بعثة الكويت في الأمم المتحدة تدعو إلى نهج جديد ومبتكر بملفات الاسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات
النشرة الدولية –
حثت الكويت بعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق على مواصلة تنفيذ ولايتها فيما يتعلق بمتابعة مسألة الاسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات بما فيها المحفوظات الوطنية داعية الى اتباع نهج جديد ومبتكر يكفل الدفع بهذه الملفات الى الأمام.
جاء ذلك في كلمة الكويت خلال جلسة لمجلس الأمن حول العراق ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء أمس الأربعاء.
واكد العتيبي أن الكويت تواصل جهودها دون كلل أو ملل في متابعة الكشف عن مصير شهدائها الأبرار رغم تضاؤل فرص العثور عليهم أحياء مقدرة حرص أعضاء مجلس الامن المتواصل على مدى تلك السنوات على ابقاء هذا الملف الانساني حاضرا على جدول اعماله.
وقدر العتيبي متابعة أعضاء المجلس تنفيذ جميع الالتزامات التي نصت عليها قرارات مجلس الامن ذات الصلة وخاصة تلك المتعلقة بالالتزامات الرئيسية التي مازالت متبقية والتي لم تجد طريقها إلى الحل منذ تحرير الكويت عام 1991.
وأثنى على ما تقوم به البعثة وأسرة الأمم المتحدة في العراق من جهود رامية إلى بناء مستقبل واعد للعراق بدءا من تهيئة الظروف المواتية لتحقيق الامن والاستقرار فيه مرورا بتلبية الاحتياجات الانسانية وصولا الى توفير مستلزمات تحقيق التنمية المستدامة.
واكد العتيبي استمرار دعم الكويت الكامل وتعاونها مع البعثة والفريق القطري من أجل إنجاز مهامهم على أكمل وجه.
وأضاف “وذلك في الوقت الذي ندرك أن المرحلة القادمة مهمة بالنسبة للعراق لتجاوز صعوبة الظروف التي يمر بها خاصة بعد دحره لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي والتي تتطلب تكاتف الجهود الدولية لدعمه ومساعدته وتلبية الاحتياجات الانسانية العاجلة للشعب العراقي المتضرر وضمان أمنه”.
وأكد العتيبي ان “هذه مسؤولية نتشارك بها نحن كإحدى دول جوار العراق بالدرجة الأولى ومعنا الدول الاقليمية والمجتمع الدولي حيث لابد من بذل المزيد من الجهود من اجل تحقيق تطلعاتنا لعراق ينعم بالوحدة والأمن والاستقرار وخال من الازمات والانقسامات”.
وأشار الى ان الكويت بادرت منذ أن بدأ العراق الشقيق مرحلة البناء ما بعد النظام السابق بدعم جهود إعادة الاعمار والبناء ووقفت الى جانبه للمحافظة على استقلاله وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه.
وذكر العتيبي “ان الكويت رحبت بالحوار الوطني الشامل الذي نأمل أن يمكن أطياف المجتمع العراقي من تحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز سيادة القانون وتوفير الرفاه والأمن لكافة مكونات نسيجه الاجتماعي بدون اي استثناء متمنين في الوقت نفسه للبلد الجار الشقيق كل التقدم والرخاء”.
واكد “ان الكويت قيادة وحكومة وشعبا ومنذ ظهور تنظيم داعش الارهابي في العراق وادراكا منها لحجم الدمار الذي لحق بالعراق مدت يد العون للشعب العراقي الشقيق ولم تدخر جهدا للوقوف بجانبه”.
وأشار العتيبي الى مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في استضافة مؤتمر الكويت الدولي لإعادة اعمار العراق في فبراير العام الماضي لتخفيف معاناة الاشقاء في العراق والانتقال الى مرحلة الاستقرار وإعادة الإعمار متطلعا إلى وفاء الدول بتعهداتها التي اعلنت عنها في المؤتمر.
وأضاف “نشاطر الامين العام القلق الذي عبر عنه في تقريره المعروض أمامنا بان الخلايا الارهابية النائمة لا تزال تمثل تهديدا لأمن العراق واستقراره وللمنطقة ككل مما يحتم علينا جميعا بذل جهود اضافية واتخاذ المزيد من التدابير الحاسمة لتحجيم تلك الانشطة والممارسات وصولا الى مساءلة مرتكبي تلك الجرائم المروعة وتقديمهم للعدالة بالتنسيق والتعاون مع الآلية التي انشأها مجلس الامن تنفيذا للقرار 2379/ 2017)”.
