إبداع فاق الخيال
بقلم: نايف علوش
النشرة الدولية –
نايف علوش- حكم دولي للمصارعة
لاح نجاح استضافة بطولة العالم لمصارعة الشباب في الأفق كالشمس، حين استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله رئيس الاتحاد الدولي للمصارعة، وحين أختتمت البطولة بحضور سمو الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الأولمبية، مما منح البطولة صورة مميزة واكبها أبداع وتميز للاتحاد الاردني للمصارعة في تنظيم بطولة العالم لتحت 20 عام، وشهد على هذا الابداع رئيس الاتحاد الدولي وجميع المشاركين، وقد يتسائل البعض كيف لاتحاد صغير أن ينتج هذا الكم الكبير من الابداع في التنظيم، ليأتي الرد بأن من شاهد تنظيم بطولة آسيا شعر أن التنظيم الأردني مميز وسيرتقي بشكل كبير في بطولة العالم، وهذا ما كان لذا لم يستغرب من شاركوا في البطولة الاسيوية هذا الإبداع، ليتم تجهيز صالة الأميرة سمية على وجه السرعة، كون المدة الزمنية منذ اعلان تنظيم الاردن للبطولة بعد سحبها من بولندا ولحين انطلاقها كانت عشرين يوماً فقط، وهي مدة قصيرة، ليعمل الاتحاد بمجلس إدارته وكافة لجانه على مدار الساعة.
التنظيم بدا منذ فترة الإعلان عن الاستضافة ولم تتوقف الأيادي الشامخة للإرتقاء بسمعة الوطن وقدراته، وليس وليد الصدفة واللحظة ما حصل فقد استفاد الاتحاد من الخبرات التراكمية بفضل استضافته لبطولة آسيا، ليتعامل الاتحاد مع التحدي العالمي بكل جدية واحترافية، وقسم العمل إلى جزئين، تمثل الأول في التنظيم والترتيب والتجهيز لسحب القرعة وتوفير كافة التسهيلات للمشاركين، والثاني بتجهيز المنتخب المشارك فنياً، وظهر الاهتمام الكبير بضيوف الأردن من لحظة وصولهم ولحين مغادرتهم، لا سيما أن البطولة ليست بالشيء السهل كما يتوقعه البعض، فيشارك فيها منتخبات روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وهذه الدول في صدام حربي، لذا تم إبعاد منتخب أوكرانيا على منتخبي روسيا وبيلاروسيا في الإقامة والقرعة، وهذا يدل على نُضج تنظيمي.
ومع انطلاق البطولة بدأت تظهر القدرات الإبداعية في الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة حتى ظهر الاستغراب على رئيس الاتحاد الدولي، وقد يكون قد بدأ بالتفكير جدياً في منح الأردن حق استضافة بطولات كُبرى أخرى في ظل القدرات الفنية العالية والجهوزية الكبيرة، وهو التحدي القادم الذي يسعى إليه الاتحاد النشيط والذي استعاد موقع المصارعة الاردنية في العالم بفضل القدرة على التنظيم، فيما لا زال العمل جارياً على الارتقاء بالمستوى الفني للاعبين، وظهر أن مستوى البطولة كبيرة ويفوق قدرات لاعبينا الذين نجح بعضهم في تجاوز لاعبين عالميين، مما يبشر بخير للعبة في حال المزيد من الاهتمام وتوفير الأموال الكافية لاستقدام خبرات عالمية.
وهنا نتوقف ونفكر ونتساءل، ألم يحن الوقت حتى يتم إنشاء قاعة خاصة بلعبة المصارعة أسوة بقاعات متخصصة لكرة السلة واليد، تكون قادرة على توفير الأجواء المثالية لتدريب اللاعبين وتتحمل الزيادة في أعداد ممارسين اللعبة بعد أن ساهم الاعلام بصورة ايجابية بتوسيع القاعدة، كما ان التنظيم الأردني أصبح جاذب للاتحادات العربية والآسيوية والدولية لمنح الأردن بطولات جديدة، وهو ما يجعلها بحاجة لقاعة خاصة إذا قد تكون الصالات الرياضية مشغولة بذات التوقيت، وحينها نفقد صورة المصارعة الأردنية الجاذبة ونعود لنقطة البداية