هل يدخل نتنياهو البيت الأبيض؟
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

تضارب في المعلومات، وتباينت في فهم الأبعاد السياسية التي أطلقتها الإدارة الأمريكية، بعد إعلان البيت الأبيض، اليوم، عن طبيعة المكالمة الهاتفية التي تمت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في الأفق السياسي والأمني، لا يمكن أن يتراجع الرئيس بايدن، عما أعلنه في السادس من الشهر الجاري، عندما قال  في مقابلة مع شبكة  “سي إن إن”الأمريكية أن: “حكومة  نتنياهو هي الأكثر تطرفا في إسرائيل منذ غولدا مائير” .

.. بايدن أكد وقتها أن :”حل الدولتين هو الطريق الصحيح لوضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

*.. وفي الشهر السابع!

 

في تحول مختلف، وسط أزمات كثيرة تمر بها المنطقة والإقليم، جاء قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن؛  بعد سبعة أشهر، دعا  نتنياهو لمقابلته وفق بروتوكول، لم يتضح- حاليًا- أي تفاصيل عنه.

الدعوة، عبر الهاتف الرئاسي، إلى اجتماع في الولايات المتحدة (…)، بعد  مرور 7 أشهر من الامتناع المقصود سياسيا/ استراتيجيا، عن تقديم مثل هذهِ الدعوة، بسبب ما قدمته الإدارة الأمريكية من استياء  معلن من حكومة الائتلاف الإسرائيلي المتطرفة في تركيبتها العنصرية، وجنوب أعضاء حكومة نتنياهو نحو التطرف وممارسة العنف والقتل ومحاولات تهويد القدس، عدا عن أزمة الإصلاح القضائي، إشكالية العلاقة بين نتنياهو والشارع السياسي المعارض، عدا عن فهم الإدارة الأمريكية ماهية السياسات  العنصرية المتطرفة في الضفة الغربية، وتهويد القدس، اجتياح مخيم جنين وحوار وتهجير السكان في أغلب المدن الفلسطينية تحت الاحتلال الصهيوني.

 

.. عمليًا: تم عرض الدعوة خلال مكالمة هاتفية، وصفتها المصادر الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية، بأنها كانت مكالمة “دافئة وطويلة”، والتي جاءت بعد طول انتظار، بحسب معلومات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي أكد أن: “نتنياهو  قبل الدعوة واتفق  مع بايدن على أن تقوم إدارة كل بلد، بإجراء الترتيبات اللازمة لتمكين نتنياهو من زيارة الولايات المتحدة.

 

*.. إلى البيت الأبيض أو مكان آخر.

 

في البيان الذي أطلق من مكتب نتنياهو، تأكيد على كلمات دالة: “فقط” أنه تمت دعوة نتنياهو للقاء بايدن في الولايات المتحدة، دون تحديد ما إذا كانت الدعوة موجهة إلى البيت الأبيض أو مكان آخر.

 

.. غالبًا، تدور محاور الحكاية في تلك المفاجأة السياسية، التي شغلت الإدارة الأمريكية، وحضرت الأحزاب السياسية، الجمهوري والديمقراطي، عدا عن الكونجرس الأمريكي، وبالطبع الكنيست الإسرائيلي، في تفسيرات، تقترب من مدى حاجة الرئيس بايدن، إلى قوة اللوبي الصهيوني اليهودي في جداول الناخبين، وقت الانتخابات الرئاسية 2024، عدا عن قضايا سياسية وأمنية وجيوسياسية تتعلق بالمنطقة وطبيعة مستقبل القضية الفلسطينية، في ظل التطرف الرسمي لحكومة نتنياهو التوراتية.

يؤكد  مكتب نتنياهو إن المكالمة بين الطرف الأمريكي، الرئيس بايدن، ونتنياهو  ناقشا- ما وصف- بالتقدم في الإجراءات لاستعادة الهدوء في الضفة الغربية من خلال الاجتماعات الإقليمية التي عقدتها إسرائيل والسلطة الفلسطينية هذا العام في العقبة بالأردن وشرم الشيخ بمصر، والتي ترافقت مع اجتماعات أمنية مشتركة، اخلفت نتائجها قوى التطرف الليكودي الصهيوني.

 

.. أيضا: لم يشر البيان، بحسب مصادر عبرية، في مكتب نتنياهو على وجه التحديد إلى الإصلاح الشامل، لكنه قال إن نتنياهو أطلع بايدن على “قانون سيتم تمريره الأسبوع المقبل”، في إشارات ردًا على التشريع، الذي من المتوقع أن يُطرح قبل التصويت البرلماني-من الكنيست- النهائي في وقت مبكر من الأسبوع المقبل ،ما قد يكون نقطة فاصلة حذر من نتائجها بايدن، المعروف أن ما يسمى بـ”الإصلاح القضائي”، الذي قدمته حكومة نتنياهو، القومية والدينية المتطرفة، إلى تقسيم إسرائيل (…) بعمق، مما دفعها إلى واحدة من أسوأ أزماتها المحلية، بل وأثار قلق حليفها الأكثر أهمية، الولايات المتحدة، وفق الصورة التي نتجت عن المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو، وهذا برز في بيان مكتب رئيس الوزراء، من إن نتنياهو أبلغ الرئيس جو بايدن أن مشروع قانون يقضي بإلغاء قدرة المحكمة العليا على إلغاء الإجراءات الحكومية التي تعتبرها “غير معقولة” سيُعرض للتصويت البرلماني الأسبوع المقبل. لكنه قال إنه سيحاول “تشكيل دعم شعبي واسع” لبقية الإصلاح القضائي خلال العطلة الصيفية.

* نشر طائرات إف-35 وإف-16 في الشرق الأوسط.

لم تكن مصادفة تزامن الأحداث والأزمات، إذ أمر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بنشر طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وإف-16 في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى البارجة الحربية يو إس إس توماس هودنر، ردًا على الأنشطة الإيرانية في مضيق هرمز؛ وذلك ما أعلن وفق نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، وهي أكدت: “ردًا على عدد من الأحداث المقلقة الأخيرة في مضيق هرمز، أمر وزير الدفاع بنشر المدمرة يو إس إس توماس هودنر ومقاتلات إف -35 ومقاتلات إف -16 في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية للدفاع عن المصالح الأمريكية وحماية حرية الملاحة في المنطقة”.

الخبر القلق، يوضح محاولات إسرائيل التصدي لكل الوجود الإيراني في المنطقة، عدا عن وقوفها المعلن ضد البنية النووية في إيران، ما يثير المزيد من القلق الأمني والعسكري، في المنطقة، برغم محاولات الكيان الإسرائيلي التغطية على تطرف حكومة الأحزاب الدينية التوراتية التي تمارس العنف والاستيطان والعنصرية، وتهويد الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية.

..دخول نتنياهو إلى البيت الأبيض، أو الخروج من البوابة الأميركية، قضية سياسية تؤسس لمرحلة من المخاوف من التطرف الإسرائيلي المسكوت عنه دوليًا، برغم بيانات وتقارير منظمات ولجان الأمم المتحدة وهيئاتها الأممية.

زر الذهاب إلى الأعلى