وتطرق العتيبي الى الالتزامات الدولية والمسائل الانسانية المتبقية والمتعلقة بالمفقودين من الرعايا الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة والممتلكات الكويتية المفقودة بما فيها المحفوظات الوطنية.
وقال إن اجتماع مجلس الأمن يتزامن مع ذكرى مرور 28 عاما على تحرير الكويت من الغزو العراقي مضيفا “ويمضي كل عام دون ان تكتمل فرحتنا كون مصير بقية ابنائنا وأحبائنا لا يزال مجهولا وستظل تلك المسألة الانسانية على رأس اهتماماتنا”.
وأشاد العتيبي بالتوجه والرغبة الجادة لدى العراق الشقيق في الوفاء بكافة التزاماته الدولية المتبقية تجاه الكويت على النحو المطلوب مشيرا إلى ان ما تم التوصل اليه من التعرف على رفات 236 من اصل 605 مفقودين لم يكن ممكنا لولا تعاون العراق.
واعرب عن امله أن يستمر التعاون والعمل بنفس الروح الاخوية مع العراق الا ان وتيرة الكشف عن الرفات تراجعت ولم يتم الكشف عن رفات أي من المفقودين منذ عام 2004 مجددا الاستعداد التام لتقديم الدعم والمساندة التي يحتاجها العراق من أجل تسريع وتيرة تنفيذ الالتزامات المتبقية التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتابع العتيبي “لا يسعنا هنا إلا أن نقدر الجهود المبذولة من قبل اللجنة الدولية للصليب الاحمر من خلال رئاستها للجنة الثلاثية في سعيها لانجاز مسؤولياتها لإغلاق ملف هذه القضية الانسانية على النحو المطلوب”.
ورأى أنه بالإمكان تحقيق تقدم جوهري وملموس إذا ما تم تكثيف العمل وتنفيذ الخطط والبرامج المتفق عليها في إطار اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها مؤكدا ان الكويت لم ولن تدخر أي جهد في دعم المساعي المبذولة في سبيل معرفة مصير المفقودين من الرعايا الكويتيين وغيرهم من رعايا البلدان الثالثة.
وحث العتيبي البعثة الاممية للمساعدة في العراق على متابعة ومواصلة تنفيذ ولايتها فيما يتعلق بمتابعة مسألة الاسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات بما فيها المحفوظات الوطنية بموجب القرار 2107/ 2013.
وأشار الى ان هناك جانبا آخر للالتزامات المتبقية وهي مسألة الممتلكات الكويتية بما فيها المحفوظات الوطنية والتي لا تقل أهمية عن الالتزامات الدولية الأخرى لما تشكله هذه الممتلكات والمحفوظات من ثروة تاريخية وإرث هام للذاكرة الوطنية للكويت وشعبها.
وأعرب عن الأسف بأن مصير المحفوظات لا يزال في حكم المجهول منذ تحرير الكويت عام 1991 قائلا “نشاطر الامين العام للأمم المتحدة خيبة الأمل في هذا الصدد”.
واكد العتيبي ان “الكويت تعي تماما ان العراق الجديد ليس عراق الأمس فقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يساند ويدعم الجهود التي يقوم بها العراق لاستعادة عافيته ودوره المعهود في محيطه الإقليمي والدولي من بعد ما شهده خلال السنوات الأخيرة من أحداث مؤلمة خلال تصديه لتنظيم داعش الإرهابي والبناء على هذه الانتصارات التي أثبتت ارادة الشعب العراقي بمختلف مكوناته على انه الاقدر والأجدر لتجاوز تلك المرحلة الصعبة”.
وأعرب عن الامل في أن تنتهي الحكومة العراقية من وضع اللمسات الأخيرة لتشكيلها لبناء عراق المستقبل متمنيا لهم كل التوفيق والنجاح وكل ما فيه خير للعراق الشقيق ومصلحته بما يحقق كافة تطلعات شعبه الكريم الذي يستحق العيش في دولة مستقرة ومزدهرة وآمنة.
وجدد العتيبي في الوقت ذاته تضامن الكويت مع العراق قيادة وحكومة وشعبا في أية خطوة يخطونها لترسيخ الوحدة الوطنية العراقية ودحر الارهاب والحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه.