العذرية ليست معلم على وجه النساء
النشرة الدولية –
الخبر – ريتا بولس شهوان –
العذرية ليست على ملامح النساء. عضو المراة الانثوي ليس ما يتعامل معه البشر. حتى لو حجم المجتمع المراة وكيانها الى هذه الدرجة من جزء لا من كل. المصيبة في المجتمعات العربية هي بكيفية تقديم الحياة الجنسية للرجال والنساء. والتصور والمنطلقات التي تتفرع منه اكانت منذ الجاهلية او في المجتمعات الحديثة. صحيح ان واد النساء توقف مع ظهور الاسلام لكن التعامل المفاهيماتي استمر على تلك الافكار الاولية مع شوون النساء. فيرتبط مقامهم الاجتماعي من مسائل الزواج والخيارات بهذه المسالة. لذا يكثر العنف الجنسي والاجتماعي والجندري.
العنف بمنزلة سلاح يملكه الرجل والمجتمع عندما يتعلق الامر بهذا المفهوم الذي يربط الشرف بالجنس او بالاحرى بالعذرية.
فاكبر المتحررات الشرقيات تتعامل مع المراة المغتصبة كمشروع عاهرة بكلامها القاسي حول الجنس وكيل من الاتهامات الماورائية هي اوقفته او فضحته او اعطت لنفسها شرف اخر وهو تعنيف النساء بحجة الدعارة. كان لا يكف تلك النساء اساساً عناء التخلص من اثار الاغتصاب، التروما التي تركه في نفسها، وتعمل على التخلص من الذنب الوهمي٫ تصحح علاقتها مع الرجال٫ تبني حياتها – او تعيد – حسب ما تعتبر هي انه تدمر منها. مشروع ”العهر“ الذي يصوره المجتمع لنفسه – باعتبار ان اي امراة مغتصبة هي فاقدة الشرف اي العذرية ان انطلقنا من المفاهيم السائدة – لهذه المراة تلقائيا سيجذب نظرة ”اشمئزاز او شفقة٫ مما يؤثر حتما على خياراتها الوظيفية ومرتبتها الاجتماعية ، موقعها في العائلة الكبرى والصغرى فتتحول تلقائيا الى موضع ”شك“ ومساءلة. علما ان المراة التي تقدم نفسها متحررة اختارت هي فقدان عذريتها لرجل هي اختارته طوعا سيكون الموقف الاجتماعي منها مغايراً انطلاقا من نظرتها لنفسها وما تحيط نفسها به من مجتمع.
صحيح ان العذرية ليست على وجه النساء لكن تاريخهم العاطفي عنصر مقرر في مستقبلهم وما يتيح لهم المستقبل من خيارات. وصحيح ان المراة التي تتعرض للاغتصاب قد تكون مشروع عاهرة – موممس ان لم تتمتلك وظيفة او مهارة ا، مستهدفة اساسا من قواد ! حينها يتحول الموضوع الى أخر ،مدى قدرة المراة نفسها وذكائها وممتلكاتها ”الاجتماعية“ وراس مالها البشري (عائلة – اصدقاء مدرسة – محيط اجتماعي – لمقاومة عملية الجذب والترهيب والترغيب. والاتهام ”بالعهر“ في هذه الحالة سيستتبع بسؤال: هل كنت تستهدفني اساساً؟
اشكالية الموضوع الكبرى ليست في نظرة المجتمع بل تاثير نظرة المجتمع على انخراطها في العائلة٫ العمل٫ المجتمع٫ والقواد نفسه (المغطى سياسيا واجتماعياً وسياسياً موجود في نفس الدائرة٫ لان اغلب من يق،م،ن بهذه الاعمال هم يعرفون ضحاياهم جيدًا او بالاحرى الناجيات.
اذا عسى ان يغير المجتمع العربي هذه النظرة للعذرية نفسها٫ وينخرط اكثر في عزل القواد لا المراة والتوقف عن استعماله في حلقات اقتصادية لتقرير اي مستوى اجتماعي لهذا العضو في المجتمع او عائلته باستعمال هذا السلاح!