الدول السبع المجتمعة في القاهرة إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية ونظيره في الاتحاد الإفريقي، في بيان مشترك، أنّها ستقوم بما في وسعها لمنع تحوّل السودان إلى «ملاذ للإرهاب والجريمة المنظمة».
واعتبر محللون وسياسيون أن القمة فتحت الباب لتعاون إقليمي أوسع، فيما أشاد جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني، رئيس الكتلة الديمقراطية، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، بمخرجات القمة.
وأشاد الميرغني بالإشارات الإيجابية الواردة في كلمات الرؤساء والقادة، والتي تشدد على دعم الدولة والشعب السوداني وتدعو لوقف إطلاق النار والدخول في حوار سياسي جامع لحل الأزمة السودانية.