إبداعات.. السياحة بعيون المشاهير وروَّاد التواصل الاجتماعي
بقلم: موزة آل إسحاق
مطلوب ثقافة سياحية تروج لتاريخنا الحضاري ومنطقتنا العربية
النشرة الدولية
الراية القطرية –
السياحةُ بوابةٌ من بوابات الحياة، ولها مسارات مُتعدّدة واهتمام كبير من أصحاب القرار لتطويرها بصفة مُستدامة، نظرًا لاختلاف الأذواق وتلبية رغبات المُسافرين والسائحين، وكمصدر من مصادر الدخل الاقتصادي، فالكل يبحث عن الجودة والارتقاء بالخِدمات والأسعار وَفقًا لاهتماماته الثقافية والترفيهية والتاريخية والسياحية والطبيعيّة.
والمُنافساتُ كبيرةٌ وتقودها قيم ثقافية واجتماعية واقتصادية، وربما كان مفهوم السياحة لدى الكثير بشكل عام، إما سياحة ترفيهية وتسوّقية، وإما ثقافية للباحثين عن التراث والفن والأدب، وهناك آخرون يبحثون عن سياحة تاريخية يروّج لها بآلية مُلائمة لا تحمل الصخب الإعلامي بصورة فردية أو تنافسية ذات إثارة، كما نراها اليوم عبر صفحات التواصل.
ومع الانفتاح والتطوّر التكنولوجي وتوافد الكثير على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتوافد الكثير من المشاهير في كافة المجالات أصبحنا نرى أنماطًا أخرى لمفاهيم السياحة وأنواعها النفسية والثقافية، والبعض كان نموذجًا رائعًا للترويج السياحي عن ثقافة دول أو خدمات سياحية بصورة مُتزنة ومُثمرة، أفادت الكثير منا وساهمت بالارتقاء بالسياحة والترويج لها لكل من يبحث عن سياحة مُميّزة، سواء كانت خدمات أو ترويجًا صحيًا للمكان.
لكن ما نراه من الكثير من المشاهير والبلوجرات وروَّاد التواصل في الترويج السياحي أو قضاء إجازاتهم وسردهم للرحلة أو الخدمات السياحية، يجعلك تشعر بالمُبالغة منذ بداية رحلتهم حتى نهايتها بصورة لا تتلاءم مع ثقافتنا العربية وما تُسبّبه من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية على بيوتنا العربية والإسلامية، حيث القيام بالمُبالغة والمُفاخرة والتركيز على الجوانب الترفيهية والاستهلاكية أكثر من التسويق السياحي للمكان والخِدمات، وربما تُثير هذه التغطيات انعكاسات سلبية على كثير من البيوت أكثر من الرسالة التي من المُفترض إيصالها والتركيز عليها، وهي السياحة وخدماتها والترويج بالشكل الحقيقي للمكان وتاريخه الثقافي والحضاري بالصورة التي تنقل رسالةً حقيقيةً وهادفةً، بالإضافة إلى خلق ثقافة أخرى.. كما أنَّ لها آثارًا وخيمة على الأجيال القادمة؛ لأنها رسالة بلا مضمون، ونحن اليوم بحاجة أكبر إلى ثقافة سياحية تُعبّر عن ثقافتنا وتاريخنا الحضاري بالشكل الذي ينقل التاريخ والثقافة والتسويق لمِنطقتنا العربية وتاريخها الثقافي والارتقاء بمستوى الخِدمات واستثمار مواقع التواصل بالصورة الإيجابية النافعة المثمرة.