الفيلم الكوميدي البطة الصفرا»… عندما يواجه البطل الساذج مجرمين ظرفاء

غادة عادل تلعب دورة سيدة شعبية في الفيلم

النشرة الدولية –

الشرق الأوسط –   رشا أحمد –

«بطل يتّصف بالسذاجة وطيبة القلب والملامح الطفولية في مواجهة حفنة من الأشرار الذين لا ينقصهم المرح وخفة الظل». هكذا يمكن وصف فلسفة الرهان الفني الذي يقوم عليه الفيلم المصري «البطة الصفرا» الذي يُعرض حالياً في مصر.

غادة عادل تلعب دورة سيدة شعبية في الفيلم (الشركة المنتجة)

ينتمي الشريط السينمائي الذي أخرجه عصام نصار إلى نوعية «أكشن كوميدي»، عبر قصة طريفة تحمل العديد من المفارقات الدرامية.

يجسد الفنان محمد عبد الرحمن (توتا)، شخصية الدكتور أحمد وفيق الباحث الأكاديمي في مجال علم النفس، الذي يتسم بالجدية والرغبة في تحقيق إنجاز جامعي كبير.

تسير حياة الباحث على وتيرة هادئة، شخصاً مسالماً يحرص على علاقات اجتماعية ودّية مع الجميع. يهتم بمظهره وينتقي ألفاظه بحرص شديد. فجأة تنقلب حياته رأساً على عقب حين يطالبه رئيسه بتقديم بحث في أسرع وقت ممكن ليتمكن من الحصول على ترقيته الجامعية المرتقبة.

من أجل تحقيق هذا الهدف، يختار الباحث أصعب أنواع الأبحاث، وهو البحث الميداني الذي يقتضي النزول إلى أرض الواقع ومعايشة بعض «الحالات» الحيّة على الطبيعة في مجال تخصصه النوعي وهو علم نفس الجريمة.

من خلال مساعدة أحد ضباط الشرطة، يحصل على بيانات ثلاثة من المجرمين كعينة تطبيقية يطبق عليهم أفكاره لدراسة سلوكهم الإجرامي من حيث الدوافع والاستجابة.

يستغل هؤلاء المجرمون سذاجة الأستاذ الجامعي ويورّطونه في عدد من أعمال السطو المسلح.

وفرت حبكة الفيلم فرصة كبيرة لخلق مواقف مضحكة تعتمد على التناقض بين حياة البحث العلمي والجدية المشوبة بشيء من حسن النية المبالغ فيه وبين التفكير الشرير لعصابة تسمى نفسها «البطة الصفرا»، وتسعى لتوظيف كل شيء في سبيل تحقيق أهدافها الإجرامية التي لا تخلو من خفة ظل.

ويأتي الفيلم بمنزلة محاولة جديدة من الفنانة غادة عادل لتغيير جلدها فنياً والتمرد على أدوار الفتاة الجميلة الناعمة التي ظلت فيها لفترة طويلة بسبب طبيعة ملامحها، وتجسد دور رشا المجرمة المسجلة خطراً، التي تنتمي إلى حيّ شعبي، وتسعى لاستغلال الباحث الجامعي، الذي يغير نظرته في بحثه وحياته وفكرته عن اللصوص في نهاية الفيلم.

ويُعرض لغادة في الوقت نفسه فيلم «مرعي البريمو»، الذي تجسد فيه شخصية ريفية متزوجة من بائع بطيخ يلعب دوره النجم محمد هنيدي.

ويلعب ضيوف الشرف في الفيلم دوراً مهماً في منح الأداء التمثيلي شيئاً من الحيوية والتغلب على مشكلة بطء الإيقاع التي انتابت الأحداث في بعض أجزاء العمل، ومن هؤلاء الفنان عمرو رمزي في دور ضابط الشرطة، والفنان أحمد أمين الذي أحدثت الأغنية التي يقدمها حالة من البهجة في الشريط السينمائي.

ويكشف عمرو رمزي كواليس مشاركته في الفيلم قائلاً: «حين فاتحني المنتج رامي السكري في فكرة العمل وأبطاله، لم أتردد في الموافقة لأكثر من سبب منها، الورق الجيد وطبيعة الفنانين المشاركين الذين أحبهم على المستويين الإنساني والفني».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «يقدّم العمل وجبة متكاملة من الضحك من دون ابتذال ويصلح للمشاهدة العائلية».

ويؤكد الفيلم على المرحلة الجديدة التي دشنها الكوميديان محمد عبد الرحمن الشهير بـ«توتا» وهي مرحلة البطولة المطلقة بعد عدد من الأعمال التي شارك فيها ضمن بطولة جماعية مثل «بيت الروبي» مع كريم عبد العزيز و«البعبع» مع أمير كرارة وكلا الفيلمين عُرضا في الآونة الأخيرة، ومن قبلهما مسرحية «سيدتي الجميلة»، وفيلم «الدعوة عامة» ومسلسل «عودة الأب الضال» من إنتاج العام الماضي.

ويشير الناقد الفني محمد عبد الخالق إلى أنه «على الرغم من العدد الكبير من الأعمال سواء الدرامية أو السينمائية التي شارك فيها محمد عبد الرحمن، التي تجاوزت الـ50 عملاً، فإنه لم يستطع الخروج من نمطية الدور الكوميدي الذي يظهر فيه باعتباره صديق البطل محدود القدرات العقلية، لإضافة خط كوميدي في العمل، وهو في الحقيقة دور نمطي يتكرر في معظم الأعمال بالأداء نفسه».

ويضيف عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط»: «لا يشكل فيلم (البطة الصفرا) استثناءً أو نقلة نوعية في مسيرة هذا الكوميديان الشاب الموهوب الذي يمتلك الكثير من الإمكانات، فإنه لم ينجُ من فخ التكرار واختار الطريق الآمنة التي يعرفها وجربها كثيراً قبل ذلك». وتابع: «يحتاج عبد الرحمن إلى مزيد من الجرأة والمغامرة في التجديد والتنويع لاكتشاف مناطق جديدة للكوميديا».

زر الذهاب إلى الأعلى